عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

مجرمين ولا وطنيين.. تفاصيل القصة التى حيرت التاريخ.. ريا وسكنية ضحايا أم جناه

ريا وسكينة
ريا وسكينة

 على مدى تاريخ مصر الحديث لم تأخذ قضية جنائية حجم الاهتمام الرسمي والشعبي، مثل الذي حظيت به قضية ريا وسكينة عليّ همام، وبعد انقضاء أكثرمن مائة عام على إعدامهما في 21 ديسمبر 1921 لا تزال القضية تشغل كثيرين، إذ يُثار الجدل حولهما، حيث ثمة رواية ، صورت الشقيقتين بأنهما مجرمتان دمويتان، حتى ارتبط اسمهما بكل شر، وأصبح مرجعا لكل جريمة، وتبنّت الأعمال الفنية من سينما ودراما ومسرح هذه الرواية الشيطانية عنهما، وقبل 7 سنوات ادّعى سيناريست أنه تحقق من القضية، وتوصل إلى براءة ريّا وسكينة، كما أنه يعمل على إنتاج وثائقي (لم يبث بعد) يتناول سردية البراءة، التي تقول إن ريّا وسكينة تعاونتا مع الجهاز السري لثورة 1919 لمواجهة الاحتلال الإنجليزي الذي لفق لهما القضية حتى يتخلص منهما. شهادة عدد من سكان منطقة ريا وسكينة 

تحيا مصر 

وفي هذا الصد التقى "تحيا مصر" عدد من سكان منطقة ريا وسكينة بمحافظة الإسكندرية، للتحقق من حقيقة ما يدور حول برائة الأختين من التهم التي وجهت لهن بقتل 17 سيدة مصرية، وسرقة مقتنياتهن من الذهب. ويقول الحاج سيد،( 52 سنة) أحد سكان منطقة ريا وسكينة ، أنه سمع من والده أن ريا وسكينة كانتا لهن منزلين في المنطقة ، وكانتا من شدة الفقر تجلبن النساء إلى منزلهن ، ومن ثم يقومن بقتلهن ويستولين على مقتنياتهن من الذهب والمشغولات الغالية، مضيفاً لو ريا وسكينة كانتا وطنيتان ، ويقتلون الإنجليز لما حكم القضاء المصري بإعدامهن. 

 

 

جرائم ريا وسكنية 

ويضيف الحاج متولي،( 65 سنة ) أحد ساكني منطقة ريا وسكينة،: أن الأختين كانتا يقتلن النساء اللاتي يرتدين الذهب، مؤكدا على أن قصة قتلهم للإنجليز ما هي إلا إشاعة، قام بعض الناس بترويجها، ريا وسكينة قاموا بقتل 17 سيدة في سنة واحدة. ويتابع متولي "في رأيي الشخصي، أرى أن محاولة تبديل أدوار المجرمين لأدوار البطولة يعد عبثا وإشاعات من أجل تسليط الأضواء والاستفادة من البلبلة لأجل الشهرة، حيث إن كل ما ورد بالأوراق الرسمية والمحاضر كان أهل المنطقة من جيران ريا وسكينة شهودا على صحته ووقوعه بالفعل".

تاريخ نضال ريا وسكنية 

محمود الصايغ (38 سنة)، أحد أصحاب المحال التجارية في "زنقة الستات"، بسؤاله عما يعرفه عن قصة "ريا" و"سكينة"، يروي بثقة أنهما سيدتان كانتا تناضلان وتقوم باصطياد الجنود الإنجليز وقتلهم، يتابع "الصايغ" في استياء أن هاتين الشقيقتين برغم جهودهما في النضال ظلمتا بإعدامهما شنقا واتهامهما بالإجرام واعتبارهما سفاحتين.

وبسؤاله عن مصدر معلوماته عن حقيقة قصة "ريا" و"سكينة"، يجيب "قالوا كده". أما مصطفى أحمد، الشاب العشرينيّ، وأحد أبناء صاحب واحد من دكاكين "الزنقة"، يبتسم في تردد بسؤاله عن حقيقة رواية "ريا" و"سكينة"، يردّ "والله شوية يقولوا إنهم قتالين قتلة وشوية يقولوا إنهم أبطال كانوا بيناضلوا ضد الإنجليز، وإحنا منعرفوش فين الحقيقة".

تابع موقع تحيا مصر علي