عاجل
الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

«تحالفات مصر الإقليمية بالمحيط الأفريقى لحل أزمة سد النهضة» في دراسة حديثة للباحثة إيمان الشعراوي

تحيا مصر

كشفت دراسة منشورة في المركز المصري للدراسات الإستراتيجية وتنمية القيم الوطنية أعدتها الباحثة إيمان الشعراوي، عن دلالات التعاون العسكرى بين مصر ودول حوض النيل وأثرها على سد النهضة.

وأكدت الدراسة، أنه لم يكن هدف زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لجمهورية جيبوتى، فى 27 مايو 2021، والتى تعد الأولى من نوعها لرئيس مصرى منذ إستقلالها فى عام 1977، يقتصر فقط على تعميق التعاون مع الدولة التى تشرف على حركة الملاحة البحرية من مضيق باب المندب ، وتمثل المدخل الجنوبى للبحر الاحمر تجاه قناة السويس، بل إن هذه الزيارة أتت أيضًا ضمن سياسة وإستراتيجية مصرية منذ ثورة 30 يونيو للاهتمام بالقارة الأفريقية بشكل عام ودول القرن الأفريقى وحوض النيل بشكل خاص وذلك لما يمثلوه من أهمية وارتباط وثيق بالأمن القومى المصرى.

 

 

الباحثة  إيمان الشعرواي وموقع تحيا مصر 

ومن جانبها، قالت إيمان الشعراوي، الباحثة المتخصصة في الشأن الأفريقي، إنه مع التعنت الإثيوبى والإصرار على الإضرار بحقوق مصر والسودان التاريخية فى مياه النيل، بدأت الدولة المصرية تبحث عن تحالفات إقليمية فى المحيط الأفريقى لحل أزمة سد النهضة وتحقيق مبدأ التكامل الاقتصادى وتفعيل منطقة التجارة الحرة الافريقية التى يسعى الرئيس عبدالفتاح السيسى لإقامتها.

وأضافت الشعراوي، أن جيبوتى ستكون من الدول الهامة التى ستكون جزء من هذا التحالف وذلك لما تتمتع به من موقع إستراتيجى مميز فى قلب القرن الأفريقى، فضلًا عن أنها تشارك الحدود مع إريتريا فى الشمال، وإثيوبيا من الغرب، والصومال فى الجنوب الشرقى، وهو ما يجعل 80 بالمئة من التجارة الإثيوبية تمر عبرها، لأن إثيوبيا دولة حبيسة لا يوجد لها منافذ على البحر، كما أنها جزء من مجلس الدول العربية والإفريقية المتشاطئة على البحر الأحمر ومن ثم تلعب جيبوتى دورًا إستراتيجيًا لضمان وأمن واستقرار الملاحة البحرية فيه.

وتطرقت "الباحثة المتخصصة في الشأن الافريقي" إلى التعاون العسكرى بين مصر والسودان الذي شهد الفترة الاخيرة تطورا كبيرا لمواجهة التحديات المشتركة، والتهديدات التى تواجه الأمن القومى للدولتين، فى ظل أجواء متوترة بين البلدين وإثيوبيا، بسبب الإخفاق فى التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، فضلاً عن الحشود العسكرية على الحدود السودانية الإثيوبية على إثر خلافهما على ترسيم الحدود، وغيرها من التحديات.

 

 

وأضافت أن المناورات العسكرية التى انطلقت تحت اسم “حماة النيل” تعتبر الأضخم بين الدولتين لمشاركة القوات البرية والجوية فى مناورات فى 3 مناطق بالسودان، ومشاركة بعض قوات النخبة فى البلدين مثل الصاعقة والقوات الخاصة والمظلات والدفاع الجوى ضمن تلك المناورات، ويهدف هذا التدريب إلى تأكيد مستوى الجاهزية والإستعداد للقوات المشتركة وزيادة الخبرات التدريبية للقوات المسلحة لكل من البلدين.

الباحثة إيمان الشعراوي بالشئون الإفريقية 

وأكدت الشعراوي، أنه فى إطار التعاون العسكرى مع دول حوض النيل بادرت مصر بتوقيع إتفاقية للتعاون الدفاعى مع دولة كينيا، وتعميق الشراكة بين البلدين فى الأمور ذات المنفعة المتبادلة، كما تمكنت الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة من تعميق الشراكة معها فى المجال العسكرى، وفى إبريل 2021 تم توقيع مذكرة تفاهم بشأن تبادل المعلومات الاستخباراتية العسكرية بين مصر وأوغندا، وكانت الدولة المصرية قد افتتحت فى ال 27 أغسطس 2014، مكتبا فى أوغندا بهدف تعزيز العلاقات العسكرية.

وأشارت الدراسة، إلى قيام القاهرة فى إبريل 2021 بالتوقيع على بروتوكول تعاون عسكرى مشترك بين مصر وبوروندى يتضمن التعاون فى مجالات التدريب والتأهيل والتدريبات المشتركة ، ويتيح البروتوكول تبادل الخبرات بين الجانبين، تأكيداً على توافق الرؤى تجاه الموضوعات التى تمس المصالح المشتركة للقوات المسلحة لكل من البلدين.

 

 

واختتمت الشعراوي، بالتأكيد على عدد من الرسائل التي وجهتها  هذه الاتفاقيات أبرزها استخدامها للضغط على إثيوبيا وذلك فى الوقت التى لم تعلن فيه الدولة المصرية عن الخيارات التى ستتخذها فى حالة بدء إثيوبيا الملئ الثانى لسد النهضة ، فضلًا عن الاستفادة من هذه الدول فى جمع المعلومات الاستخباراتية عن سد النهضة أو أى سدود إثيوبية أخرى قد تبنى فى المستقبل على منابع نهر النيل، وتقديم الدعم للسودان فى إستعادة أرض الفشقة، وتوجيهم رسائل حاسمة للمجتمع الدولي، وتجاوز أخطاء الماضى بالابتعاد عن القارة الأفريقية والعودة لتعزيز العلاقات والتعاون بما يضمن تشكيل مصر قوة إقليمية كبيرة فى القرن الأفريقى.

 

تابع موقع تحيا مصر علي