عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

مصر تكتب التاريخ .. عملاق العرب يوحد الصفوف في مواجهة الخطر الإثيوبي

تحيا مصر

جهود دبلوماسية غير مسبوقة ترأب الصدع وتخلق جبهة عربية موحدة لمخاطبة العالم 

 

استطاعت مصر تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن تنجح في زيادة نفوذها الإقليمي، وأن يعود للقاهرة ثقلها بين عواصم العالم، وأن تستعيد البلاد مرة أخرى الإشادات التي تأتي من كبار حلفاءها في العالم، ومؤخرا تسجل مصر معدلات قياسية في نجاحاتها الخارجية، وذلك من خلال حسم مجموعة من الملفات المعقدة والشائكة بنجاح مبهر.

 

يرصد تحيا مصر، التفوق المصري في أداء مايليق بالبلاد تاريخيا في الملفات الليبية والفلسطينية، وملفات شرق المتوسط، ومكافحة الإرهاب، وحاليا ينظر العالم بعين الفخر والتقدير لما تحققه من اصطفاف عربي موحد في ملف سد النهضة

 

 

فصول التاريخ 

 

تسطر مصر فصلا جديدا في التاريخ بحروف من نور، عنوانه "استعادة الاصطفاف العربي"، وخلق حالة من الإجماع بين العرب في لحظة مضطربة من تاريخهم، حيث استطاعت القاهرة، أن تخلق جبهة عربية بين مجموعة من الأطراف اللذين كانوا يصنفون من "الفرقاء" حتى وقت قريب.

 

 

واستطاعت القاهرة خلق هذا التكتل العربي، والإضافة على ذلك باستكمال تحرك إيجابي وبناء نحو مجلس الأمن لحسم مسألة سد النهضة، في تأكيد على أن مصر الدولة الكبرى والمحورية في المنطقة، حينما تريد أن تعبر عن نفاد صبرها ولكن بالطرق السلمية والدبلوماسية فإنها الأقدر على ذلك.

 

مصر الآن تكتب التاريخ، بقيادتها للدول العربية الداعية مجلس الأمن للانعقاد لبحث أزمة سدّ النهضة، وهو الدور المصري الريادي المعتاد، والذي يبلور الآن في خطوة لم تكن الأولى لكنها تشكل في توقيتها ومضامينها رسالة قوية لأثيوبيا التي تتمسك بالمضي في إجراءات أحادية الجانب ترفضها دولتي المصب مصر والسودان.

 

 

رأب الصدع 

حققت البلاد نجاحات اقتصادية وأمنية وسياسية غير مسبوقة، وعملت على تقوية جبهتها الداخلية بكل ما أوتيت من قوة، بفضل توجيهات لم تتوقف من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الآن جاء الدور لتظهر مصر نفسها كقوة إقليمية كبرى، لايمكن لأحد أن يقترب من مصالحها وأمنها القومي، وهو مانتج عنه تبنى الاجتماع الوزاري العربي الذي انعقد في الدوحة أمس الأول موقفا موحدا يقضي بدعم مصر والسودان في خلافهما مع اثيوبيا حول سد النهضة وهي رسالة موجهة أساسا لأديس أبابا التي تصرّ على موقفها من بدء الملء الثاني للسد.

 

 

وقد أجمع المراقبون والخبراء على أن النبرة التي تحدثت بها الدول العربية، وقدرة القاهرة على رأب الصدع العربي في تلك المرحلة، قد انعكس على التصريحات الرسمية في هذا الصدد، حينما قال أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بعد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في قطر إن الدول العربية تدعو مجلس الأمن الدولي للانعقاد لبحث الخلاف بشأن اعتزام إثيوبيا ملء سد النهضة الذي تشيده على النيل الأزرق.

 

 

مصر الكبرى

 

لا تتعتمد مصر أبدا التهديد والترهيب باستخدام القوة، وقد اكد رئيسها عبدالفتاح السيسي الذي يعد زعيما تاريخيا للبلاد بلا منازع، أن تلك الأزمة التي كافة الحلول بها والخيارات متاحة، إلا أنه يعمل الدبلوماسية والحلول السلمية حتى الرمق الأخير، وفي ذروة تعنت إثيوبيا، ولأن مصر دولة كبرى، فإنه تقدر تعليق إثيوبيا آمالها في التنمية الاقتصادية وتوليد الكهرباء على السد، وذلك رغم اعتماد مصر على نهر النيل للحصول على 90 بالمئة من احتياجاتها من المياه العذبة وترى أن السد ربما يمثل تهديدا وجوديا لها، فيما يشعر السودان بالقلق بشأن تشغيل سدوده على النيل ومحطات المياه لديه.

 

ولايسع أي مصري وعربي في تلك اللحظات التاريخية الفارقة، إلا أن يفتخر بالقيادة السياسية المصرية، التي نتج عن قيادتها الحكيمة، ذلك المشهد في المؤتمر صحفي مشترك مع أبوالغيط، حينما قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن الوزراء اتفقوا على خطوات سيجري اتخاذها تدريجيا لدعم مصر والسودان في النزاع حول السد.

تابع موقع تحيا مصر علي