قلوب حجر.. "عم جمال" من الغربية عايش في الشارع بقاله سنه: مراتي رمتنى في الشارع بعد ماجالي شلل

القسوة والحجود تتمثل فى هذا الرجل المشرد الذى جعلته الظروف أن يعيش على أرصفة الشوارع قعيداً ليلا ونهارا لا يرى سوى سواد الدنيا، ليتحول إلى شخص ينتظر أجله ليرتاح من عذابه وآلامه.

" عم جمال " الذى يبلغ من العمر ٥٦ عام، متزوج، وأب لثمانى أطفال، كان يعمل سباك صحى، سافر للخارج كى يبحث عن معيشة أفضل، ولكن يد الغدر نالت منه تسببت فى إصابته بشلل ليعيش بعد ذلك على أحد الأرصفة بمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، متحملاً البرد والصقيع، وحرارة الشمس، لا تجف عينيه من الدموع، دون أن يشكو لأحد من المارة.

قدمت " تحيا مصر "، بث مباشر مع "عم جمال" الرجل الخمسينى، وكشف عن حياته المأساوية التى أنتهت على الرصيف حيث قال: أنه كان يعمل سباك صحى، وسافر إلى ليبيا بحثاً عن زيادة دخله " الفلوس كانت كتير ومكنتش عامل حسابى للزمن "، وظل يعمل سنوات عديدة حتى أنه أنجب ٥ من أبنائه هناك، وطوال هذه الفترة كان فى كامل صحته وعلاقته بزوجته طيبة ولا يبخل عليها بأى شىء.

"أتظلمت وناس أكلوا حقى"، بهذه الكلمات واصل عم جمال حديثه، حيث أوضح، أنه تعرض لظلم كبير وأحد الأشخاص أستولى على حقه وهو مبلغ ٩ الاف دينار دون وجه حق، حينها شعر بحزن شديد، لم يتحمله فأصيب على أثرها بجلطة أدت إلى حدوث شلل، وإعاقة فى الحركة، ما جعله يعود إلى مصر برفقة أولاده وزوجته، عمل كبائع ترمس وغيرها من الأشغال البسيطة التى لا تحتاح مجهود، لكنها فشلت جميعا .

وأستكمل حديثه، أن زوجته تبدلت من بعدها وحدثت مشاكل كثيرة، بسبب الفلوس قائلة له " روح أشحت "، ثم طردته من الشقة  وطلبت منه الطلاق، لافتا أن أكبر أبنائه عمره ١٧ سنة من ذوى الأحتياجات الخاصة، والباقى صغيرين فى السن، لم يجد من يحنو عليه لأنه وحيد وشقيقاته متوفيين، فلجأ إلى الشارع وأفترش أحد الأرصفة، وأصبح مكان معيشته .

وتابع عم جمال، أنه يعيش على عطف أهل الخير، وأحدهم أعطاه كرسي متحرك، وأخرين بالأكل والغطاء،  متحملاً المعيشة الصعبة، مضيفا " نفسي أدخل الحمام بقالى سنين مستحمتش "، وظروفه الصحية فى تدهور ما يجعله يبول على نفسه، ولا أحد يخدمه، مختتما حديثه أن زوجته تصرف المعاش الخاص به، ولا يوجد له مصدر رزق يستطيع تأجير شقة صغيرة يعيش فيها، " كل اللى بتمناه ٤ حيطان أعيش جواهم، وحد يشوف حالتى الصحية نفسي أرجع أتحرك" .