حرب روسيا أوكرانيا والمجتمع الدولى الجديد
ADVERTISEMENT
لاتزال تداعيات حرب روسيا وأوكرنيا مستمرة على جميع أنحاء العالم، وإن كان الجانب الاقتصادى أشد تأثيرًا على المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط .. ولكن أرى جانبا آخر هو أشد تأثيرًا ليس علينا كشرق أوسط فقط ولكن على العالم أجمع.. نحن أصبحنا أمام شرعية جديدة للاستعمار وانهيار فكرة الأمن الجماعى الذى قامت على أساسها الأمم المتحدة، بفض النزاعات بالوسائل السلمية والامتناع عن اللجوء إلى القوة أو حتى التهديد باستخدامها في حل المنازعات الدولية.
تحيا مصر
جراء هذه التداعيات تكون التساؤلات: هل واقع الحرب الروسية الأوكرانية يقول أن النظام العالمى الجديد على أعتاب ظهور أفكار وقواعد جديدة فى القانون الدولى؟ هل فشلت فكرة الأمن الجماعى مع الحرب الروسية الأوكرانية؟ هل لم يعد المجتمع الدولى ممثلا فى الأمم المتحدة قادرا على اتخاذ إجراءات دولية جماعية ضاغطة أو مانعة لروسيا من الحرب مع أوكرانيا؟
أعتقد الإجابة على كل هذه التساؤلات من خلال الواقع الجارى حتى الآن، أننا على أعتاب تغير جذرى فى مفهوم فكرة الأمن الجماعى أو انهيار هذه الفكرة من الأساس؛ حيث أن ما يحدث على أرض الواقع سواء من الحرب الروسية الأوكرانية أو تعامل المجتمع الدولى ممثلا فى الأمم المتحدة بشأنها يؤكد أننا عدنا إلى قواعد القانون الدولى التقليدى، وخاصة فى حق الدولة فى شن الحرب على أى دولة أخرى وحريتها فى ذلك كأحد المبادئ التقليدية فى القانون الدولى التقليدى قبل إنشاء منظمة الأمم المتحدة وقبل قيام فكرة الأمن الجماعى.
المستشار مجدي البري يكتب: حرب روسيا أوكرانيا والمجتمع الدولى الجديد
عدنا مرة أخرى بأن القوى تخلق الحق وتحميه وهى الأساس فى تحديد استراتيجيات الدول والمحرك لأنماط طبيعة العلاقات الخارجية وتقرير طبيعة أهدافها وسياستها، والأقوى كان ولايزال يستغل هذه القوى لفرض مصالحه على الآخرين، وبغض النظر عن أى أضرار، وهو ما يمثل شرعنة للاستعمار بحق الدولة فى استعمار دولة أخرى كحق مشروع.
وأتصور أن هذا سيكون التغيير فى المجتمع الدولى خلال الفترة المقبلة وهذا أمر يمثل خطورة كبيرة يحتاج لتوقف من الجميع ومواجهة التحديات التى سيكون لها تأثيرا سلبيا على السلم والأمن لكل دول العالم أمام شرعنة الاستعمار كما تم فى الحرب الروسية الأوكرانية، ومن ثم قد نكون بلاشك أمام انتهاء دور الأمم المتحدة وجميع ما تقدمه لكل دول العالم مع سقوط مفهوم الأمن الجماعي.. المحرك الأساسي لوجودها.. ومن ثم نكون أيضا أمام ضحايا جدد لا نعرف مصيرهم من شعوب العالم.