عاجل
الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق 16 ربيع الأول 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

« رمز الصمود أمام الإرهاب ».. 6 سنوات على رحيل الشهيد الصائم المستشار هشام بركات النائب العام السابق

الشهيد المستشار هشام
الشهيد المستشار هشام بركات

على بُعد 5 دقائق من منزله في منطقة النزهة بالقاهرة، ارتقى النائب السابق المستشار هشام بركات، شهيدًا صائماً في 29 يونيو من سنة 2015، الموافق 12 رمضان 1436هـ، منذ 6 سنوات، في مشهد يدمي القلوب؛ لإفساد فرحة المصريين بثورتهم العظيمة التي أزاحت طيور الظلام من الحكم في 30 يونيو.

تحيا مصر يرصد في السطور التالية 6 أعوام على رحيل الشهيد الصائم المستشار هشام بركات.. رمز الصمود أمام الإرهاب

الوداع الأخير 

وفى الصباح كعادته ارتدى المستشار هشام بركات بذلته الأنيقة، وودع زوجته، ولم يكن يعلم أنه الوداع الأخير، وسار نحو سيارته الخاصة المصفحة بخطى ثابته، وانطلق بصحبه موكب من 5 سيارات إلى مكان عمله في وسط القاهرة، بدار القضاء العالي بوسط البلد بمحطة الإسعاف، وما إن ابتعد عن منزله بمسافة تقرب من 300 متر، حتى ألوان الطيف  سواد وغرقت الأرض بالدماء مثل  البحر الذى ليس له أمواج، بسبب شدة الانفجار الذي حطم 3 سيارات من موكبه الخاص، و7 سيارات خاصة.

ولم تنجح السيارة المصفحة في صد الموجة الانفجارية الشديدة، التي قتلت المستشار هشام بركات، الذي لم يعلم أن خروجه إلى عمله، صباحا، سيكون الأخير في حياته، وأنه سيستشهد في النصف الأول من شهر رمضان.

الذكرى السادسة 

وتحل اليوم الثلاثاء، الذكرى السادسة لاستشهاد النائب العام السابق المستشار هشام  بركات، الذي اغتالته أيادي العناصر الإرهاب، تاركا خلفه تاريخا مشرفا، ولن ينسى أحد أنه رمز من رموز الصمود في وجه العناصر الإرهابية التي سعت لإحراق الوطن من أجل اعتلاء السلطة.

واستشهاد النائب العام جاء بعد ما يقرب من عامين على تعيينه في منصبه، حيث تولى منصبه في 10 يوليو 2013، عقب أيام من نجاح ثورة المصريين، وبعد تحقيقات استمرت أكثر من سنتين، قضت المحكمة بحكمها العادل بالقصاص، الذي تم تنفيذه في 20 فبراير 2019 بالإعدام شنقاً بحق 9 مدانين.

القضاء المصري 

واقتص القضاء المصري، لدماء الشهيد النائب السابق  المستشار هشام بركات، في نوفمبر  سنة 2018، بتنفيذ سجن الاستئناف حكم الإعدام في حق 9 متهمين صادر بحقهم حكم نهائي بعد إقرار محكمة النقض حكم إعدامهم.

وجاء في الحيثيات، أن المتهمين اشتركوا مع آخرين مجهولين في قتل المستشار هشام محمد زكي بركات النائب العام السابق، عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم المصمم على قتله فاستباحوا دَمَهُ بدعوى الانتقام منه لأمره بفض تجمهريْ جماعتهم بميداني رابعة العدوية والنهضة، وتنفيذًا لمخطط وضعه المتهمون من الرابع حتى السادس حددوا فيه دور كل منهم.

حيثيات القضية 

وأضافت الحيثيات أن المتهمين أعدوا لهذا الغرض عبوةً مفرقعةً، جهزها المتهم الخامس عشر، حوت ما يزيد على الخمسين كيلو جراماتٍ من مادة نترات الأمونيوم المختلطةِ بمادة بيروكسيد الأسيتون متصلتيْن بمادة أزيد الرصاص المُفرقِعَات ودائرة تفجير كهربائية بجهاز تحكمٍ عن بُعد.

وأشارت الحيثيات إلى أن المتهم الحادي عشر وضعها بسيارةٍ أحضرها الأخير وقادها حتى سلمها لآخرٍ تركها بالمكان الذي أيقنوا سلفـًا مرور ركب المجني عليه منه، ثم انتظر المتهمان الحادي عشر والخامس عشر على مقربةٍ من السيارة لتفجيرها حال مرور الركبِ، ولتغيير خط سيره كلفهما المتهم الخامس بإرجاء تنفيذها يومـًا.

وأكدت أنه في الموعد المحدد استقلا وثالثٌ سيارةً قادها المتهم الثامن والأربعون حتى وصلوا لمحيط السيارة المجهزة بالمفرقعات، فترجلوا منها عدا قائدها وتوجه ثالثهم صوب مسكن المجني عليه لترقبه وإبلاغهم بخط سير ركبه ووقت تحركه، بينما توجه المتهم الخامس عشر للسيارة المفخخة وأوصل دائرة تفجير عبوتها، ثم كمن والمتهم الحادي عشر ببقعةٍ مواجهةٍ للسيارة وانتظرا حتى علما بتحرك الركب صوبهما.

وأكدت الحيثيات أنه بمجرد أن استقل المجني عليه السيارة المفخخة فجرها المتهم الخامس عشر بجهاز تحكمٍ عن بعد، وصور المتهم الحادي عشر الانفجار حال حدوثه، ولاذوا بالفرار مستقلين سيارة المتهم الثامن والأربعين، بعدما أحدثوا الانفجار قاصدين إزهاق روح المجني عليه فأحدثوا به الإصابات الموصوفة بتقرير الطـب الشرعي والتي أودت بحياته، وقد ارتكبت الجريمة تنفيذًا لغرض إرهابي على النحو المبين بالتحقيقات.

تابع موقع تحيا مصر علي