عاجل
الإثنين 23 ديسمبر 2024 الموافق 22 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

«وجه العهد البائد».. كيف تفاعل المصريون مع ظهور جمال مبارك

تحيا مصر

انتقادات بالجملة للطريقة المفتعلة التي تحدث بها نجل الرئيس المخلوع

شبح قضية "القصور الرئاسية" يطار جمال مبارك بعد الأحكام النهائية ضده

تفاعل جارف أظهره الشعب المصري مع البيان المصور الذي ألقاه جمال مبارك ليدعي فيه تبرئة ساحة أسرة الرئيس الأسبق الراحل محمد حسني مبارك، حيث بادر المصريون بإعادة سرد المشكلات والكوارث التي حلت على البلاد نتيجة حكم الرئيس الأسبق، والمحاولات السابقة لنجله للظهور كوريث محتمل للحكم.

 

يرصد تحيا مصر الجدل الواسع الذي أعقب حالة الافتعال في كلمة جمال مبارك التي زعم في فيديو نشرته العائلة على وسائل التواصل الاجتماعي، إن "عائلته تحملت ادعاءات كاذبة للتشهير بها، ولم تثبت التحقيقات القضائية المستفيضة أي نشاط غير مشروع لها طيلة عشر سنوات".

ظهور مفتعل وحديث بالإنجليزية أثار سخرية واسعة

أجمعت آلاف التعليقات أن السمة التي بدت على جمال مبارك، أعادت تذكيرهم بالطريقة التي كان يظهر ليتحدث بها في أيام مؤتمرات الحزب الوطني المنحل، وهي طلة وظهور مفتعل، لايشبه المصريين في شئ، لا طريقة حديثهم ولا تفكيرهم ولا استخدام المصطلحات والمرادفات التي يفهمها الشعب المصري جيدا.

 

اللجوء إلى استخدام اللغة الإنجليزية بشكل مطول أثار الانزعاج، والسخرية من مستويات التعليم المتردية والمنظومة التعليمية التي أنهارت في العهد البائد، حيث حاول في المقطع المصور الذي زادت مدته على عشرين دقيقة، أن يواصل التحدث باللغة الإنجليزية محاولا أن يستدر عطف المصريين ويمعن في ابتزازهم عاطفيا: "لقد كانت رغبة والدي الراحل أن يتم شرح هذه الإجراءات للعالم بأسره، لكن رحيله قبل انتهاء الإجراءات يجعلني أحمل هذا العبء بكل فخر والتزام".

مغالطات قانونية مفضوحة لمحاولة غسيل السمعة والصورة

كرر جمال مبارك على نحو غريب تأكيداته أنه وأمواله وأسرته لاتشوبهم شائبه مالية أو جنائية، في حين أنه فيما يتعلق بالشق الجنائي كان جمال مبارك وشقيقه علاء ووالدهما الراحل قد صدر بحقهم جميعا حكم نهائي باتّ، في جناية معروفة إعلامياً بقضية "القصور الرئاسية"، والتي تعود وقائعها إلى مابعد تنحي مبارك، ثم البدء في محاكمته ونجليه ورموز نظامه بتهم متعددة، تنوعت بين قتل المتظاهرين خلال أحداث الثورة، والفساد ونهب المال العام، والتلاعب بالبورصة، والكسب غير المشروع، وغيرها كثير.

ورغم تأكد المصريون من تورط جمال وعلاء ووالدهما في العديد من القضايا، جاءت قضية "القصور الرئاسية"، لتثبت ذلك حيث تتمحور حول استغلال الرئيس السابق ونجليه لنفوذهم، وتحويل مسار عشرات الملايين من الأموال المخصصة لصيانة القصور الرئاسية في البلاد، لاستغلالها في تشييد وصيانة قصور ومكاتب خاصة بأسرة مبارك، وقد أصدرت محكمة جنايات القاهرة، في مايو 2015، حكماً بسجن مبارك ونجليه جمال وعلاء 3 سنوات لكل منهم، خلال إعادة محاكمة في القضية، كما تضمن الحكم حينها تغريم مبارك وجمال وعلاء أكثر من 125 مليون جنيه، وإلزامهم معاً أيضاً بردّ أكثر من 21 مليون جنيه إلى الخزانة العامة للدولة، وفي يناير 2016، أيدت محكمة النقض حكم الجنايات بالسجن والغرامة.

وجه يصطنع البراءة وغير قادر على خداع المصريين

حاول جمال مبارك خداع المصريين بنبرة صوت هادئة، وتحدث باللغتين العربية والإنجليزية، لتثار أسئلة المصريين عن "من أين لك هذا"، وكل تلك المئات من الملايين كيف تحصل عليها نجل الرئيس، خاصة في ظل البرهنة على تورط الأسرة وفشلها كل محاولات رد الاعتبار في قضية القصور الرئاسية

 

لم ينس المصريون أن مبارك ونجليه تقدموا بطلب للتصالح ووقف تنفيذ الحكم الصادر ضدهم، بهدف رد الاعتبار، ومن ثم رفع آثار الحكم ضدهم. ولكن في سبتمبر 2018، أصدرت محكمة النقض حكمها في القضية برفض دعوى التصالح ورد الاعتبار، ليصبح الحكم باتّاً ونهائياً وغير قابل للطعن عليه، ويصبح ظهور جمال مبارك مثار سخرية المصريين، وتأكيدهم على الفترة المريرة التي عاشوا خلالها بالعهد البائد.

تابع موقع تحيا مصر علي