عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت حجاج يكتب: سر النواب الستة 

تحيا مصر

منذ تولى فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي مهامه الدستورية ،وهو يضع نصب عيناه ضرورة تقوية الحياة السياسية وإصلاحها ،وذلك لفهمه العميق كرجل دولة، وابن من أبناء المؤسسة العسكرية العريقة، فالدولة القوية كما تحتاج لجيش وطنى قوى الهمة وكامل العتاد ،كذلك تحتاج إلى حياة سياسية قوية داخلها ،لتستطيع إفراز الكوادر المدنية لها ،وذلك بهدف تحقيق الحراك المجتمعى داخلها مما يجنبها حالة التآكل الداخلى الكفيلة بإضعاف الدولة وإصابتها بحالة تصلب الشرايين السياسية والفكرية ،مما يترك الساحة فارغة أمام الحركات الراديكالية ذات النزعات التخريبية .

الحياة السياسية تحتاج لطاقة شبابية مفعمة بالحيوية

أدرك الرئيس ببصيرته الثاقبة أن الحياة السياسية تحتاج إلى طاقة شبابية جديدة مفعمة بالحيوية والأمل والحماسة والرغبة فى التغيير والاصلاح ،وتستطيع أن تساهم معه فى مشروعه الطموح والذي يحمل شعار الجمهورية الجديدة.

 

 

فالشباب المصري قد أثبت حيويته وقوته خلال عام الاخوان البغيض ،وقام فى حماية الجيش الوطنى ومؤسسات الدولة ،بالدور الأكبر فى توعية بقية طبقات المجتمع من مخاطر حكم الاخوان على مستقبل هذا الوطن وأمنه ،فتمكنوا من كشف عوراته وتبيين مخازيه للبسطاء ،كما خرجت نخبة من هذا الشباب الممثلين فى حملة تمرد تدعوا بشكل صريح للإطاحة بحكم الاخوان الارهابيين من خلال مظاهرات حاشدة يحميها جيش مصر الباسل ،وهذا ما كان فى ثورة 30 يونيو المجيدة ،هذا فضلاً عن كون الشباب هم الفئة الأكثر قدرة على احداث حراك حقيقى داخل المجتمع بحكم ما يمتلكوه من قدرة على العمل ورغبة وطموح فى التطلع للأفق البعيد.

مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاعتراف بهم واعطائهم الثقة

وهكذا أخذ الرئيس يحرص على الاجتماع بالشباب المصري ،من خلال المؤتمرات المحلية ،وذلك لكى يقترب منهم ،فيتعرف على أفكارهم وطموحاتهم ومشاكلهم ،وليمدهم بالثقة والقوة النابعين من صلاحيات منصبه الدستورية ،كما أنه أتاح لهم فرصة الاجتماع بمختلف شباب العالم ،لكى يتبادلوا الخبرات والطموحات ،الأحزاب المختلفة لإشراك الشباب بشكل جدى وحقيقى فى صناعة المستقبل السياسي المصري ،كما حث مؤسسات دولة على دعم ذلك الأمر ،وقد اسفرت هذه الدعوة عن ظهور كيان سياسي مثل نقطة مفصلية فى الحياة السياسية المصرية خلال السنوات الاخيرة ،ألا وهو "تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين" التى ظهرت إلى حيز الوجود فى ابريل عام 2018 ،على أثر اجتماع أكثر من 25حزب سياسي وإتفاقهم على تكوين هذه التنسيقية من خيرة شباب أحزابهم .

تنسيقية شباب الاحزاب منبع الكوادر السياسية

وقد تمكن هذا الكيان السياسي من افراز العديد من الكوادر السياسية الشابة فى المجالات السياسية والتنفيذية ،ولعل تجربة اختيار ستة من كوادر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وتعيينهم كنواب للمحافظين فى نوفمبر 2019 كانت خير نموذج لعملية التطور الادارى والسياسى الذى تشهده الساحة المصرية.

 

 

فلم يكن تعيين كلا من السادة هيثم الشيخ نائباً لمحافظ الدقهلية وعمرو عثمان نائباً لمحافظ بورسعيد وبلال حبش نائباً لمحافظ بني سويف وحازم عمر نائباً لمحافظ قنا وابراهيم الشهابي نائباً لمحافظ الجيزة ومحمد موسي نائباً لمحافظ المنوفية فى ،هو مجرد تعيين تقليدى لشخصيات معينة فى مناصب تنفيذية ،وإنما هى خطوة طموحة تسيير فى رأيى نحو إتجاه تغيير جزء كبير من المنظومة الحكومية ،ليس فقط من خلال تمكين الشباب وتجديد دماء المؤسسات الحكومية ،وإنما الاخطر والاهم هو السعى لتكوين جيل من التكنوقراطين ذو خبرة ورؤيةسياسية ،مما سوف يساهم بشكل كبير فى إصلاح المنظومة الحكومية . 

 سر النواب الستة

 

وذلك لان الازمة التى كانت تعانى منها المنظومة الحكومية فى العقود الماضية تتمثل فى سيطرة الطابع التكنوقراطى على العناصر الموجودة فى مؤسساتها ،حيث إن عناصر التكنوقراط تمتلك الخبرة الادارية والفنية ولكنها للاسف تفتقر الى الرؤية والخبرة السياسة الواقعية القادرة على إحاطة الامر من جوانبه المتعددة، مما ينتج عن ذلك الكثير من المشاكل والصدمات المجتمعية على ارض الواقع ،فالدولة تحتاج فى بعض الاحيان الى تنفيذ بعض المشروعات او الابقاء على البعض الاخر ،رغم أنه بالمفهوم التكنوقراطى الضيق قد لا تحقق هذه المشروعات العائد المادى المناسب مع الجهد والتكلفة مما يجعل المسئول التكنوقراطى غير متحمس لها او رافض لوجودها او بقائها ،رغم أهميتها فى تعزيز قوة الدولة على المستوى البعيد او المستوى القريب الغير مالى او فى تحقيق سعادة وراحة المواطن ،مما يعزز ثقته بدولته.

وهكذا فإن اختيار هولاء النواب السته، وهو بمثابة خطوة فعالة فى مشروع تمكين الشباب الوطنى الكفء والمؤهل فى المشاركة فى ادارة شئون الدولة ،مما سوف يساهم ذلك فى تقدم المنظومة الادارية ومدها بالدماء الجديدة والطاقة اللازمة لمواجهة التحديات التى يمر بها المجتمع .

وقد تمكن هولاء النواب الستة من النجاح فى مهمتهم وبلورت شخصية المسئول الادارى ذو الرؤية السياسية بشكل اكثر من ممتاز ،ويرجع نجاحهم ذلك لعدد من الاسباب المنطقية ،فهم من جانب مؤمنين يقضية الدولة ومعتزين بمؤسساتها ،ومن جانب اخر يمتلكون الطموح والرغبة فى التغيير على ارض الواقع ،كما يمتلكوا جراءة مواجهة المشاكل على الارض والسعى لحلها بطرق واقعية بعيدا عن الرومانسية السياسية ،بالاضافة الى الرغبة المخلصة فى العمل الجاد وخدمة مجتمعهم ووطنهم .

تابع موقع تحيا مصر علي