بعد فشل مفاوضات الكونغو.. مسارات أخرى تسير فيها مصر بأزمة "سد النهضة"
ADVERTISEMENT
واصلت أزمة سد النهضة الإثيوبي، تصدر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وذلك بعد أن أعلنت الخارجية المصرية فشل المفاوضات التي تمت في الكونجو، ولكن يبقى السؤال ماذا سيحدث بعد ذلك؟
وأكد خبراء في الشأن الخارجي، أن مصر ستواصل اللجوء إلى إطلاع كافة المؤسسات الدولية، ومجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، على تعنت إثيوبيا بشأن الأزمة ومواصلة رفضها لكافة الحلول المطروحة.
مسار أخر تسير فيه مصر
وقالت الدكتورة هبة البشبيشي، الخبيرة في الشؤون الإفريقية، إنه بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة مع الجانب الإثيوبي، والتي عقدت في كينشاسا حول سد النهضة الإثيوبي خلال يومي 4 و5 إبريل 2021، والتى لم تحقق تقدما، يجب أن يكون هناك مسار أخر تسير فيه مصر، وهو استكمال المسار القانوني، والتصعيد بشكل رسمي في إطار الإتحاد الإفريقي.
شكوى رسمية إلى الاتحاد الإفريقي
وأضافت، الخبيرة في الشؤون الإفريقية، في تصريح خاص لموقع " تحيا مصر"، أنه يجب على مصر، أن تتقدم بشكوى رسمية إلى الإتحاد الإفريقي، تؤكد فيها على أن الجانب الإثيوبي، يهدد الأمن القومي المصري، وكذلك الإقليمي، ويجب أن يكون هناك حساب لهذا التهديد.
موقف إثيوبيا معيق
وعلق وزير الخارجية المصري، سامح شكري، على فشل اجتماعات سد النهضة في الكونجو الديموقراطية، مؤكدًا أن موقف إثيوبيا معيق وسيؤدي لتعقيد الأزمة وزيادة الاحتقان في المنطقة.
ضرورة تدخل المجتمع الدولي
وأكمل سامح شكري خلال مداخلة هاتفية له عبر قناة cbc، أنه لا يوجد إرادة سياسية لدى الطرف الإثيوبي في حل أزمة سد النهضة، وأنه على المجتمع الدولي أن ينظر إلى مسؤولياته ويتدخل في ما تفعله إثيوبيا من فرض رؤيتها الأحادية بشأن الأزمة واستمرار المماطلة ورفض كافة الاقتراحات المقدمة من قبل مصر والسودان.
مصر ستواصل إطلاع المؤسسات الدولية
وأكد وزير الخارجية المصري، أن مصر ستواصل إطلاع كافة المؤسسات الدولية، ومجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، على تعنت إثيوبيا بشأن الأزمة، مؤكدًا أن هذه الكيانات يجب أن تكون مطلعة وفاعلة مع الأزمة منعًا للانزلاق نحو التوتر في المنطقة خلال الفترة المقبلة.
مناشدة الأطراف الدولية بالتفاعل
وأردف شكري، أن مصر تتعامل مع قضية سد النهضة بكل جدية وتنسيق كامل مع السودان، مناشدًا كل الأطراف الدولية بالتفاعل والبحث عن مخرج من هذه الأزمة.
استراتيجية إيجابية لمصر
فيما قال اللواء خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، إن بيان وزارة الخارجية المصرية يكشف بشكل واضح حجم الجهود المصرية في بذل كل المقترحات الواردة في عملية التفاوض بشأن سد النهضة، وتطوير المواقف التفاوضية لكل من مصر والسودان، الأمر الذي يؤكد على الاستراتيجية الإيجابية للدولة المصرية.
التعقيد الاثيوبي يزيد المشهد سوءً
وأضاف عكاشة، في مداخلة هاتفية على قتاة cbc extra،أن مصر والسودان استجابت لجهود دولة الكونغو المترأسة للإتحاد الأفريقي، ولكن على الجانب المقبل يوجد تعنت إثيوبي، وهو مرفوض تماما لأنه يؤكد حرصها على الأضرار بمصالح مصر والسودان المائية التاريخية، موضحًا أن هذا التعقيد الاثيوبي يزيد المشهد سوء.
مصر لن تسمح بسياسة الأمر الواقع
وأردف عكاشة، أن بيان وزارة الخارجية كان واضح وصريح، وأكد أن إثيوبيا لم تبدي اي قدر من المرونة لإيجاد حل لا يلحق الضرر بمصر والسودان، خاصة أن إثيوبيا تسعى لفرض سياسة الأمر الواقع وهو ما لن تسمح به الدولة المصرية خاصة في ظل الر غبة الاثيوبية في فرض الرؤية الأحادية، ورفضها كافة البدائل المطروحة من قبل دولة مصر والسودان.
لم تفض إلى اتفاق
السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أكد أن جولة المفاوضات خلال يومي 4 و 5 إبريل 2021 لم تحقق تقدم، ولم تفض إلى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات.
إثيوبيا رفضت توسط الدول
وأكمل أن إثيوبيا رفضت المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونجو الديمقراطية، التي ترأس الاتحاد الإفريقي للتوسط بين الدول الثلاث.
اعترضت على كافة المقترحات والبدائل
ورفضت إثيوبيا كذلك، كافة المقترحات والبدائل الأخرى التي طرحتها مصر وأيدتها السودان لتطوير العملية التفاوضية لتمكين الدول والأطراف المشاركة كمراقبين من الإنخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية.
لم توافق على استئناف المفاوضات
ورفضت إثيوبيا أيضًا مقترح مصري تم تقديمه خلال الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري ودعمته السودان بهدف استئناف المفاوضات بقيادة الرئيس الكونجولي، وبمشاركة المراقبين وفق الآلية التفاوضية القائمة.
فشل الاجتماع
وأكمل البيان، أن ذلك يثبت بما يدع مجالاً للشك لقدر المرونة والمسئولية التي تحلت بها كل من مصر والسودان، ويؤكد على رغبتهما الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا رفضت هذا الطرح مما أدى إلى فشل الاجتماع في التوصل لتوافق حول إعادة إطلاق المفاوضات.
زيادة الاحتقان في المنطقة
كما لفت السفير أحمد حافظ، إلى أن مصر شاركت في المفاوضات التي جرت لإطلاق مفاوضات تجري تحت قيادة جمهورية الكونجو، وفق جدول زمني محدد، للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول سد النهضة، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، وهو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة.