الكاتب الصحفي ياسر حمدي يكتب: الإخوان المنافقون.. وتشويه التاريخ
ADVERTISEMENT
لو كف الإخوان الإرهابيون عن أكاذيبهم لماتوا.. حياة الإخوان وقوتهم الكذب وترويج الشائعات وتشويه التاريخ، حتى أصبح كلامهم يتطاير مع الريح كالغثاء الأحوى، لا يبالي له أحد، ورغم ذلك تظل أبواقهم الإعلامية تبث أكاذيبهم وتنشر زيفهم للأحداث وترويجهم للفتن حتى يظن البعض أن تلك هي الحقيقة؛ وما هي بحقيقة؛ أيديهم ملطخة بدماء ذكية طاهرة في كل مكان وزمان، الأخوان كلهم شر، تاريخهم وحاضرهم، عقيدتهم وأخلاقهم، أفعالهم وصفاتهم، واقعهم وحاضرهم وأحلامهم، الكل مجمع على ذلك، فأينما تجد الإخواني المنافق تجد الشر.
وكعادة كل عام؛ في الشهر الكريم؛ تقدم لنا الدراما المصرية في الموسم الرمضاني الأعمال الفنية الخالدة التي ينتظرها جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وفِي هذا الموسم جن جنون المحظورة وهاجت منابرهم الإعلامية على الدراما المصرية، ولَم ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل قاموا بنشر الشائعات والأكاذيب والفتن من أجل تسوية الأعمال الفنية المصرية، وظل أنصار الإرهابية ومحبيهم في نشر هذه الأكاذيب وتلك الشائعات على صفحات التواصل الإجتماعي ومواقع السوشيال مديا، بغرض قلب الحقيقة وتكذيب ما عرض من حقائق موثقة بحلقات مسلسل «الإختيار 3» وتشويه تاريخ كنّا كلنا شاهدين عليه وعاصرنا أحداثه، بل وشاركنا فيه.
والحقيقة حاولوا بإستماته وأستغلوا كل ما سخر لهم من قوة من أجل طمس ما نشر من حقائق في هذا العمل التاريخي الرائع، الذي يوثق حقبة تاريخية مهمة من تاريخ مصر المعاصر، وأظهروا غضبهم وكرههم لمسلسل الإختيار وهاجموه بضراوة لأسباب عدة، أهمها أن هذا العمل الدرامي الموثق بمقاطع الفيديو والمشاهد الحية وثق حقيقة خيانتهم للوطن، وكشف للمشاهد كذبهم ونفاقهم، وأوضح غايتهم الدنيئة من تسترهم في عبائة الدين، وأظهر أن الدين منهم براء، وأثبت تطرفهم وعنفهم، وأكد أن كل الجماعات الإرهابية الموجودة مولودة من رحم الإخوان، لذلك فقدوا عقولهم وخرجوا مكذبين ومشككين ومهاجمين للعمل.
فحتى عام 2014 كانت الدراما التركية كلها علمانية، ولَم نرى أبواق الإرهابية ولا معاونيهم يهاجموا مشهد واحد بها وإن كان جنسياً، و بعد سيطرة المحظورة على الدراما التركية في أواخر نفس العام ظهرت فكرة المسلسلات التاريخية لكي يصنعوا تاريخًا مزيفاً ليخدعوا به عامة المسلمين، وقد عجبت الفكرة أردوغان فتبناها وأهتم بها.. وبدأت الفكرة بمسلسل «قيامة أرطغرل»، وقد تأثر الكثير من المسلمين بهذا المسلسل، وبعد إنتهاءه بدأت المسلسلات التاريخية تهيمن على تركيا بدل المسلسلات العلمانية من أجل تزييف التاريخ لصالحهم مثل: «المؤسس عثمان، ألب أرسلان، السلاجقة، بربروس، السلطان عبد الحميد ... إلخ».
كل هذه المسلسلات تشرح نفس الهدف ونفس القضية، وهي خداع المسلمين لكي يسلموا ذقونهم للأترك، ويصبحوا تابعين للباب الواطي في أنقرة، ويرجع عصر الخرسيس والباشا.. وطبيعة الأتراك فهم يقدسون الأضرحة والمنامات لذلك تجدهم يروجون لشخصيات منحرفة في العقيدة مثل شخصية «الزنديق إبن عربي»، الذي يظهر في المسلسل بدور الناصح الأمين والزاهد الوقور، وما هو بناصح ولا أمين ولا زاهد ولا وقور، بل ما هو إلا «إبن عربي الملحد»، كما وصفوه أهل السنة من المسلمين.
وهناك إجماع على تكفيره من علماء أهل السنة المتقدمين كأمثال الذهبي وإبن تيمية وإبن حجر العسقلاني والسيوطي وإبن خلدون رحمهم الله جميعاً، لأن من أقوال إبن عربي: «آلا بذكر الله تزداد الذنوب.. وتنطمس البصائر والقلوب».. هذا هو إبن عربي شيخ أرطغرل، وشيخ الأتراك، وشيخ الإخوان الذين يلم يتلفظ أي أحد منهم بلفظ خارج ولو بسيط في حق الدراما التركية.
فالمسلسلات التاريخية التركية كلها تصب في مصلحة تركيا، حتى يتوهم الجيل القادم أن تركيا الحل الوحيد للعودة إلى وحدة الصف الإسلامي، وهي بعيدة كل البعد عن هذا، بل الأتراك هم علمانيون يتوشحون برآية الإسلام، و ما دخلت فرنسا للجزائر، ولا الصهاينة لفلسطين، إلا من بابهم، بل الأتراك هم بالأساس سبب هوان وضعف الدولة الإسلامية، وتركيا هي من سلمت كل الدول العربية للإحتلال، فلا تكونوا من الغافلين المخدوعين.
وأخيرًا هذه المسلسلات ما هي إلا وسيلة من وسائل الإحتلال الحديث، ولا علاقة لها بالتوحيد، ولا بالإسلام، ولا حتى بالتاريخ، بل كل ما يهمهم هو إتباع الأتراك والإخوان المنافقون، وجعل قيادة الدول الإسلامية بيد تركيا حتى تصل بها لبر الشيطان والضعف والهوان.. أحذروا المسلسلات التركية سواء التاريخية الكاذبة، أو المسلسلات العلمانية الماجنة التي تحث على إستساغة الزنا، وقبول الشواذ؛ وحذروا منها أولادكم وزوجاتكم، قبل أن نكتشف أن عندنا جيل من الشواذ في الفكر المتطرف يبحث عن حذاء الباشا لكي يلعقه.