النائبة ألفت المزلاوى تكتب لـ «تحيا مصر»: العودة إلى التعليم الحقيقى
ADVERTISEMENT
غليان داخل كل بيت مصري وقلق حد الفزع منذ أن جاء الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، فى فبراير 2017، وذلك جراء تبنيه إحداث تغييرات جذرية في منظومة التعليم المصري، الذي اعتادت عليها الأسر ومنها تخرج علمائنا وخبرائنا ومشاهيرنا، فقد اتجه بالمنظومة التعليمية المصرية -التراثية الناحجة - إلى نظام التعليم الإلكترونى، الذى يستخدم فيه الطلبة حواسيب خاصة بهم مدعومة من الدولة، تٌقدر ثمنها بمليارات، لم يحدث نقاشا مجتمعيا متخصصا بما يكفي، ولم يقبل بملاحظات أساتذة التربية، بل اتهم كل من يعترضه بأنه شخص حاقد ناقم لا يرغب في التحديث ويرفض التطوير و لا يحب مصر، ولا يريد الخير لأبناءها، ثم تمر أكثر من ثلاثة أعوام ونكتشف أن الخير الذي يتحدث عنه الوزير هو تسليم جهاز تابليت لكل طالب زادت معه الأمية وصار الأبناء لا يجيدون الكتابة ولا الإملاء وقاموا بتحميل الألعاب ومقاطع اليوتيوب على تابليت " اللى بيحب مصر لوحده " طارق شوقى!.
وزير التربية والتعليم ورئيس الوزراء شريف إسماعيل
أعلم أن المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الأسبق، لم يكن متحمسًا لأفكار طارق شوقى، وذلك لعمله أن بنيتنا الأساسية فى القري والنجوع والمناطق النائية، لن تساعد فى تحويل التعليم إلى تعليمًا إلكترونيا موفقًا تأتى احتمالات فشله أكبر من نجاحه، إلا أن شريف إسماعيل غادر بعدها مقعد رئيس الحكومة، واستكمل طارق شوقي مسيرته نحو العمل على تمكين أفكاره الجهنيمة فى التعليم ونظرياته المستوردة الفاسدة، بغض النظر عن البيئة والموروث واحتمالات الفشل وفزع الأسر المصرية.
إخفاق الوزير
مشاهد الصراخ أمام اللجان عقب كل امتحان فى الثانوية العامه، تَعطل شبكات النت وأعطال التابلت المتكررة، تسريب الإجابات النموذجية للامتحانات على التابليت نفسه فور بدء الامتحان، تغيرات متلاحقة فى نظام وطريقة امتحان الثانوية العامه بواقع مرة كل شهر تقريبا، الفزع المتزايد والغليان المعلن فى البيوت المصرية علا صداه حتى وصل البرلمان بغرفتيه (شيوخ ونواب) وتُرجم بمئات طلبات الاحاطة والبيانات العاجلة والاستجوابات بمشاركة أكثر من 300 نائب مصري ، كل ذلك لم تشهده مصر فى كل تاريخها التعليمي فلم يحدث جدلا واسعا ولا إتفاقا واصطفافا على فشل وزير للتعليم كما يحدث الآن من اتفاق على فشل وإخفاق الوزير طارق شوقي.
يجب أن يرد الأمر إلى أهله، الوزير التكنوقراط المتخصص يجوز تفويت أخذ الاعتبار بذلك عند اختيار كافة الوزراء عدا وزير التربية والتعليم، فـ طارق شوقي خريج كلية الهندسة قسم الميكانيكا قد يكون بارع في تخصصه ودرس فى أكبر جامعات العالم وأكثرها شهره، لكنه أيضا هو أفشل وزير تعليم عرفه المصريون منذ بداية القرن العشرين، وبسببه فقدت الأسر المصرية آمالها فى تعليم ابنائها تعليما حقيقيا، وساهم فى زيادة معاناة الأهالى وعزز مواجع المصريين، بما لا يحتمل الموقف سوي تبديله وتغييره والاستعانة بعقل تربوي يدرك طبيعتنا وتاريخنا التعليمي ويصلح ما أفسده طارق بيه شوقى.
يستطيع المصريون تحمل كافة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية وتفشي الأوبئة وغياب للبنية الأساسية فى معظم المناطق، وتقف إلى جوار قيادتها كتف بكتف للتغلب على الأزمات، لكنهم لا يستطيعون تحمل أية مخاطر تتعلق بشأن أبنائهم وحياتهم ومستقبلهم التعليمي ، فالأصل أننا جميعا نحتمل ابتذالات الحياة من أجل ابنائنا، وقطعا لن نترك مصائرهم الحياتية فى أياد ليست أمنية وليست متخصصة وليست مكترثة.