النائب حسانين توفيق يكتب:تحية للمربية الفاضلة وداد حمدى

تألمت بشدة من هذا المقطع الذى تطاير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيه مجموعة من أولياء الأمور يتجمهرون ويتربصون بمُدرسة فاضلة خارج إحدى المدارس بمحافظة الدقهلية حتى ينالوا منها، لأنها قامت بواجبها على أكمل وجه وتصدت لمحاولات الغش فى امتحانات الشهادة الاعدادية.

تحيا مصر

 

حزنت لأننى شاهدت وشاهد العالم معى آباء يدفعون بصغارهم إلى طريق الفشل والفساد وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وضاعف من حزني أن تصبح مكانة المعلم هكذا ويضطر أن يغادر مدرسته فى حماية الشرطة من بلطجة أهالى التلاميذ الذين يتلقون العلم على يديه، وأن يصبح هذا هو التقدير الذى يقدمه المجتمع لمربية فاضلة تمتلك من الضمير والأخلاق ما يمنعها من الصمت على الفساد أو أن تكون شاهد زور على جريمة ترتكب فى حق المجتمع.

المقلق فى الأمر أن الجانب التشريعي ضد جريمة الغش والإخلال بأعمال الامتحانات يكاد يكون مكتملا، حيث تم تغليظ العقوبة لتصل إلى سنتين سجن وغرامة مالية تقدر بـ٥٠ ألف جنيها، ومع ذلك نُفاجأ مع كل امتحان بنفر من الأهالى يتورطون ويورطون أبناءهم فى محاولات الغش بحثا عن درجات دراسية أفضل وهم لا يدرون حجم الجرم الذى يرتكبونه فى حق المجتمع.

من هذا المشهد يبدأ الفساد فى المجتمع حين نقضى على تكافؤ الفرص، ويجد طالبا نفسه نجح فى الامتحان وأحرز درجات عالية دون مجهود بينما زميل له فى نفس العام الدراسى بذل كل ما فى وسعه لكن لأنه ليس غشاشا أحرز درجات أقل، فإذا لم تكن هذه هى السرقة فما هى بالله عليكم؟

النائب حسانين توفيق يكتب:

تحية للمربية الفاضلة وداد حمدى

 

أعتقد أننا فى حاجة لعقوبات إدارية إلى جوار العقوبات الجنائية؛ فلماذا مثلا لا يعاقب الطلاب الذين تجمهر أولياء أمورهم خارج المدرسة التعدى على المربية الفاضلة ليصبحوا عبرة لمن لا يعتبر؟

لماذا لا يتم حرمان هؤلاء الطلاب من استكمال الدراسة فى هذا العام الدراسى حتى يعلم الجميع نهاية طريق الغش والإخلال بأعمال الامتحانات؟

أختتم حديثى بتوجيه التحية والشكر للمربية الفاضلة الأستاذة وداد حمدى لأنها قامت بواجبها على أكمل وجه ولم يرهبها شئ..

أكثر الله من أمثالك يا أستاذة وداد..