عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

إعصار إيدا.. 14 شخصًا على الأقل قتلوا حتى الآن

تحيا مصر

إعصار إيدا بعد أن وصل إلى محطة نيويورك، وهو أول إعصار كبير يجتاح الولايات المتحدة هذا العام، أعلن بيل دي بلاسيو، رئيس بلدية نيويورك، حالة الطوارئ بسبب إعصار "إيدا"، وما سماه "حدثا مناخيا تاريخيا"، مع هطول أمطار قياسية في أنحاء المدينة أدت إلى فيضانات ومخاطر على الطرق.

وذكرت تقارير أن 14 شخصا على الأقل قتلوا حتى الآن في نيويورك ونيوجيرسي وبنسلفانيا بسبب الفيضانات الناجمة عن الأمطار الشديدة التي تسبب بها إعصار إيدا.

ففي مدينة نيويورك، قتل 8 أشخاص بينهم طفل في الثانية من عمره. وبعض هؤلاء الضحايا كانوا محاصرين في أقبية منازلهم التي غمرتها المياه.

ورفع حظر التجول الذي فرض في المدينة الليلة الماضية، لكن المسئولين حثوا الناس على البقاء في منازلهم.

وفي فيلادلفيا، أكد المسئولون وجود "عدة وفيات"، من دون تحديد العدد أو تقديم المزيد من التفاصيل، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الضحايا.

تحيا مصر

وفي ولاية نيو جيرسي، لقي خمسة أشخاص مصرعهم في مجمع سكني واحد في مدينة إليزابيث.

وطلب المسئولون من السكان أن يحاولوا التأكد من أوضاع جيرانهم، بينما باشرت فرق الإنقاذ والتنظيف في إجلاء بقايا الفيضانات ومعاينة الأضرار التي خلفتها.

 

توقف مترو الأنفاق

وذكرت شبكة (سي.إن.إن) أن جميع خطوط مترو الأنفاق في مدينة نيويورك تقريبا توقفت، حيث تسببت بقايا العاصفة الاستوائية "إيدا" في هطول أمطار غزيرة واحتمال حدوث سيول وأعاصير في أجزاء من شمال ووسط المحيط الأطلسي.

 

وأصدرت خدمة الأرصاد الجوية الوطنية ما لا يقل عن خمسة تحذيرات من حدوث سيول تشمل المنطقة، من غربي فلادلفيا إلى شمال نيوجيرسي.

 

وأظهرت مقاطع فيديو مدى الأضرار التي تسبب بها الإعصار، إذ غمرت المياه الشوارع ومترو الأنفاق والطوابق الأولى من المباني.

 

وفي نيوجيرسي المجاورة ، تضررت خطوط الكهرباء ومئات المنازل، بعضها دمر بالكامل، كما أعلن حاكم الولاية حالة الطوارئ.

 

وصول إيدا

ووصل "إيدا" وهو أول إعصار كبير يجتاح الولايات المتحدة هذا العام، إلى اليابسة ظهر الأحد في صورة إعصار قوي من الفئة الرابعة في بورت فورشون، مركز قطاع النفط البحري في الخليج، محملا برياح تصل سرعتها إلى 240 كيلومترا في الساعة.

 

وقال المركز الوطني للأعاصير إنه على الرغم من أن الإعصار ضعف إلى مستوى العاصفة المدارية فقد يتسبب في فيضانات مهددة للحياة.

 

 

ما دور تغير المناخ؟

يقول العلماء إن الأمطار الشديدة التي هطلت على مناطق متفرقة حول العالم - بما في ذلك ألمانيا والصين خلال الأشهر الأخيرة - بات أكثر شيوعًا بسبب الاحترار العالمي الذي يسببه الإنسان.

وأفاد تقرير مناخي حديث صادر عن الأمم المتحدة بأن "تواتر وشدة هطول الأمطار الغزيرة ازداد منذ خمسينيات القرن الماضي على معظم مساحات اليابسة".

عبر الولايات المتحدة، على وجه التحديد، لوحظ تزايد هطول الأمطار الغزيرة في جميع المناطق، حيث سجّل الشمال الشرقي أكبر زيادة، وفقًا لتقييم المناخ الوطني الأمريكي.

وجاء في التقرير: "يمكن أن يحتوي الهواء الأكثر دفئًا على بخار ماء أكثر من الهواء الأكثر برودة، وتظهر التحليلات العالمية أن كمية بخار الماء في الغلاف الجوي ازدادت فوق كل من اليابسة والمحيطات".

وحذر التقرير من أن تغير المناخ قد يجعل الأعاصير أيضًا أكثر خطورة، موضحًا أن "الأعاصير تنتج مزيدًا من الأمطار، وتتحرك بشكل أبطأ فور وصولها إلى اليابسة وتولّد عواصف أكبر على طول الساحل".

وبحسب السي إن إن، فإن "إيدا" خير مثال على تلك التغيرات، فيما يُرجح العلماء أن تصبح عواصف مماثلة لذلك الإعصار الأكثر شيوعًا مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

وفيما يبدو من السابق لأوانه الجزم بأن تغير المناخ وراء هذا النوع من الأعاصير المفاجئة، "فلا يسعنا الآن سوى أن نقول إن الأعاصير من الفئات (3-5) باتت مألوفة في العقود الأخيرة، وهو ما يصعب تفسيره بموجب التقلبات الطبيعية وحدها"، كما قال فريدريك أوتو، الذي شارك في قيادة مبادرة إسناد الأحوال الجوية العالمية، في رسالة عبر البريد الإلكتروني للسي إن إن.

وتابع: "نلاحظ أنه عندما تحدث الأعاصير، يكون هطول الأمطار المرتبط بها أكثر كثافة بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، وهو ما يسري أيضًا على الإعصار إيدا".

وفي حين يتشكك بعض العلماء في وجود صلة بين تغير المناخ وسرعة الرياح وبعض العوامل المناخية الأخرى، فثمة ثقة كبيرة في أن سرعة الأعاصير تباطأت، الأمر الذي يعني أنها "قد تستمر لفترة أطوال وبالتالي يمكن أن تُحدث مزيدًا من الضرر".

 

تابع موقع تحيا مصر علي