«بستنى شهر رمضان زي المسلمين».. «الأب هشام بندلامون» صاحب أشهر مائدة افطار في دمياط |فيديو
ADVERTISEMENT
في مصر يشارك الأقباط أخوانهم المسلمين في الاحتفال بشهر رمضان المعظم، ويشاركون في الطقوس الرمضانية المختلفة ولاسيما أكلات رمضان وزينة وفانوس رمضان وغيرها من الطقوس الرمضانية، شهر رمضان الكريم هذا ملكاً لنا جميعاً، والاحتفالات بالشهر الكريم تطرق أبواب بيوت كل المصريين لا فرق بين مسلم ومسيحي.
تحيا مصر
أنتظر شهر رمضان مثل إخوتي المسلمين، فالجميع يتقربون إلى الله عز وجل، ويتحلون بالصفات والأخلاق الحميدة، فرمضان شهر محبة ومودة وخير كغيره من المناسبات الدينية التي ينتظرها الجميع من عام لآخر، بتلك الكلمات بدأ الأب بندلاموس حديثة لـ " تحيا مصر" مهنأ المصرييون بحلول شهر رمضان المبارك.
ويقول الأب هشام بندلامون القس بكنيسة الروم بدمياط لـ " تحيا مصر " نحن كمسيحيون اعتدنا على تعليق زينة رمضان على جدران الكنائس ، وكنا ننظم موائد إفطار، ولكن نظرًا لظروف جائحة كورونا والالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية ومنها التباعد الاجتماعي للوقاية والسيطرة على هذه الجائحة والحد من انتشارها توقفنا عن عمل موائد الإفطار، ولكننا سنحاول الحفاظ على هذه العادة وسوف نعيد تكرارها هذا العام، مضيفا : أنا بكون فرحان جداً لما بننزل الشارع في رمضان ونوزع البلح والمياه والعصائر على المارة في الشوارع، وبفرح أكتر لما المسلمين بيجيوا يتصوروا معايا.
وأكد القس بندلاموس على أن المسيحيين يردون الجميل للمسلمين، لأننا لا ننسى وقوف الأزهر بجوارنا ووقوف المسلمين معنا على مر التاريخ، وفي محافظة دمياط، يعرف الشيوخ والقساوسة بعضهم، ويتشاركون في الكثير من المناسبات .
تاريخ الوحدة الوطنية في مصر
وقد ذكر التاريخ لنا صوراً جلية وواضحة من صور التسامح والحفاظ علي الوحدة الوطنية في بداية الفتح اٍلاسلامي حين علم عمرو بن العاص رضي الله عنه بخروج الأسقف بنيامين هرباً من عنف الرومان وظلمهم فأرسل من ينادي عليه ويدعوه إلي المجيئ آمناً من أجل إدارة شئون أهل ملته ... فجاء وتولى أمور أخوانه وأتباعه في أمن وسلام .
وكان عصر الدولة المصرية الحديثة من أزهي عصور الوحدة الوطنية بفضل مؤسسها محمد علي باشا الذي رأى أن مصر الحديثة لن تنجح إلا بمسلميها ومسيحييها معاً، وبالفعل استطاع كلاهما أن يقدم للوطن أفضل ما لديهما، وأدى ذلك إلى إزدهار سريع وطفرات إقتصادية وعلمية وعسكرية بالغة الأثر، وعادت مصر لمكانتها الحضارية مثلما كانت في ماضيها وعصورها الذهبية من حيث النهضة والتقدم والرخاء الاقتصادي .
وما أن جاءت ثورة 1919 حتى جسدت ملحمة وطنية جديدة من ملاحم النضال والوحدة الوطنية كان شعارها الأساسي "عاش الهلال مع الصليب " ، ثم جاءت حرب الكرامة في 6 أكتوبر 1973 ليسجل التاريخ أروع الملاحم بين المسلمين والمسحيين سعياً لتحرير الأرض والحفاظ على العرض، فكانت وحدة سُطرت حروفها بالدماء الطاهرة وشهداء نصرة الحق ورد الظلم والعدوان من أجل والدفاع و تحرير أرض الوطن .
وقبل 2010 تقرر اعتبار يوم ٧ يناير وهو يوم مولد السيد المسيح أجازة رسمية لمسيحيى مصر ومسلميها، ثم جاءت مظاهرات 25 يناير 2011 لتجسد مرة أخرى مظاهر التلاحم الوطني والوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين حيث كان من أهم ملامحها أن الأقباط هم من كانوا يقومون بحماية المسلمين أثناء الصلاة في ميدان التحرير .
وقوف المسلمين والمسيحين معاً في ثورة 30 يونيو
وفي أحداث ثورة 30 يونيو اتخذت ملامح الوحدة بين عنصرى الأمة طابعاً خاصاً وأعادت للأذهان ذكريات الوحدة الوطنية لثورة ١٩١٩ ، فقد خرج إمام المسجد وبجواره القسيس ليقولا (لا لحكم الجماعة الإرهابية)، حتى نجحت الثورة بفضل التلاحم ومشاعر الوحدة الوطنية، وحاولت شراذم وأعوان الخونة أعضاء الجماعات الإرهابية معاقبة الأقباط بإشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين بحرق بعض الكنائس في الصعيد وأماكن أخرى، ولكن تصدى المسلمون للدفاع عن إخوانهم المسيحيين وحماية ممتلكاتهم من بطش الجماعات الإرهابية، وكان للجيش المصري العظيم دور كبير في ترميم الكنائس .
بمجيئ الرئيس عبدالفتاح السيسي، سجل التاريخ مرحلة جديدة من مراحل الوحدة والتلاحم الوطنى، باعتباره أول رئيس مصري يسعى للحضور والمشاركة فى أعياد الميلاد المجيد بالكاتدرائية الأرثوذكسية ليؤكد للجميع أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي فكلاهما مصري ولا فرق بينهما كما نص الدستور .
وقد شهدت سنوات حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي بعض محاولات إثارة الفتنة الطائفية سواءً من داخل أو خارج مصر ولكن سرعة تصدي الرئيس السيسي لتلك المحاولات الفاشلة كانت كلمة السر للقضاء عليها، فعندما أعدمت جماعة داعش الإرهابية مجموعة من الأقباط العاملين بدولة ليبيا ظلماً وغدراً أصدر الرئيس السيسي أوامره للقوات المسلحة بأخد الثأر لشهداء الوطن خلال ٢٤ ساعة، وبالفعل قامت القوات الجوية المصرية بتدمير مواقع ومعسكرات تنظيم داعش بالمنطقة الشرقية بليبيا، وأكد الرئيس أن حق المصريين لا يضيع هدراً .