جرائم اللامعقول..تحيا مصر يرصد أسباب وتداعيات تفجر حوادث العنف المجتمعي
ADVERTISEMENT
قتل الآباء والأمهات وخيانات الأصدقاء يستوجب علاج مجتمعي عميق
جرائم الانحلال وتدمير القيم تخرج عن نطاق الحوادث الفردية إلى الظواهر الجماعية
مجموعة من الجرائم الغريبة وغير المسبوقة التي تضرب الشارع المصري مؤخرا، وسط حالة من الذهول المجتمعي لوحشية وشراسة الطبيعة الانتقامية التي تغلف تلك الجرائم، والأطراف التي تتورط فيها، من آباء وأبناء وأمهات وأطفال، وأزواج حديثي العهد بالحياة.
يرصد تحيا مصر، مجموعة من أغرب القضايا التي أثارت ضجة مجتمعية مؤخرا، نظرا لفظاعتها، مع التطرق إلى الأسباب والدوافع المحتملة، والتي أغرقت صفحات السوشيال ميديا في مجموعة من الجرائم التي تشير بقوة إلى ضعف المنظومة الأخلاقية والقيمية وتراجع الثوابت المجتمعية ووجود استهانة بالدماء.
قتل الأزواج
انتشرت مؤخرا مجموعة من قتل الأزواج التي احتار بشأنها المتخصصون والخبراء في علوم النفس والاجتماع والجريمة، ومن المعلوم أن الجريمة قديم قدم البشرية، وأول جريمة قتل حدثت بين أخوين، كما ان التراث يحفل بمرويات ومحاولات القتل بين الأشقاء كما كانت هناك مؤامرة لإزهاق روح سيدنا يوسف من إخوته.
إلا أن الملاحظ فيما نرصده هو أن ما يحدث مؤخرًا من جرائم اجتماعية؛ لايمكن وصفه باعتباره "حالات فردية"، ولكن يجب النظر إليه على أنه ظاهرة، مع التركيز مع كل حالة في تلك الحالات و أسبابها الخاصة، مع الاحتكام لآراء العلماء المتخصصين ودراسة الأمر بمنهجية علمية تلخص أسباب هذه الجرائم في خمس أو ست نقاط، تنطلق من التربية والنشأة، وأصول اختيار الزوج والزوجة، و التوافق النفسي والاجتماعي والديني وغيره.
خيانات مروعة
شهدت محافظة الجيزة، واحدة من أكثر الحوادث الصادمة التي يمكن أن يتم فرد مجلدات نفسية وسلوكية من أجل تحليلها، واستيعاب مدى كونها دخيلة على المجتمع المصري، حيث أدلى "سعيد.أ" 45 عاما، والمتهم بإنهاء حياة والده "أ. ف" 74 سنة، باعترافات مثيرة أمام جهات التحقيق، في منطقة إمبابة بالجيزة، حيث مزقه بعد طعنات وذبحه ثم جرده من ملابسه وقطع عضوه الذكري.
وقال المتهم: "راجل ناقص، وغاوي شعوذة وسحر، عمل لي سحر وبوظ حياتي، كان بيخوني مع مراتي، وشرح المتهم جريمة قتل والده، بقوله إنه متزوج منذ 10 سنوات ومقيم في شقة بالقرب من شقة والده بمنطقة إمبابة، ومنذ عامين بدأ يشعر بعدم الاتزان في التصرفات زى ما أكون مجنون، وبدأ يرتاب في كل من حوله، وأن أحدهم صنع له سحرا.
وزعم المتهم، أن والده صنع له سحرا فعقد العزم على التخلص منه، بعد فترة توصلت إلى أن والدي هو اللي بيعمل لي السحر ده، ويعاشر مراتي، علشان كده قررت التخلص منه ، حصل المتهم على إجازة من عمله في أحد المطاعم ويوم الجريمة استقيظ من نومه، ودخل المطبخ واستل سكينا ثم دخل غرفة والده الذي كان مستغرقا فى النوم، فسدد له 9 طعنات حتى فارق الحياة، ثم جرده من ملابسه وقطع عضوه الذكري، وأثناء ذلك حضرت زوجته التي شاهدت المشهد فصرخت، وهربت من الشقة وسلم هو نفسه إلى الشرطة.
غدر الأصدقاء
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، لجريمة قتل بشعة هزت البلاد قبل يومين، ضحيتها الفتاة نجلاء نعمة الله، التي أثار مقتلها غضبا وحزنا عارمين على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحمل التفاصيل، المروعة هجوم مجهولون على نجلاء، المعروفة في المدينة بسبب مساهماتها الخيرية، خلال عملها في عيادة طبيب عيون بأحد المولات التجارية الشهيرة بكفر الدوار وقتلوها خنقاً وطعناً، وسرقوا متعلقاتها وإيرادات العيادة.
التحقيقات كشفت عن مفاجأة صادمة، تظهر حجم القسوة في صدور البشر، حيث تبين أن الفتاة القاتلة هي أقرب صديقات نجلاء، وتدعى نور. ووفق التحقيقات فقد استعانت القتيلة بها لتحل محلها في عملها لتتمكن من أداء امتحاناتها بالكلية.
كما أظهرت التحقيقات أن القاتلة ولرغبتها في الاستمرار بالعمل في العيادة بدلاً من صديقتها قررت التخلص منها، فاستعانت بأحد أقاربها الذي بدوره استعان بآخر لارتكاب الجريمة نظير مبلغ مالي لكل منهما. وقتل الجناة المجني عليها خنقاً وطعناً وتركوها غارقة في دمائها داخل العيادة.
الأسباب السرطانية
تقف مجموعة من العوامل الواضحة وراء كافة القضايا والحوادث المروعة التي تحدث في المجتمع، لاسيما نذكر منها قضية "كائن الهوهوز، فتيات التيك توك، قتل الأمهات لأبنائهن بغرض الخيانة"، الأمر الذي يجب أن نتقصى وراءه أزمة ضياع الهوية المجتمعية، وتشرب أسوأ ما في الثقافات غريبة ، لذا بات من المنطقي ظهور بعض الاضطرابات على أفراد المجتمع، لأنه غالبًا ما نستخلص الشيء الأسوأ من أي ثقافة دخيلة، ما يؤدي إلى فقدان الهوية المجتمعية وتفجر مثل تلك الحوادث الغريبة.
مع تكرار كل حادثة من تلك الحوادث المرعبة يجب أن يكون هناك دراسة متأنية للظروف المجتمعية والاقتصادية، مع رفع المستوى التعليمي والدراسي وتوسيع دوائر التوعية المجتمعية بأهمية وضرورة استعادة الأواصر والروابط الأسرية، وترسيخ القيم الدينية السليمة،ومحاربة المضامين العنيفة والخارجة عن الآداب العامة في الأعمال الفنية والدرامية.