عمرو عزت حجاج يكتب: إلى عبدالله الشريف أراجوز الإخوان.. مرة ثانية أنا لك بالمرصاد
ADVERTISEMENT
لقد بينت فى مقال سابق كيف قدم مسلسل الاختيار 2 نموذجًا للعمل الفنى الوطنى الناضج، الذي ينسُج رؤيته الإبداعية فى قالب وطنى توثيقى بدقة متناهية، ليس فيها مجال لملل السردى الخطابي، ولا مبالغات العمل الدرامى الخيالى، وبالتالى تمكنت هذه الحالة من تحقيق النجاح الجماهيري الباهر، وأيضا من تقديم شهادة فنية لكل من يريد أن يعرف الحقيقة، وكذلك للأجيال القادمة.
تخبط الإخوان وأشياعهم
وقد كان من الطبيعى أن يثير هذا فزع وغضب وتخبط الإخوان وأشياعهم، فهم كالكلاب يشتد نباحها كلما أشتدت قسوة الضربات التى تتلقاها، وكالعادة حاولوا أن يردوا على الحقائق المذكورة فى العمل، فجاءت ردودهم متخاذلة وضعيفة، فأثبتت مصداقية العمل وقوته وارتدت سهام كيدهم إلى صدورهم.
وقد كانت آخر ردودهم هذه، ما قام به المدعو عبد الله الشريف من تخصيص حلقة للمسلسل على قناته على اليوتيوب، وبالرغم من أن الحلقة قد تجاوزت "16 دقيقة"، إلا إنها قد جاءت خالية من الأفكار والترابط الموضوعى، مما يدل على حالة الفزع والتخبط التى يعيشها هو وتيارة الإرهابي.
محاولات فاشلة
فنجده يروج لفيديوهات وصور تحاول أن تُثبت سلمية اعتصامى رابعة والنهضة الإرهابيان، وكأنه بهذا ينفى مصدقية المسلسل، ونسى الرجل أن المسلسل ذاته أظهر كيف قام الإخوان وأشياعهم بمونتاج بعض فيديوهات وفبركت البعض الآخر، وكيف روجوا لها ونشروها، هذا فضلًا عن الفيديوهات الحقيقية التى قدمها المسلسل من قنوات الإخوان وقناة الجزيرة الداعمة لهم، والتى تحدث فيها بعض الذين كانوا ضمن الاعتصامين، واعترفوا بحملهم السلاح واعتدائهم على رجال الشرطة، كما أظهر المسلسل أن بعض المعتصمين كانوا مسالمين ومخدوعين واستخدامهم الإخوان دروع بشرية ووقود لإرهابهم، وكيف لولا حكمة جهاز الشرطة وتضحياته لكانت الأعداد تفوق ذلك عشرات المرات، فجاء رد الرجل إثبات لصحة ما قدمه المسلسل بالفعل.
الإخوان ومحاولات التزوير
كذلك ركز الرجل على إعدام مجرمين كرداسة، واتهم المسلسل إنه كان السبب فى إعدامهم، وأخذ يدافع عن هؤلاء المجرمين، بحجة أن أحدهم كبير فى السن وأن ملامحهم يظهر عليها الطيبة والكد، بل أنه حمل مسئولية دماء هولاء المجرمون، لبطلى العمل كريم عبد العزيز وأحمد مكى.
ونسى الرجل أن الإرهابي ليس فقط من يحمل السلاح بل أن المحرض على الإرهاب والقتل هو شريك أصلى فى الجريمة كالفاعل، فهل كبر السن يعفى من الجريمة؟
فعلى سبيل المثال كان عمر عبد الرحمن كفيف ولكن كان المحرض والمنظر لجريمة اغتيال الرئيس السادات فهل هذا يعفيه من المسئولية التاريخية؟ ، أما الحديث عن الملامح التى تظهر على وجوه المجرمين والطيبة والكد، فهو كلام يذكرنى بالأفلام الدينية العربية التى تصرعلى إظهار الكفار بملامح قاسية متجهمة، والمؤمنين بملامح نورانية وسيمة، فهل للإرهابي ملامح معينة أو صفات جسمانية محددة، نستدل عليه من خلالها؟
أما تحميل بطلى العمل مسئولية إعدام هولاء المجرمين، فهذا محض إسفاف سخيف، فهولاء المجرمين تمت إدانتهم فى كافة درجات التقاضي، وبالتالى أُيد عليهم حكم الإعدام، ومن ثم أصبح تنفيذ الحكم وارد فى أى وقت تراه الجهات التنفيذية مناسب للتنفيذ، فما دخل المسلسل وأبطاله فى ذلك؟
والغريب أن الرجل حاول أن ينفى عن الإرهابية سامية شنن جريمة إجبار ضباط كرداسة على شرب مياه نار "حمض كبريتك"، فلجاء إلى حيثيات حكم محكمة النقض، وهو فى نفس الوقت يشكك فى القضاء المصري، ويصف مجرمين كرداسة بالأبرياء، ألهذه الدرجة تحتقر مشاهديك يا عبد الله وتثق فى غبائهم؟ ، فتقول لهم الشئ ونقيضه فى نفس الدقيقة.
وكالعادة لم يحاول الرجل أن يعلق على مئات الكنائس والمنشآت العامة التى حُرقت، أو على عشرات الأعمال الإرهابية التى نُفذت عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة، ولا على ترسانات السلاح ومليشيات الإرهاب التى سيطرت على كرداسة ولا على مقتل اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة أثناء تطهير كرداسة من الإرهاب، لأنه لا يملك أى رد ولا حجة، ويعلم أن أى نقاش فى هذا الملف سوف ينسف كل أكاذيبه بشأن سلمية الإخوان وأشياعهم.
وهكذا نجد أن محاولات المدعو عبد الله الشريف ورفقاء دربه من خصيان الإخوان وأشياعهم فى إعادة تدوير أكاذيب الإخوان، للرد على مسلسل الاختيار 2، قد فشلت تماما، وذلك لنصاعة الحقائق التى تم تقديمها، وقد أثبتت أيضًا ردودهم الباهتة على ضعف وتآكل الآلة الإعلامية للجماعة، مما يبشر بضعف شرورها لأقصي حد ممكن خلال الفترة القادمة ولزمن غير محدود بإذن الله.
عمرو عزت حجاج
عضو مجلس الشيوخ
تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين