ربنا يباركلك ياسيسي كنا هنموت.. الصيادون العائدون من اليمن يروون تفاصيل 100 يوم عذاب
ADVERTISEMENT
أجواء من الفرح والبهجة تسود مركز المطرية بمحافظة الدقهلية، عقب عودة الصيادين المحتجزين في اليمن وتأمين الإفراج عنهم بتوجيهات سيادية، بعد أن ظلوا محتجزين طيلة شهرين ونصف، بحسب ما ذكره أهالي الصيادين، إلا أن تحركات الأجهزة السيادية كانت سببًا في عودة أؤلائك العالقين في اليمن.
وفور عودتهم إلى حيث إقامتهم، حرص موقع تحيا مصر على إجراء مقابلة مع أحد الصيادين الذين تم احتجازهم في اليمن، ليروي هو وأسرته تفاصيل أكثر من 100 يوم قضوها كمحتجزين في اليمن، والظروف التي صاحبت سفرهم عبر هجرة غير شرعية، وكيف تم إطلاق سراحهم.
لحظة القبض عليهم
إسلام الكفراوي ابن مركز المطرية بمحافظة الدقهلية، وأحد الصيادين الذين تم احتجازهم في اليمن، يروي تفاصيل احتجازه ولحة القبض عليه، قائلًا: بمجرد اجتيازنا للمياه الإقليمية بمركب الصيد طلع علينا القوات الحرية وبدأوا في إطلاق النار علينا، من الساعة 5 إلى 6 صباحًا، ثم تم القبض عليهم واصطحابهم إلى أحد الفنادق لمدة 7 أيام".
وبعد مرور 7 أيام، يحكي "الكفراوي": روحنا المحكمة اتحكم علينا بالحبس لمدة 45 يوم، وتم احتجازنا احتياطيا، وبعد انقصاء تلك المدة، حكمت المحكمة بالحبس لمدة 6 شهور ومصادرة المركب وغرامة 25 ألف دولار، ما يعادل 3 مليون بالعملة اليمنية".
100 يوم عذاب
وتطرق "إسلام" في حديثه على الصعوبات التي واجهتهم في تلك الأيام: "كنا عايشين على العيش والتمر، وكنا بنصوم معظم الوقت عشان مكناش بنلاقي ناكل، والموت كان قريب مننا واعتبرنا نفسنا شهداء وقرأنا الفاتحة على أرواحنا".
وعن سبب قيامه بالهجرة غير الشعرية، قال إسلام الكفراوي: أنا خاطب وشايل مصاريف البيت أنا وأبويا، لأني الولد الوحيد وأخ لـ 5 بنات، فقولت اطلع استرزق".
أما عن والده، فحكى تفاصيل بداية خروج إسلام إلى السفر لليمين على مركب صيد، يقول: ابني أول مرة يسافر، واتفق مع "صاحب المال" الذي قام بإجراءات سفرهم وتمويله، وهو يرجل يدعي "الحاج سعد" على حد قوله، صاحب مركب "نور البحار"، وكانت تحمل 20 صيادًا، مقسمين بين محافظة دمياط ومحافظة الدقهلية بالتساوي". وبعد أن تم اختفاء إسلام وزملاءه، تواصل الوالد مع الحاج سعد صاحب المركب، لكنه رد: "أنت بتسأل عن ابنك، أمال أن اعمل ايه في 8 مليون جنيه ومركب بمليون؟!.. اصبر وربنا يسهل هعمل اللي عليا".
وأوضح أنه لم يتم دفع أية أموال لصاحب المركب، حيث يتم خروج الصيادين على نفقة صاحب المركب، ويقوم هو بتوفير كافة الإحتياجات مع إعطاء "سلفة" للصياد من أجل توفير أساسيات الحياة من أكل وشرب.
لهفة الأم
كما روت الوالدة حالة الحزن الشديد التي تعرضت لها بمجرد سماع خبر تغيب ابنها وانقطاع الإتصال به: "جريت بشعري وكنت هموت، وأول ما سمعت إنه عايش وطيت وبوست الأرض، ومنمتش من الفرحة لما عرفت إنه هيرجع".