عاجل
الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الباحثة إيمان الشعراوي: القواعد العسكرية فى القرن الأفريقى تؤكد التكالب الدولى للسيطرة على القارة السمراء... ومصر تدرك تنامي التحديات الأمنية فى البحر الأحمر

الباحثة إيمان الشعراوي
الباحثة إيمان الشعراوي

أكدت الباحثة المتخصصة في الشئون الإفريقية إيمان الشعراوي من خلال ورقة بحث دراسية عبر المركز المصري للدراسات الاستراتيجية وتنمية القيم الوطنية، بعنوان" القواعد العسكرية فى منطقة القرن الأفريقى وأثرها على الامن القومى المصرى"، أن منطقة القرن الإفريقي شهدت عبر التاريخ تنافسًا بين القوى الكبرى، وذلك بسبب الموقع الاستراتيجي لهذه المنطقة الواقعة على السواحل الشرقية من القارة السمراء والذي جعلها متحكمة في عنق الطريق التجاري الدولي الطويل الذي يربط بين الشرق والغرب عبر البحر الأحمر.

تحيا مصر 

الأهمية الإستراتيجية للقرن الأفريقي

وأضافت الباحثة إيمان الشعراوي ، أن منطقة القرن الإفريقي تطل على خليج عدن وتشرف على باب المندب، ومقابلة لآبار النفط في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي وملاصقة لإقليم البحيرات العظمى في وسط إفريقيا، الذي يتميز بغنى موارده المائية والنفطية والمعدنية، ولهذا كانت المنطقة محل للتنافس الاستعماري الذي عمل على تأجيج الصراعات بداخلها خدمةً لمصالحه. 

ولفتت الشعراوي، إلى إن هناك محاولات كثيرة من القوى الدولية لترسيخ نفوذها في القرن الإفريقي من خلال التسابق لبناء القواعد العسكرية على السواحل الأفريقية، بالشكل الذي اقتربت فيه عدد القواعد العسكرية في القرن الإفريقي إلى 17 قاعدة وأصبح القرن الإفريقي من أكثر مناطق العالم احتواءً للقواعد العسكرية (فرنسية، أمريكية، ألمانية، إيطالية، يابانية، صينية، تركية، وإماراتية).

جيبوتي أكثر الدول الأفريقية امتلاكًا لقواعد عسكرية

تقول الباحثة إيمان الشعراوي إنه على الرغم من أن دولة جيبوتي ثالث أصغر دولة أفريقية بمساحة لا تتجاوز 23 ألف كيلومتر مربع، إلا أنها تحتوي على موقع استراتيجي متميز مطل على البحر الأحمر، جعلها تتحكم في عمليات المرور المرتبطة بحركة الملاحة الدولية عبر مضيق باب المندب وخليج عدن، حيث يعبر حوالي 9% من الحركة البحرية العالمية، و25 ألف ناقلة نفط وأكثر من 6 آلاف ناقلة حاويات سنويًّا.

مصر تدرك تنامي التحديات الأمنية في القرن الأفريقي

أكدت إيمان الشعراوي،  أن مصر تدرك تنامي التحديات الأمنية في البحر الأحمر والقرن الإفريقي وهو ما ظهر من امتلاكها أكبر القواعد العسكرية المطلة على البحر الأحمر، في برنيس جنوب شرق البلاد التي تم افتتاحها في يناير 2020 وهو ما يعكس حرص الدولة المصرية على ضرورة توافر القدرة لديها على التدخل السريع لتأمين الملاحة العابرة فى حال تهديدها، خاصة مع ارتباط تلك الملاحة مباشرة بقناة السويس، أحد مصادر الدخل الرئيسية للدولة المصرية. 

وأشارت إلى أن وجود عدد كبير من القواعد العسكرية للقوى الدولية في منطقة القرن الإفريقي له تداعياتٌ سلبية على الأمن القومي المصري، مشيرة إلى أن التنافس الدولي والإقليمي على بناء القواعد العسكرية في منطقة القرن الإفريقي يجعل غالبية تلك القوى تسعى للسيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وبالتالي السيطرة على حركة التجارة الدولية، الأمر الذى سيكون له تأثيرٌ سلبى على الملاحة في قناة السويس التي تعد واحدة من المصادر الرئيسة للدخل القومي المصري، فضلًا عن مواقف معظم هذه القوى من دعم إثيوبيا بشكل غير مباشر، في أزمتها في سد النهضة مع مصر والسودان في جلسة مجلس الأمن وحربها ضد التيجراي، يؤكد أن هذه القواعد العسكرية  قد يكون لها دور في مساعدة الدولة الإثيوبية. .

تابع موقع تحيا مصر علي