عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

عمرو عزت حجاج يكتب: الإخواني المفضوح .. والبطل طنطاوي

تحيا مصر

لم أتعجب من كمية الأكاذيب التي احتواها الفيديو الذي خصصه المدعو عبدالله الشريف، للهجوم على المشير محمد حسين طنطاوي عقب وفاته، كما لم تفاجئني لغة التدليس وقلب الحقائق التي اعتادها ذلك الذي لم يكن له من إسمه ( الشريف ) نصيب، فهو يمارس كل الموبيقات كما يتنفس، ويستغل أن متابعيه إما من أرباع المثقفين ممن يسهل خداعه بما يقدمه دون أن يمتلكوا قدرة الوصول للحقيقة، وإما ممن يعلمون كذبه ويتعمدون التهليل له لأن ما « يبخه» من سموم يتفق مع أوهامهم و خيالاتهم المريضة.

تحيا مصر

تدليس الإخوانى الهارب

وكما يقول المثل المصري في شطره الثاني:« اللي فيها تجيبه فيك »، يبدأ عبدالله الشريف الفيديو باتهام صناع الإعلام المصري بخداع المصريين وبيع الأكاذيب لهم، فإنه يبدأ الفيديو بسلسلة من الأكاذيب والتدليسات ضد المشير طنطاوي وتاريخه الوطني، ومن بينها قوله أن المشير طنطاوي في تسجيل تليفزيوني سابق له قال:" إن الكتيبة 16 مشاة التي كان يقودها أثناء حرب أكتوبر لم يسقط منها إلا شهيد واحد، وهنا سعى عبد الله الشريف لإثبات  خسائر الكتيبة من الأفراد في معركة «المزرعة الصينية» أثناء مواجهة ثغرة الدفرسوار، بأكثر مما قال المقدم ( آنذاك ) محمد حسين طنطاوي.

والحقيقة أن من يتابع الفيديو الخاص بالمشير طنطاوي سيجده يقول أن الكتيبة 16 مشاة لم تفقد أثناء عملية عبور القناة فى يوم 6 أكتوبر إلا شهيداً واحدًا، بينما يستعرض الرجل - في الفيديو نفسه - أسماء بعض الشهداء الآخرين ممن سقطوا فيما بعد وخصوصا فى معركة المزرعة الصينية التي وقعت بداية من يوم 15 أكتوبر 1973.

تفنيد أقاويل المفضوح 

ومن خلال هذا التدليس توصل عبد الله الكذاب إلى نتيجة مفادها أن المشير طنطاوي كان يصنع لنفسه هالة من البطولة الوهمية وأن بفضله لم تفقد كتيبته إلا شهيداً واحداً، وذلك على حساب بقية الشهداء، ويسعى للتأكيد على فكرته المتوهمة هذه بقوله أن المشير طنطاوي قد تولى عقب الحرب منصب الملحق العسكري بباكستان ثم أفغانستان، ويتسأل بغباء كيف يتفق تعيين المشير فى منصب قليل الشأن كهذا مع بطولاته الوهمية؟

والسؤال يكشف عن جهل فاضح ومفضوح، فمنصب الملحق العسكري لم يكن مطلقا قليل الشأن بل أنه شديد الأهمية لأن صاحبه يكون ممثلاً لوزير الدفاع المصري في الدولة المقيم بها وهو المسئول عن كافة أوجه التعاون العسكري بين مصر والدولة التي يعمل بها، والمثير للدهشة أن عبد الله الشريف نفسه قد أشار إلى الأهمية الاستراتيجية لباكستان وافغانستان على الساحة الدولية خلال تلك الفترة، وذلك بسبب الصراع الأمريكي السوفيتي بهما، مما يدل على أن اختيار ( المقدم ) طنطاوي إنما تم لكفاءته، وتقدير القيادة السياسية لقدراته والتي ظهرت في حرب أكتوبر، وهو ما يرد على أكاذيب عبدالله غير الشريف بسهولة ودون عناء في البحث أو تدقيق المعلومات.

يقول غير الشريف أيضاً أنه عقب تعيين المشير طنطاوي وزيراً للدفاع عام 1991، وصف بعض الضباط فى وثيقة مرسلة للسفارة الامريكية المشير بأنه «تابع مبارك».

الجيش.. المؤسسة الوطنية الأولى

والمفضوح يقصد من هذا الأمر ليس فقط إهانة المشير طنطاوي وإنما الطعن في المؤسسة المصرية الوطنية الأولى، وكأنها منقسمة على نفسها، وكأن بعض افرادها يتواصلون مع سفارة أجنبية ويرسلون لها تقارير تحتوي على سب قائدهم العام.. فهل هذا صحيح ؟!

الحق أن (المفضوح) ليس فقط لا يحترم متابعيه لكنه يوصمهم بالغباء، حين يضع وثيقة تستعرض رؤية أمريكية لأحداث محمد محمود خلال نوفمبر 2011، ويستشهد بما تم كتابته على إحدى الحوائط في منطقة الاحداث في ذلك الوقت، وينسبها لأبناء القوات المسحة وكأنها مكتوبة قبل ذلك بعشرين عام !! ويتناقض غير الشريف مع نفسه.. فانحياز الجيش بقيادة المشير طنطاوي للشعب خلال ثورة يناير هو كراهية لمبارك وليس إخلاصًا من الجيش للشعب، ولو كان المشير على إتفاق مع الرئيس مبارك لضرب الجيش الشعب وقمع ثورته، مدللاً على ذلك بفض إعتصامي رابعة والنهضة.

والحقيقة أن انحياز الجيش المصري للشعب المصري خلال ثورة يناير كان له هدفين أساسيين الأول هو الانحياز لإرادة الشعب، ومن ثم الحفاظ على سمعة المؤسسة العسكرية ودورها داخل المجتمع، والثاني منع دخول البلاد فى حالة الفوضى والوصول مرحلة الاقتتال الداخلي بين مؤيدي الرئيس مبارك ومعارضيه، وهو ما حدث عندما انحاز الجيش لثورة 30 يونيو وحمى الشعب المصري من إرهاب الاخوان وميلشياتهم.

وهكذا عندما حاول عبد الله الكذاب غير الشريف تشويه صورة أحد رموز العسكرية المصرية، لم يجد  إلا التدليس بفجور ونسج الأكاذيب بوقاحة، لكنه عن غير قصد أكد قيمة ومكانة بطل مصري اسمه المشير طنطاوي.  

تابع موقع تحيا مصر علي