متعلقات ملطخة بالدماء..أطفال تبحث عن أهاليها..جثث بطول شريط السكك الحديد..مشاهد إنسانية صادمة من حادث قطار طوخ
ADVERTISEMENT
مشاهد إنسانية مؤلمة، ولقطات ممزوجة بدماء الضحايا اللذين زادوا أوجاع المصريين الفترة الأخيرة بسبب حوادث القطارات، ورغم العديد من زوايا التناول والمعالجة التي تصلح للتعامل مع حادث قطار طوخ المأسوي اليوم، إلا أن مجموعة من الصور الصادمة، كفيلة بالتعبير عن حجم مايعانيه المواطنون جراء كوارث السكك الحديدية.
ورغم اختلاف تأثير ذيوع ونشر أخبار عن الحوادث المروعة على الأشخاص، والتي قد تصل إلى حد الصدمة النفسية، جراء مشاهد الدماء والدمار وفقدان الأرواح والممتلكات، إلا أن مشاهد تبقى خالدة في الذاكرة بسبب خلفيات وكواليس إنسانية تتعلق بأب أو شاب حديث الزواج أو طالب له قصة لافتة، وهي الحالات التي تكتظ بها حوادث القطارات المميتة مؤخرا، دون تسليط ضوء كافي عليها.
القدر الخفي
لم يكن يعلم أحد الشباب ممن امتلكوا أحد الحواسيب المحمولة "اللاب توب"، أنه سيلصق عليه رسالة قدرية ستظل محفورة في الأذهان بعد سقوطه نتيجة حادث القطار المؤلم، وأنه حرص على أن يترك عليه أحد الأحاديث الشريفة للنبي محمد، جاء فيه : "اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه."
المشهد الصادم للاب توب المحطم تماما، بما ينبئ بقدر صاحبه، يزيد من هول الانطباع الذي يتركه على ذهن كل من يرى الصورة، أنه كما لو أن صاحبها يعلم بمصيره، وحرص على أن يستعد لتلك اللحظة المأسوية جيدا، ويتسلح بقراءه آيات القرآن والأحاديث، لعلها تكون منجية له يوم القيامة، وأن تكون الآخره أكثر رحمة من الدنيا، والتي رأى فيها الموت بأبشع صوره.
كالبنيان المرصوص
ضمن الصور التي تقشعر لها الأبدان، هو الهرولة القياسية التي يهرول بها المصريون لمساعدة ومعاونة بعضهم البعض، في أكثر من مناسبة وفيديو، يتعلق بحوادث القطارات تحديدا، تظهر كاميرات المراقبة أن المصريين لايستغرقون دقائق معدودة من وقت وقوع الحادث بكل ماله من مهابة وجلالة وخروج للنيران والدخان، إلا ويكونوا في ثواني معدودة في قلب الحدث.
تظهر كافة الصور الواردة من موقع حادث قطار طوخ، أسراب من البشر التي تحيط بالقطار، كل يحاول أن يقدم مافي وسعه، العديد من الفيديوهات التي تظهر معاونة مجموعة هنا لأحد المصابين، وإنخراط مجموعة هناك في استخراج إحدي الجثث، ومسارعة آخرين لمساعدة سيارات الإسعاف، وحرص البعض الآخر على إطلاق نداءات الاستغاثة على صفحات التواصل الاجتماعي للتبرع بالدم.
موعد لن يتم
تظهر العديد من الصور، حالة الذهول والصدمة التي تنتاب بعض المصابين، ممن تظهر هيأتهم ومظهرهم، أنهم كانوا على موعدا مصيريا، سواء مسألة تتعلق بالعمل أو البحث عن شئ أو شخص أو إنهاء أوراق هامة، تجدهم متشبثين ببقايا أوراق أو مستندات أو حقائب ملطخة بالدماء.
تجد وتلمس قسمات وجه هؤلاء وردود أفعالهم التي لم تستوعب الصدمة بعد، وكأنهم كانوا ينتظرون وصول القطار في موعده بفارغ الصبر لإتمام ما جاؤوا من أجله، إلا أنهم لم يتيقنوا بعد من أن موعدهم لن يتم وأن الموت والدماء قد حالت بينهم وبين ماخططوا إليه.
كما أن أحد أكثر المشاهد الإنسانية المؤثرة، التي تكشف عنها الصور والفيديدوهات، تلك الممزوجة بصريخ أم أو أب يحاول أن يبحث عن أبناءه، أو أطفال يصرخون مذهولين ومتسائلين عن أهاليهم اللذين كانوا من لحظات بسيطة على مقاعد مجاورة لهم، وبعدها أصبحوا جوار ربهم أو أسرى حديد ونيران لازالت تبتلع أجسادهم في انتظار الانتشال.
سكك حديد مصر
بات "الموت" ونزيف الأرواح، هو الشعار الأكثر استخداما والتصاقا في أذهان المصريين عن سكك حديد مصر، وهو ماتظهره كافة محطات الرصد والتتبع لأداء تلك الهيئة والعاملين فيها والقائمين عليها، العشرات من الحوادث المميتة، تأخر عن كل تقدم يجرى في البلاد، وتكرار مروع للأخطاء ذاتها.
باتت الصور المرتبطة بالأشلاء ورائحة الدماء وصور الخراب في الممتلكات وتصادم القطارات وموت المواطنين بداخلها، هي المشاهد الأكثر التصاقا بالهيئة العامة للسكك الحديدية، الأمر الذي بات يستوجب وقفة هائلة ضد هذا الكيان الذي يعصف بحياة ملايين المصريين وينجح في إزهاق أرواح الآلاف منهم.