عمرو عزت حجاج يكتب: داعش فرع الصومال - 3
ADVERTISEMENT
بعد أن تم الإعلان عن فرع "داعش" في الصومال حتى توالى وعيد قيادات "حركة الشباب"، عبر تسجيلات وبيانات تحذر أفراد الحركة من الانضمام إلى "داعش" أو حتى التعاطف مع أفكاره.
الصومال (بيئة مناسبة)
وقال محمد عمر، خبير صومالي في شؤون الحركات الإسلامية، إن "فكر داعش كان موجودا أصلا في الصومال، خاصة داخل جسد حركة الشباب، كون الصومال بؤرة صراعات وبيئة مناسبة لتنامي الجماعات الإرهابية في منطقة القرن الأفريقي ذات الأهمية الاستراتيجية".
واعتبر عمر، أن "إعلان الولايات المتحدة (عبر غاراتها) عن وجود التنظيم في هذا التوقيت (قبل أيام) ما هو إلا خطوة لتبرير غارات واشنطن المكثفة في الصومال، منذ تولي (الرئيس الأمريكي دونالد) ترمب مقاليد الحكم (يوم 20 يناير/ كانون ثانٍ الماضي)".
ويجمع مختصون أن داعش لا يشكل حاليا تهديدا ملحوظاً على المنطقة، كونه يضم أفراداً كانوا مهمشين أصلا داخل "حركة الشباب" إداريا واقتصاديا.
الانتقام من حركة الشباب
كما أن العامل القبلي ربما يلعب دورا حاسما في قوة "داعش" المستقبلية، إذ إن فئة قليلة فقط من أتباعه تنتسب إلى قبيلة زعيم تنظيم داعش فرع الصومال، عبد القادر مؤمن، لذا فإن ما يجمعهم كلهم فقط للآن هو فكرة الانتقام من "حركة الشباب"؛ جراء تصفيتها عدداً من أتباعها بين عامي 2012 و2014، وينتمي مؤمن إلى قبيلة "مجيرتين"، وهي تقطن المناطق الشرقية الساحلية من ولاية بونتلاند.
داعش وعداوته مع حركة الشباب
وحول قدرة "داعش على الصمود، قال عمر إن "التنظيم يبقي بين مطرقة عدوته اللدودة حركة الشباب، التي لا ترغب في وجود فكر جهادي مغاير لأفكارها، وسندان الحكومة الصومالية، بالتعاون مع القوات الإفريقية، وهو ما يعزز فرضية عدم صموده طويلاً".
وتابع بقوله إن "بقاء فرع داعش بالصومال كتنظيم ناشط في المنطقة مرهون ببقاء التنظيم الأم في العراق وسوريا، كونه مصدر الدعم الوحيد له، وفي حال انحسار نفوذه بالدولتين حتما سينال نصيبه من التقوقع والتراجع، ففرع الصومال بلا مصادر دخل محلية ويختفي فقط خلف جبال عيل مدو".
وعلى مدى سنوات من القتال خسر "داعش" معظم المناطق التي سيطر عليها في الجارتين العراق وسوريا، عام 2014.
إن احتمال تعاظم دور تنظيم "داعش" بالصومال، وفق خبراء، سيربك حسابات الدول المجاورة والجهات المعنية بالصومال، ما يجعل مهمة استتاب أمن الصومال في الوقت القريب صعباً للغاية، ويؤثر سلباً على دول الجوار، خاصة الدول العاملة ضمن منظومة قوات حفظ السلام الإفريقية بالصومال (أميصوم).