الاتحاد الأوروبي لن يتسرع في الاعتراف رسميا بالحركة.. وترقب دولي بشأن حكومة أفغانستان
ADVERTISEMENT
بعد الانسحاب الغربي من أراضيها، واستتباب الحكم في أفغانستان، وإحكام قبضتها على معظم الأراضي والولايات الأفغانية، وتعهدها بتقديم وحه حكم مختلف عما كانت عليه في السابق، تتوجه أنظار العالم إلى أفغانستان وسط حالة من الترقب الحذر عقب إعلان حركة طالبان نيتها تشكيل "حكومة جامعة" لتسيير البلاد، في خطوة قد تكون مؤشرا لتقييم الثقة بالحركة المسلحة التي سيطرت على السلطة في الـ15 من أغسطس.
وكذلك بعد حسمها الشق العسكري، بدأت حركة طالبان الاهتمام بالشأن الأفغاني الداخلي لتشكيل حكومة، لن يشارك العنصر النسائي فيها، ولم تعلن بعد الأسرة الدولية عن اعترافها رسميا بالحركة، ولكن الاتحاد الأوروبي أقر بإمكانية التعامل مع الحركة، ورهنت الدول الغربية مسألة الاعتراف بالحركة بشروط، على رأسها حقوق الإنسان والحريات.
وعلى جهة أخري وفي ذات المنوال، فقد صرح مدير شئون آسيا والمحيط الهادي في المفوضية الأوروبية، جونار ويجاند، أن الاتحاد الأوروبي لن يتسرع في الاعتراف رسميا بالحركة باعتبارها الحاكم الجديد لأفغانستان، ولكنه سيحتاج إلى التعامل معها، مشيرا إلى أن العلاقات الرسمية مع طالبان لن تتحقق إلا إذا استوفت الحركة شروطا محددة، منها احترام حقوق الإنسان، كما أعلن ويجاند رغبة الاتحاد في تأمين تمويل قيمته 300 مليون يورو لتمهيد الطريق لإعادة توطين حوالي 30 ألف أفغاني.
وقال "نحتاج إلى التعامل مع طالبان.. نحتاج إلى استغلال النفوذ الذي نتمتع به" هكذا قال جونار ويجاند مدير شئون آسيا والمحيط الهادي في المفوضية الأوروبية، معتبرا أن الاتحاد الأوروبي سيحتاج بالفعل إلى التعامل مع طالبان لكنه لن يتسرع بالاعتراف رسميا بالحركة باعتبارها الحاكم الجديد لأفغانستان.
وأضاف ويجاند أن المفوضية تهدف إلى تأمين تمويل قيمته 300 مليون يورو هذا العام والعام المقبل لتمهيد الطريق لإعادة توطين حوالي 30 ألف أفغاني.
وقال المسئول الأوروبي إن العلاقات الرسمية مع طالبان لن تتحقق إلا إذا استوفت الحركة شروطا محددة، بما في ذلك احترام حقوق الإنسان ووصول موظفي الإغاثة دون قيود، مؤكدا أنه "ليس هناك شك لدى الدول الأعضاء (في الاتحاد الأوروبي) وفي سياق مجموعة السبع: نحتاج إلى التعامل مع طالبان.. نحتاج إلى التواصل مع طالبان.. نحتاج للتأثير على طالبان.. نحتاج إلى استغلال النفوذ الذي نتمتع به".
تشكيل حكومة جامعة
وأعربت الحركة مرارا عن نيتها تشكيل "حكومة جامعة"، وترى الأسرة الدولية أن وفاء الحركة بهذا التعهد سيشكل مؤشرا أول لتقييم الثقة بها.
وبعد سيطرة طالبان على السلطة في 15 أغسطس، إثر حملة عسكرية خاطفة فاجأت بسرعتها وفاعليتها الدول الغربية، حرصت الحركة على إعطاء صورة أكثر انفتاحا واعتدالا، ولكن الكثير من الأفغان ومن القادة الأجانب يشككون بوعود الحركة بسبب النظام الصارم الذي فرضته عند توليها الحكم بين العامين 1996 و2001.
استخلاص العبر
ومن جهتها، تعهدت الولايات المتحدة، على لسان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي "باستخلاص العبر" من حرب أفغانستان، مؤكدين أنهما يشعران بـ"الألم والغضب" بعدما سيطرت على البلد حركة طالبان، العدو اللدود للولايات المتحدة طوال سنوات الحرب العشرين.
وفي أول تصريح علني له منذ انتهاء عمليات الإجلاء الفوضوية لـ124 ألف مدني من مطار كابول قال أوستن إنه "لا توجد عملية مثالية على الإطلاق".
وأضاف الجنرال السابق الذي حارب في أفغانستان "نريد استخلاص كل العبر الممكنة من هذه التجربة".
لن نتسرع
وقال ويجاند لأعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل "لكننا لن نتسرع بالاعتراف بهذا التشكيل الجديد ولا بإقامة علاقات رسمية".
وتابع إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت طالبان ستكون قادرة على الحكم بشكل فعال، لكن بالنسبة للاتحاد الأوروبي فإن الشرط الرئيسي للعلاقات الرسمية سيكون تشكيل حكومة انتقالية شاملة وتمثل الجميع.
ورغم مرور أسبوعين على سيطرتها على العاصمة كابول، لم تعلن طالبان بعد عن تشكيل حكومة أو تكشف عن الكيفية التي تعتزم الحكم بها.
وأضاف ويجاند إن الشروط الأخرى للاعتراف بطالبان هي السماح بحرية خروج الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد، والإحجام عن الانتقام ممن عملوا مع القوى الأجنبية أو الحكومة السابقة، والحيلولة دون أن تصبح أفغانستان ملاذا للإرهابيين.
وقال إن خطة المفوضية الأوروبية لتأمين 300 مليون يورو في 2021 و2022 سوف "تدعم إعادة التوطين والسماح بالدخول لاعتبارات إنسانية" من أجل إعادة توطين حوالي 30 ألف شخص.