عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

كلمات مؤثرة لوالد الأشقاء الثلاثة.. يروي تفاصيل آخر مكالمة مع ابنه " أمهم مكلتش ومنامتش لحد دلوقت"

كلمات مؤثرة لوالد
كلمات مؤثرة لوالد الأشقاء الثلاثة.. يروي تفاصيل آخر مكالمة م

في محاولة منه أن يظهر بأنه متماسك أمام الكاميرا، لكنه يعتصر ألماً من داخله، فقد تعرض لفاجعة لا يتحملها صخر ولم نسمع عن مثلها من قبل في بلادنا، عندما جائه نبأ وفاة أبنائه الثلاثة الذين يدرسون في كليات القمم، بعد تعرضهم لحادث أليم على طريق سيناء أودى بحياتهم بعدما انقلبت سيارتهم في ترعة السلام بطريق سيناء، وشاهدهم بعينه وهم يخرجون جثث هامدة واحداً تلو الآخر من تحت المياه.

موقع "تحيا مصر" كان في قلب الحدث وقدم بثاً مباشراً مع والد الأشقاء الثلاثة الذي راح يحكي لنا عن تفاصيل استقباله للخبر وكيف تعامل مع فاجعة لم نسمع عن مثلها من قبل.

 

 

بداية استقباله للحادث

بعد علمه بالحادث توقع والد الأطباء الثلاثة عندما يصل إلى مقر الواقعة أن يجد أحدهم تعرض لكسر في ساقه أو قدمه، لكنه فور وصلومه صُرع بالفاجعة التي لا يتحملها أي شخص عندما وجد اثنين من أبنائه جثث هامدة على جنبات ترعة السلام وسط جمع من قوات الانقاذ التي كانت تبحث على الجثة الثالثة من أبناء هذا الرجل، "كنت فاكر نفسي هلاقي حد فيهم رجله مكسورة او متعور بس اتفاجئت انهم كلهم ماتوا مكنتش متخيل أن الحادثة تكون بالشناعة دي".

كان عنده أمل في وجود ابنته الثالثة على قيد الحياة

وعلى الرغم من أن الجميع كان على علم بأنها غريقة في مياه الترعة وبحثون عليها إلا أن والدها كان عنده أمل أن تكون على قيد الحياة، انتظر على جنبات الترعة وسط فرق الانقاذ التي تبحث عنها منذ ساعات، لكن آماله انطفأت وأظلمت الحياة أكثر فأكثر عندما أخرجتها قوات الإنقاذ من على بعد حوالي 4 كيلو عن موقع الحادث بعدما جرفها التيار، "كان عندي أمل تطلع عايشة بس للأسف راحت مع اخواتها".

آخر مكالمة بينه وبين ابنه الدكتور محمود

آخر مكالمة كانت بينه وبين ابنه الدكتور محمود تحمل الكثير من المعان، عندما هاتفه والده وأوصاه بأن يأخذ باله من نفسه ومن اخوته، وأجاب الإبن "حاضر يا بابا متقلقش وانا هنام شوية دلوقت عشان أعرف أسوق وهنيجي بعد الفطار على طول".

قرأنا عليها الفاتحة بدلاً من قراءة فاتحتها

الأمر الذي ربما يزيد الأمور مرارة أن الدكتورة آيه الأخت الأكبر للأشقاء، كانت "خطوبتها"  في نفس يوم الوفاة، وكانت الأسرة تستعد لاسقبالهم منذ تحديد يوم قراءة الفاتحة، "الدكتورة آيه كانت جايه عشان خطوبتها وكنا بنجهز ليومها بس احنا سلمنا أمرنا لله ورنا يرحمهم.

وقوف أبناء بلده بجانبه وحديثهم معه خفف من حدة حزن والد الأطباء الثلاثة حيث يقول " أن جنازة أبنائه كانت مهيبة وأنه يعتبرهم شهداء في الجنة، وهذه كانت بالنسبة له بمثابة حفلة تخرج أبنائه للقاء بارئهم، وأنه عندما سمع زغاريد أهالي بلده مصحوبة ببكائهم أحس أن أولاده يزفون إلى الجنة وندعوا لهم بالرحمة والمغفرة وربنا يصبرنا"، بهذه الكلمات اختتم والد الأشقاء الثلاثة حديثه معنا.

 

تابع موقع تحيا مصر علي