متى تحولت الكرة إلى أكبر أسباب "نكد المصريين"..إخفاقات وأزمات وفضائح
ADVERTISEMENT
المنتخب الوطني تخصص تمثيل مشرف..والأهلي والزمالك أسياد "حسبة برما"
تعاني الرياضة المصرية من أزمات ومشكلات، شأنها شأن العديد من الملفات في الدولة المصرية على مر عصورها وبتعاقب حكومتها، إلا أن المحلوظ هو ظهور تقدم ملموس ومنحنيات للصعود، في كل مايمكن أن تقع عليه عينك في مصر، من نجاحات مدوية في الاقتصاد والسياسة والأمن والصحة والطاقة والتنمية وغيرها، باستثناء وحيد لافت وهو "كرة القدم".
قد يبادر البعض باندفاع غير محسوب، ليشير إلى بطولات حققناها في بطولة إفريقيا، ومباراة جيدة مع البرازيل هنا أو انتصار على إيطاليا هناك، لنرد عليه بأن ذلك هو على الدوام "الاستثناء" وليس القاعدة، وهو مايؤكد مانذهب إليه كون لحظات الانطفاء والانكسار التي تعانيها الكرة المصرية مثيرة لأقصى درجات الاستغراب.
المنتخب الوطني
أجيال عديدة منذ أن تفتحت أعينها على كرة القدم، وهي تحفظ مسلمات من ضمنها "الشمال أفارقة" وكعبهم العالي على الفرق المصرية، "أدغال أفريقيا" التي نذهب إليها فتتحطم أسطورة السطوة والمهارة والسيطرة المصرية، العديد من المواجهات مع منتخبات الجزائر وتونس والمغرب في نهائيات كان بمقدروها أن تصل بنا إلى كأس العالم أكثر من مرة، إلا أننا خرجنا نندب الحظ ونلعن تضييع الفرص تلو الأخرى.
وحقيقة الأمر أن العرض لايزال مستمرا بشكل واضح، على مدار السنوات الماضية، والتي شهدنا فيها أداءا مخزيا للمنتخب المصري في كأس العالم بروسيا، ومن بعدها الخروج المذل من أمم إفريقيا التي تفجرت فيها فضائح عمرو وردة 2019، فلايزال التعثر والخروج المبكر هو نصيب المنتخب المصري لكرة القدم الذي تغيرت لأجله قوانين اللعبة الكروية منذ مونديال 90 لرتابة الأداء وهبوط الإيقاع في المستطيل الأخضر.
الأهلي والزمالك
سيطر النادي الأهلى على البطولة القارية، كما كان للزمالك صولات وجولات في إفريقيا، إلا أن ذلك أيضا وعكس العديد من الفرق الأخرى، كان الاستثناء وليس القاعدة، وأنه مع سيطرة الأهلي على ملاعب إفريقيا، إلا أن ذلك مقترن دوما بمباريات يكون فيها الجمهور "على أعصابه"، في مواجهات يأتي فيها الفوز في "اللحظات الأخيرة"، للدرجة التي اعتبرت معها الجماهير ذلك أسطورة الزائد 90، بدلا من أن تكون نقيصه نبحث لها عن حل.
كما أن فريق الزمالك وضع جمهوره في خانة "اللطميات" التي تشبه طقوس الشيعة منذ سنوات، ولصق بهم لقب "الأوفياء"، وباتوا يدخلون في "حسبة برما" ويهرولون إلى "الآلة الحاسبة" وتكتظ صفحاتهم على مواقع التواصل بخرائط وحسابات عويصة من أجل البحث عن مخرج مهما كان ضيق من أجل بصيص نور يعوض تخبط فريقهم في تلك المواجهات، وقد نحدث ولاحرج عن باقي الفرق المصرية التي في معظمها، و90% منها لاتعرف معنى السفر خارج البلاد.
دوري هزيل
الأداء الضعيف للمنتخب الوطني، ومآزق الأهلي والزمالك، لايمكن تفسيرها إلا بالنظر إلى حال الدوري المصري، والذي يذكرنا في شكل البث والإخراج وتصويره بإمكانيات الدول في سبعينات القرن الماضي، حيث قبل التطرق إلى المنتج الرياضي نفسه، فإن إظهاره للشاشة والاعتناء به وتسويقه، في أضعف حالاته.
وبالنظر إلى أداء الفرق الكروية، وغياب المواهب، والبكاء الحار من مدربين المنتخب الوطني لغياب "راس الحربة" منذ سنوات، لهو دليل دامغ على أن الكرة المصرية تحتاج إلى "معجزة من السماء" لتتحول إلى وسيلة لإمتاع الجماهير كما يحدث في جميع دول العالم، بعدما تحولت عند المصريين إلى أكبر أسباب النكد والحسرة.