عاجل
السبت 02 نوفمبر 2024 الموافق 30 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

الإمام الطيب: لولا الأزهر ومصر لما كان هناك تّراث عربي وإسلامي

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه لولا الأزهر لضاع تراث المسلمين، مؤكدًا أن ما هو ثابت في التاريخ أن تراث المسلمين كان قد أَشرف على الهلاك بعد ما ضاع على أيدي الغزاة بالأندلس في الغرب.

وأكمل أنه بعدما أحرقه التتار في الشرق، ولولا ما عمله الأزهر وعملته مصر في القرون الأربعة الميلادية، من الثاني عشر حتى الخامس عشر لما كان هنالك ما يسمى الآن بالتُّراثِ العربيِّ الإسلاميِّ ولولا ما عَمِلَه الأزهرُ وعملَتْه مصر في القرونِ الأربعة الميلادية، من الثانِي عَشَرَ حتى الخامس عَشَرَ لما كان هنالك ما يُسَمَّى الآن بالتُّراثِ العربيِّ الإسلاميِّ.

ولفت إلى "أن الكتب والرسائل التي أفرَدَها علماء الأزهر على مدار التاريخ لموضوع التجديد قديمًا وحديثًا، وهم بصَدَدِ البيانِ لقولِه -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا)، وفي مُقدِّمتِهم: الإمامُ السيوطيُّ (المُتوفَّى 911هـ)، أي منذ أكثر من خمسمائة عام، وهو أزهريٌّ من رأسِه إلى أخمُصِ قدمَيْه، وله كتابٌ في هذا الموضوع بعنوان: (التنبئَهْ بمَن يبعثُه الله على رأس كلِّ مِئَهْ)، وكتابٌ آخَر بعنوان: (الرد على مَن أخلَدَ إلى الأرض وجَهِلَ أنَّ الاجتهادَ في كلِّ عصرٍ فرض) ورسالة: (إرشاد الـمُهتدين إلى نُصرة المجتهدين).

وأكد أن حديثه عن هؤلاء العلماء لهو مِن قَبِيل الدِّفاعِ عن عَظَمَةِ الماضِينَ التي تَتعرَّضُ اليومَ لجُرأَةِ أُناسٍ لا يَعرِفون مَن هم هؤلاء الذين يَجتَرِئونَ عليهم، ولا يُريدون أن يَعرِفوا، بعدَما أَغْراهُم زَبَدٌ زائفٌ زاحِفٌ من شواطئِ بلادٍ لا تَعرِفُ ما ربُّ العالمين، ولا تُريد أن تَعرِفَه.

وبين شيخ الأزهر: "أنه لا يستطيع -بل لا يجرؤ- عالمٌ من العلماءِ مهما كان واسعَ العلمِ وخارقَ الذكاءِ أن يُطالِعَنا بجديدٍ في فرضيَّةِ الصلاة وبقيَّة العبادات، وفي تحريم الزنا والسرقة والخمر والميسر، وحُرمة الربا والغصب، وأنه لا ضَررٍ بالنفس ولا ضرارٍ بالغير".

وكذلك أحكامُ المواريثِ الثابتةُ نصًّا ثُبوتًا قطعيًّا من القُرآنِ الكريمِ والسُّنَّةِ الصَّحيحةِ، وبخاصَّةٍ ميراثُ الأخِ وأختِه، في قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ} [النساء: 11]، موضحًا أن هذا النص الخاص بأحكام المواريث يَتعرَّضُ اليومَ لمحاولاتٍ مُستَمِيتةٍ لتَغييرِه إلى مُساواتِهما في الميراثِ، وتُخصَّصُ له برامجُ على شاشاتِ محطَّاتٍ أوروبيَّةٍ ناطقةٍ باللُّغةِ العربيَّةِ، تستضيفُ فيها رجالًا مُسلمين ونساءً مسلماتٍ يُطالبون بوَقفِ هذا الحكمِ الإلهيِّ في القرآن الكريم؛ مُسايَرةً لقوانينِ الميراثِ الغربيَّةِ، مشيرًا إلى أنه لا يلفِتُ نظرَ هؤلاء وهؤلاء إلى كلامِ اللهِ -تعالى!- فهم لا يَستَمِعون ولا يُحسِنونَ الاستماعَ، وإنما يلفِتُ نَظَرَ مَن اغترَّ -من المسلمين- بهذا التدليسِ المُتعمَّدِ، وغيرِهم ممَّن يَدرُجُ على شاكِلَتِهم - إلى أنَّ أحكامَ المواريثِ الواردةَ في أولِ سورةِ النساءِ هي التقسيمِ الإلهيِّ لأنصبةِ المواريثِ، وأنَّ هذه الأنصبةَ هي حُدودٌ حدَّها الله".

طباعة تغريدة الإمام الطيب على غلاف المقررات الدراسية تصدرت رسالة بخط يد شيخ الأزهر عن التراث والسنة، مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وذلك بعد أن أعجب بها الجمهور وانبهر بها. 

 

 

طباعتها على غلاف الكتب الدراسية

 

وضمن الضجة التي أثارتها تغريدة الإمام الطيب، قرر  رئيس جامعة الأزهر الدكتور محمد المحرصاوي، طباعة رسالة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقد كتبها بخط يده، على غلاف الكتب الدراسية المقررة للعام الدراسي الجديد 2021-2022.

 

رسالة الإمام الطيب

 

وقد وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، رسالة للأمة مكتوبة بخط اليد. وقال الطيب عبر حسابه على "فيس بوك": "لم يكن تراث الأمة الإسلامية -في يوم من الأيام- عائقًا لها عن التقدم والتألق، والأخذ بأسباب القوة والعزة والمَنَعَة، وكذلك لم تكن السنة النبوية المطهرة حجر عثرةٍ في طريق بناء مجتمع متماسك يتمتع أفراده بخيرات الدنيا والآخرة". وتابع: "على المسلمين أن يقرؤوا تاريخهم بعين بصيرة، وقلب سليم؛ ليتعلموا -من جديد- كيف يزاحمون شعوب العالم المتحضر، ويأخذون مكانهم بين صفوفها".

 

خريطة واضحة لتجديد الخطاب والفكر الديني

 

وقال المحرصاوي في بيان له، إن حلقات الإمام الأكبر التي سجلها لشهر رمضان المبارك لهذا العام 2021 مثلت إستراتيجية دقيقة وخريطة واضحة لتجديد الخطاب والفكر الديني، وعلى كل العلماء أن يبدأوا -والآن وليس غدًا- في البناء على هذه الأسس، وعلى الباحثين بالجامعات تناولها بالبحث العلمي، وقد حصلنا -والحمد لله- على إذن فضيلة الإمام الأكبر على طباعة هذه الحلقات في كتاب وإتاحتها للبحث العلمي.

 

شيخ الازهر: دعم الطلاب الوافدين ورعايتهم على رأس أولوياتنا

 

ترأس فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اجتماع أعضاء لجنة الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف، وذلك لبحث ضوابط تنظيم العملية التعليمية للطلاب الوافدين وتذليل العقبات التي تواجههم ووضع الحلول العاجلة لها.

تابع موقع تحيا مصر علي