عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

تضحيات ولاد النوبة لن تُنسى.. الصول والمشير يودعون الحياة سويًا

تحيا مصر

رحل عن عالمنا اليوم إثنين من الابطال الذين قدموا أروع التضحيات من اجل وطنهم، ورفعته وحماية مكتسباته، تاركين ورائهم تاريخ حافل من الانجازات والعمل الوطني للأجيال القادمة.

ولاد النوبة .. البطل المشير محمد حسين طنطاوي، والبطل الصول صاحب الشفرة النوبية، أحمد إدريس، رموز قدموا مسيرة من العمل الوطني، ونالوا تقدير واحترام جموع الشعب المصري، والذي خيم عليهم الحزن الشديد بعد تلقي خبر رحيلهم اليوم الثلاثاء.

تحيا مصر

المشير محمد حسين طنطاوي

المشير محمد حسين طنطاوي، أحد أبناء حي عابدين الشعبي لأسرة نوبية، وُلد في 31 أكتوبر 1935، وعاش فيها فترة الصبا والدراسة، الوطن، فهو البطل العسكرى  الذى خاض أربع حروب دخلتها مصر ضد إسرائيل، فكان أحد أبطال حرب 56، وشارك فى حرب النكسة سنة 1967، وبعدها فى حرب الاستنزاف، كما كان أحد أبطال حرب اكتوبر 1973المجيدة، كما أنه استطاع بمنتهى الحكمة والقدرة والكفاءة أن يحافظ على سفينة الوطن من الغرق فى الفترة التى واكبت أحداث ثورة 25 يناير.

 

رحل المشير البطل محمد حسين طنطاوي بعد تاريخ حافل في خدمة الوطن، فهو البطل العسكرى  الذى خاض أربع حروب دخلتها مصر ضد إسرائيل، فكان أحد أبطال حرب 56، وشارك فى حرب النكسة سنة 1967، وبعدها فى حرب الاستنزاف، كما كان أحد أبطال حرب اكتوبر 1973المجيدة، كما أنه استطاع بمنتهى الحكمة والقدرة والكفاءة أن يحافظ على سفينة الوطن من الغرق فى الفترة التى واكبت أحداث ثورة 25 يناير.

المشير البطل محمد حسين طنطاوى، لم تقف بطولاته عند مواجهة العدو الخارجى، ولكنه كان صاحب حكمة وكفاءة كبيرة  بعد أن تنحى الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك  ونجح فى الحفاظ على الدولة المصرية من كل الفتن.

تحيا مصر

المشير محمد حسين طنطاوى شغل مناصب قيادية عديدة فى القوات المسلحة، حيث كان رئيسا لهيئة العمليات وفرقة المشاة، كما شارك فى العديد من الحروب القتالية منها حرب 1956 وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، بالإضافة إلى حرب أكتوبر 1973 كقائد لوحدة مقاتلة بسلاح المشاة، وقد حصل بعد الحرب على نوط الشجاعة العسكرى ثم عمل عام 1975م ملحقاً عسكرياً لمصر فى باكستان وبعدها فى أفغانستان.

وفى عام 1987 تولى منصب قائد الجيش الثانى الميداني، ثم قائد قوات الحرس الجمهورى عام 1988 حتى أصبح قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للدفاع عام 1991 برتبة فريق، وعقب شهر واحد أصدر الرئيس الأسبق مبارك قرارًا بترقيته إلى رتبة فريق أول، كما صدر قراراً جمهورياً بنهاية عام 1993 بترقيته إلى رتبة المشير ووزيرا للدفاع والإنتاج الحربى.

نال المشير محمد حسين طنطاوى خلال مشواره العسكرى العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات منها وسام التحرير، ونوط الجلاء العسكرى، ونوط النصر، ونوط الشجاعة العسكري، ونوط التدريب، ونوط الخدمة الممتازة، ووسام الجمهورية التونسية، ووسام تحرير الكويت، ونوط المعركة، وميدالية تحرير الكويت، بالإضافة إلى ميدالية يوم الجيش.

الصول أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية

الصول أحمد ادريس صاحب فكرة شفرة اللغة النوبية التي حيرت اليهود في حرب أكتوبر، بشفرات لا يفهمها سواه هو وأصدقاءه.

 ويعد الصول احمد ادريس من أبناء النوبة ولد بقرية توماس وعافية في الأربعينيات، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1952، وعاش مع أخيه الأكبر، الذي كان مقيماً في منطقة "حدائق القبة" بالقاهرة، حتى حصوله على شهادته الابتدائية.

 

بدأ استخدام اللغة النوبية في حرب أكتوبر كفكرة تراءت له و الذي علم أن الرئيس السادات يبحث عن آلية للتغلب على أزمة فك الشفرات خلال الحروب ، فعرض الصول إدريس الفكرة على أحد قاداته حيث أن اللغة النوبية يتحدث بها أهل النوبة فقط ، كما أنها لا تكتب وغير موجودة في القواميس ولهذا لم تعرف بها إسرا.ئيل ولم تستطع التقاط أي إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصري ..

وقال الصول احمد ادريس رحمه الله :" بلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات ووافق على الفور وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي".

وقال ادريس :" وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات وانتظرت الرئيس بمكتبة حتي ينتهي من اجتماعه مع القادة ، وعندما رأيته كنت أرتجف نظراً لأنها كانت المرة الأولى التي أري بها رئيسا لمصر ، وعندما قابلني وشعر بما ينتابني من خوف وقلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة وتبسم لي".

وتابع ادريس أن الرئيس الراحل انور السادات أشاد بفكرته وتسائل عن كيفية التنفيذ وكان الرد:" لابد من جنود يتحدثون النوبية وهؤلاء موجودون في النوبة وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة".

وأضاف الصول ادريس قائلاً:" هم متوفرون بقوات حرس الحدود" ، فابتسم السادات وقال : "بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود وأعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح".

وأضاف إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً ، وعلم أنه تم الاتفاق على استخدام اللغة النوبية ، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات ، وتم تدريب الجميع ، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973.

وأكمل إدريس قائلاً إن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري ، وهدده بالإعدام لو أخبر به أحدا ً، مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 و كانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات".

وقال:" لقد كانت كلمة "أوشريا" هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر، ومعناها العربي "اضرب"، وجملة "ساع آوي" تعني "الساعة الثانية"، وبتلقي كافة الوحدات كلمة "أوشريا" وكلمة "ساع آوي"، بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل ويحققون الانتصار الذي تحتفل مصر والعرب بذاكراه كل عام في مثل هذا اليوم ".

تحيا مصر

فرحمة الله على ابطالنا الذي بذلوا الغالي والنفيس في سبيل رفعة هذا الوطن وتقدمه متسلحين بقيم الولاء والانتماء والمباديء السامية.

 

تابع موقع تحيا مصر علي