وصول أول دفعة جنود عسكرية روسية وغضب أمريكي.. ماذا يحدث في كازاخستان؟
ADVERTISEMENT
دخلت الأزمة في كازاخستان منعطفا جديدا؛ بعدما طلبت كازاخستان المساعدة العسكرية من روسيا للسيطرة على موجة العنف والاحتجاجات التي تشهدها البلاد على خلفية ارتفاع أسعار الوقود.
المساعدة العسكرية الروسية
وحذرت الولايات المتحدة الأمريكية كازاخستان من تبعات طلب المساعدة العسكرية الروسية، بعد وصول أول دفعة عسكرية تقدر بحوالي 2500 جندي، وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "أحد الدروس المستفادة من التاريخ الحديث هو أنه بمجرد وصول الروس إلى منزلك، يكون من الصعب جدا في بعض الأحيان إقناعهم بالمغادرة".
معاهدة الأمن الجماعي
كان قد طلب الرئيس الكازاخي قاسم توكاييف، المساعدة العسكرية الروسية في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهي تحالف عسكري أوروآسيوي يجمع بين خمس جمهوريات سوفيتية سابقة وروسيا، عقب اقتحام المتظاهرين مكتب رئيس البلدية في ألماتي، أكبر مدينة في كازاخستان، واجتاحوا مطار المدينة.
وتشهد البلاد موجة من العنف بسبب تضاعف تكلفة البترول المسال الذي يستخدمه كثير من الناس في كازاخستان، كما ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية، واندلعت المظاهرات في كافة أنحاء كازاخستان وشهدت مواجهات مع الشرطة بعد استخدام قوات الأمن للغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ، لكن آلاف المحتجين نزلوا إلى الشوارع، كما انقطعت خدمات الإنترنت بالبلاد. وأقال الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، الحكومة، محملا إياها مسئولية تأجيج الاحتجاجات، لكن المتظاهرون أشعلوا النار في السيارات ونهبوا محال تجارية واقتحموا مكتب عمدة ألماتي – كبرى مدن كازاخستان.
ولا يبدي المتظاهرون أي نية لمغادرة الشوارع – رغم إقالة الحكومة – إذ كانت أسعار الوقود في متناول الجميع؛ ليأتي رفع أسعارها بمثابة فتيل أشعل الأزمة في البلاد.
وتسعى قوات الأمن لإعادة السيطرة على الاحتجاجات، وقالت وزارة الداخلية إن 26 "مجرما مسلحا" و18 ضابطا أمنيا قتلوا حتى الآن في الاشتباكات، واتهم الرئيس الكازاخي بأن المتظاهرين بينهم "إرهابيين" أجانب.
معلومات تهمك حول كازاخستان
يشار إلى أن كازاخستان لا توجد معارضة فعالة بها ويفوز الحزب الحاكم بالانتخابات بنحو 100 % من الأصوات. وشغل نور سلطان نزارباييف منصب رئيس البلاد لمدة 29 عاما واحتفظ بسلطة كبيرة منذ تركه منصبه. وأقاله توكاييف الآن من منصبه كرئيس لمجلس الأمن في البلاد.
يذكر أن كازاخستان غنية بالنفط والغاز، وإحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق، وأكثر البلاد تأثيرًا في منطقة آسيا الوسطى.
وتسهم كازاخستان بنحو 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة. وغالبا ما يوصف نظام الحكم في كازاخستان بالسلطوي.
وتحتل كازاخستان المرتبة التاسعة عالميا من حيث المساحة، لكن تعداد سكانها صغير نسبيًا عند 18.8 مليون نسمة. وأعلنت كازاخستان استقلالها عام 1991 مع انهيار الاتحاد السوفيتي.
وفي عام 2019، تنحى نزار باييف عن السلطة، وسط مظاهرات نادرة مناوئة للحكومة، حاول الرئيس إخمادها بالاستقالة.
وجاء توكاييف، خلفًا لنزار باييف، عبر انتخابات مبكرة واجهت انتقادات من مراقبين دوليين. وكان نزار باييف هو من صعّد توكاييف في مدارج السلطة.
وعلى الرغم من أنه لم يعد رئيسا لكازاخستان، لا يزال نزار باييف مؤثرا في المشهد الكازاخي. ويرى مراقبون أن المظاهرات الراهنة تمثل احتجاجا موجّها ضده في الأساس.
ومنذ استقالته قبل ثلاث سنوات، لم تشهد السياسات في كازاخستان سوى القليل من التغيرات، ويستاء كثيرون من غياب إصلاحات، ومن تدني مستوى المعيشة، ومحدودية الحرية المدنية.