النائب حسانين يكتب:هموم التعليم
ADVERTISEMENT
كان الإعلامي إبراهيم عيسى قد وضع يده على الجرح الذى يعاني منه التعليم في مصر بحلقة كاملة خصصها عن هذا الملف في برنامجه الناجح "حديث القاهرة" على قناة القاهرة والناس، قبل أن نجد صور الفصول المتكدسة المنتشرة الآن على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استعرض كافة الأرقام الموثقة الخاصة بالتعليم، ووجد أن نسبة العجز في أعداد المدرسين تصل إلى الثلث تقريبا، بواقع 300 ألف معلم، وأن عدد المدارس الحكومية يقترب قليلا من الـ50 ألف مدرسة، ومن المفترض أن تستوعب تلك المدارس قرابة الـ 20 مليون طالب ولا تسألني كيف ؟!
تحيا مصر
لغة الأرقام قد تكون صادمة لكنها هي الأقرب دائما للوصول إلى الحقيقة، واستكشاف واستنباط الحلول، ففى تقديرى مثلا أن الحل لهذا الوضع المتأزم لن يكون أبدًا بالاعتماد على مدرسين متطوعين، فكيف نرجو من مدرس أن يبذل جهدًا داخل الفصل، وهو يعلم أن مقابل جهده هو فقط هو 20 جنيه في الحصة وهو مبلغ متواضع للغاية لا يناسب قيمة المعلم بأي حال من الأحوال!
أُدرك أن حالة التضخم في الجهاز الإداري والحكومي لا تحتاج لمزيد من الأدلة عليها، وأن وقف التعيينات في كل ما هو حكومي هو ضرورة فرضت علينا رغما عنا، لكن في تقديري أن التعليم استثناء بين كل هذا، ويحتاج حلول تعي أن عملية التطوير يجب أن تبدأ وتنتهي عند وضع المدرس، فضلا عن أن حل مشكلة عجز المدارس ببساطة لن يحدث إلا ببناء مزيد من الفصول الدراسية وتنوع أنماط التعليم لاستيعاب هذه الأعداد المهولة من الطلاب.
النائب حسانين يكتب:هموم التعليم
أعلم أن الدكتور طارق شوقى وزير التعليم يقوم بأقصي جهده للنهوض بالعملية التعليمية، ولكنها مسئولية مشتركة أمام الجهاز التنفيذي لتطبيق حلول استثنائية حتي وإن كانت مُكلفة، لأنه أولا وأخيرا ... التعليم ولا شئ آخر هو المستقبل الحقيقي للوطن فيجب أن نتعامل معه بقدر أهميته واستثنائيته.