النائب حسانين توفيق يكتب:دراما تصنع الوعى وتدعم الانتماء للوطن

واجهت الدولة المصرية معركة شرسة تستهدف إنهاء وجودها من الأساس وإفقادها السيطرة على مؤسساتها خلال الـ7 سنوات الماضية وقد تمكنت من تحقيق انتصارات قوية ضد قوى الإرهاب المدعومة من دول في الإقليم، وقد لمسنا بأنفسنا حجم التضحيات التي قدمها رجال الشرطة والجيش حتى ننعم بالعيش في أمان ونتمكن من القضاء على أعنف موجة إرهاب تعرفها مصر في تاريخها الحديث في غضون أقل من 10 سنوات، وهى مدة ليست بالكبيرة، وإن كان حجم ما جرى كان كبيرا وضخما.

 

مجلس النواب ودراما رمضان

من حق الدولة بل جزء من دورها وواجبها هو أن توجه وعي المواطنين إلى حجم المؤامرة التي تعرضت لها البلاد، وحقيقة الدم الذى بذل والأرواح التي ضحت في سبيل إفشالها وإسقاط مخططات التخريب، وذلك من خلال أدوات وآليات صناعة الوعى ويأتي على رأسها الأعمال الدرامية من أفلام ومسلسلات، وقد بدأنا في هذه الخطوة منذ سنوات في الموسم الرمضاني وتم استكمالها هذا العام عبر سلسلة من الأعمال الناجحة التي لاقت استحسان الجمهور وكشفت لهم كثيرا من الحقائق الغائبة.

 

في تقديري الشخصي أن الدراما هنا تلعب دورا أعمق في خلق حالة من الانتماء للوطن بين أبنائه، فمهما حاولنا أن نشرح للأجيال الشابة ما كان مخططا لهذا الوطن لن نجد نفس الأثر الذى يتركه مشهد في مسلسل أو فيلم حول نفس الأمر فقديما قالوا: "الصورة بألف كلمة "، وقد تابعت تعليقات الشباب على بعض حلقات مسلسل الاختيار هذا العام واجد أنها حققت فعلا الهدف المطلوب منها لاسيما وأن الأحداث الحقيقية كانت مادة دسمة لصناعة محتوى درامي هادف، بالإضافة إلى أن أباطيل وأكاذيب الإرهاب طيلة السنوات الماضية لم تكن لتقنع المشاهد على الإطلاق لهشاشة منطقها لذا فإنه اقتنع سريعا بالحقيقة عندما عرضت عليه.

الأعمال الهادفة للدراما 

أخيرا فمن الواجب أن تستمر الدراما في هذا الدور الرائع خلال السنوات القادمة وأن نرى مزيدا من الأعمال الهادفة التي تبصر المواطن بحقيقة ما جرى وتوجه وعيه إلى الوجهة الصحيحة وتدعم من انتماءه لوطنه.