محمد أبوالعينين: حجم المخلفات في مصر يبلغ ٩٠ مليون طن سنويا.. ولابد من تطبيق مبادرة النقاط الخضراء التي تتبعها ألمانيا
ADVERTISEMENT
أكد النائب محمد أبوالعينين وكيل مجلس النواب، أن تدوير المخلفات من الملفات الهامة التي شهدت خلال الفترة الماضية اهتمام كبير من القيادة السياسية والحكومة وكذلك في البرلمان الذي وافق علي قانون تنظيم وإدارة المخلفات المقدم من الحكومة، كما تم إنشاء جهاز تنظيم وإدارة المخلفات عام ٢٠٢٠ .
وأكد أننا فى حاجة إلى خريطة استثمارية شاملة لإدارة هذه المنظومة تناسب القرية و خريطة تناسب المدينة و كذلك ثقافة جديدة إعلامية فى هذا المجال ليكون هناك تكاتف من المجتمع كله مع وضع حزمة من الحوافز و المميزات للتشجيع على المشاركة .
جاء ذلك خلال ترأسه لاجتماع لجنة الادارة المحلية بحضور الفريق عبدالمنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع و اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية و النائب أحمد السجينى رئيس لجنة الادارة المحلية بمجلس النواب.
أبوالعينين باجتماع محلية النواب: حجم المخلفات في مصر يبلغ ٩٠ مليون طن سنويا
و أضاف أبوالعينين، أن المخلفات نعمة وليس نقمة وكنز علينا استغلاله، حيث أصبحت النفايات أحد مصادر الطاقة والأسمدة وبناء الاقتصاد في دول عديدة بالعالم، وعلينا أن ننظر إلي المخلفات أنها قيمة اقتصادية مضافة من خلال عملية تدوير شاملة .
و أشار إلى أنه يجب أن نبحث بالفكر والعقل والتكنولوجيا الحديثة كيف نستطيع خلق صناعات جديدة من تدوير المخلفات، كيفية القدرة علي تقليل الاستيراد من خلال تدوير منتجات المخلفات، وكيفية وضع استراتيجة كاملة لصناعة تدوير النفايات التي ينظرون لها في الخارج أنها كنز .
و أوضح أن ألمانيا تحقق أرباح ١٠٠ مليار دولار سنويا من إعادة تدوير النفايات، وأصبحت حاليا تستورد المخلفات من دول أوروبا وتعيد تدويرها، وهكذا الصين وسنغافورة وسويسرا تستورد المخلفات وتعيد تدويرها وتحولها لطاقة وسماد ومنتجات صناعية جديدة .
و أشار وكيل مجلس النواب، إلى أن هناك صناعة واقتصاد ضخم وقيمة مضافة كبيرة، خاصة مع دعم الرئيس السيسي لهذا الملف الهام، و ليس الموضع يقتصر على اقتصاد وصناعة فقط ولكن عن توفير آلاف فرص العمل عن الحد من التلوث والانبعاثات عن الحفاظ علي الصحة عن صناعات وطنية لإدارة المخلفات تحقق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني .
و أشار إلى أن حجم المخلفات في مصر يبلغ ٩٠ مليون طن سنويا، ومصر يمكنها أن تكون رائدة في تكنولوجيا تدوير المخلفات بالقارة السمراء، نمتلك ثروة من المخلفات لاقامة منظومة بيئية وصناعية لتطوير المخلفات، وليس مستغرب أن تعرض بعض دول شرق آسيا استيراد المخلفات من مصر .
كما أشار إلى أن هناك جهد وتجارب ناجحة شاهدناها خلال الفترة الماضية وتعاون كبير بين وزارتي الصناعة والبيئة والهيئة العربية للتصنيع في منظومة إعادة تدوير النفايات ومنها محطة تحويل المخلفات إلي طاقة في الفيوم والحقيقة أنا بعتبر تدوير المخلفات جزء من مبادرة حياة كريمة .
و أضاف: لازلنا نحتاج إلي جهود مضاعفة في هذا الملف لتوطين تلك الصناعة فلا زالت المخلفات التي يمكن استخدامها في إعادة التدوير لا تتجاوز ٢٠٪ في مصر، و نحتاج إلي دمج الملف البيئي في قلب الاقتصاد الوطني نحتاج إلي مشروع قومي لإعادة تدوير المخلفات يعمل ويتعاون فيه الجميع الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني والاعلام كمنظومة واحدة مشروع قومي المواطن شريك فيه حتي ولو بحوافز بسيطة .
و أشار إلى أن أزمة المخلفات في مصر تبدأ من عند المواطن والدولة وحدها لن تستطيع سرعة إحداث التحول في هذا الملف علينا تحفيز المواطن عن طريق مبادرات وعروض مقابل تصنيف المخلفات الناتجة عن البلاستيك والأوراق والاطعمة وغيرها .
و تساءل أبوالعينين، لماذا لا ندعوا الشركات العالمية الكبري الرائدة في هذا المجال إلي مصر خاصة مع قرب عقد قمة المناخ cop 27 في نوفمبر بشرم الشيخ، ونجهز مشروعات استثمارية بحوافز ضخمة لجذب الاستثمارات وتوطين التكنولوجيا المتطورة في هذا المجال الواعد خاصة وأن هناك العديد من الشركات العالمية تريد دخول هذا المجال في مصر .
العالم ينتج أكثر من ملياري طن سنويا من المخلفات
و أشار إلى أن العالم ينتج أكثر من ملياري طن سنويا من المخلفات وبعد 30 عاما سيصل الرقم إلى 3.5 مليار طن، في الظاهر نحن أمام كارثة بيئية لكوكبنا، ولكن تجارب العديد من الدول في استيراد النفايات تجعلنا امام كنزل حقيقي كنز بدلا من أن يصبح وبالا يمكن أن يدار بالفكر والعقل والعلم ويوفر ملايين الوظائف، والطاقة وكوكب يتنفس.
مشروعات تدوير المخلفات في المحافظات
و قال أبوالعينين نحتاج إلي مشروع قومي ضخم بمشاركة الحكومة والقطاع الخاص وأصحاب الخبرات في تدوير المخلفات وبمشاركة الهئية العربية للتصنيع بقدراتها الهائلة وخبراتها الواسعة و العمل علي تنوع إنشاء مشروعات تدوير المخلفات في المحافظات مع نشر الوعي بين المواطنين للفصل من المنبع، ويمكن للجمعيات الأهلية أن تلعب دورا في ملف التوعية وتشجيع الاستثمار في هذا المجال .
و طالب أبوالعينين، بمحاكاة التجربة الإلمانية في تدوير المخلفات بمصر، متسائلا: كيف تربح ألمانيا ١٠٠ مليار دولار من تدوير القمامة سنويا، وكيف استطاعت اكتشاف كنوز النفايات وتحولها لطاقة وأسمدة وأسمنت، وكيف تستورد النفايات، 84 % من النفايات الألمانية تدخل فى صناعات مختلفة، وما يتبقي يدخل فى إنتاج الطاقة، مطالبا بتطبيق مبادرة النقاط الخضراء التي اتبعتها المانيا والتي تعني فصل المخلفات من المنبع بصناديق ملونة كل منها مخصص لشيء.
وأشار إلى أن في سنغافورة لم يعد هناك مكان للنفايات حيث يعيدون تدوير ٦٠ ٪ من المخلفات، ويضعون الباقي في محرقة حتي يتحول لرماد يستخدم في تصنيع الخرسانة المخصصة لإنشاء الأرصفة وممرات المشاة .