عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

النائبة ألفت المزلاوى تكتب لـ تحيا مصر مياه المصريين " كدمائهم " لا عبث فيها

تحيا مصر

الشعب يريد أن يسمع مرارا وتكرارا أن "كل الخيارات مطروحة" وأن مياه المصريين " كدمائهم " لا عبث فيها ولا تفريط وأن مصر لديها ما تفعله لتَحسم به النزاعات وتُنهى التداعيات.

مياه المصريين " كدمائهم "

ارتبطت دولة السوادن رسميًا بمصر منذ أن فتحت جيوش محمد علي السودان عام 1820، ومنذ هذا التاريخ أصبح السودان جزءا من مصر وصار البلدان دولة واحدة ، تتسم العلاقات بينهما بأواصر دم ومصاهرة تتجاوز العلاقات السياسية بين البلدين مهما اختلفت وتغيرت الأنظمة الحاكمة فهي علاقة أزلية تربط بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان، وتحرص مصر دومًا على إقامة علاقات نابضة تؤكد التعاون في شتي المجالات بالنظر إلي ما يربط البلدان من وحدة الأهداف والاستراتيجيات والمصيرومعلوم أنالسودان يعد الدولة الوحيدة التى لديها قنصلية فى محافظة أسوان مما يدل على نمو حجم التبادل التجارى. وتلك القنصلية لا يتوقف دورها عند تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين بل يمتد هذا الدور ليشمل العلاقات فى المجالات المختلفة.

تأتى زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح السبت، للخرطوم زيارة لها وجاهتها وأهميتها البالغة ، ومباحثاته الثنائية مع الفريق أول عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، تبعث برسائل الطمأنينة لعموم الشعبين، الذين ينتظرون بشوق عارم أنباءً ايجابية بشأن الملفات المشتركة بين الطرفين وأخر مستجدات الأحداث والقرارات الثنائية الحاسمة فى عدد من الموضوعات العالقة، وإن كان الملف الأقوى على الإطلاق بين الدولتين قياسا ببقية الموضوعات، هو ملف سد النهضة شديد التعقيد ،كثير المؤاخذات.

ملف سد النهضة

إن المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها ملف سد النهضة سيتقرر فى نهايتها إما أن نبقي وإما أن ندرج تاريخيا فى مصنفات الشعوب التى كانت، وهى مرحلة  تستوجب تنسيقا دقيقا بين مصر والسودان بوصفهما دولتي المصب اللتين ستتأثران بشكل مباشر بهذا السد، فى الوقت الذي تصر فيه أثيوبيا على إتخاذ إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع بغض النظر عن ردود الأفعال المتوقعة!  

إن ملف سد النهضه بات مزعجا محزنا للمصريين، مخاوف العبث بمياه النهر الخالد وأثر ذلك المخيف على مجتمعنا الزراعى صار حديثا مهما دائما على نوافذنا ومنصاتنا وجلساتنا، وكل ما يتمناه الشعب هو الاستماع إلى ما يطمئنهم من قيادته، الشعب يريد أن يسمع مرارا وتكرارا أن "كل الخيارات مطروحة" وأن مياه المصريين " كدمائهم " لا عبث فيها ولا تفريط وأن مصر لديها فى الوقت المناسب ما تفعله لتحسم به النزاعات وتنهى التداعيات. لا شك أننا نُعوِّل على السودان كثيرا فى الدعم والتعاون، والمساندة، وهى كذلك تفعل ، فموقف دولتين فى ملف واحد بمطالب موحدة ورؤي مشتركة متطابقة ، ستكون ذات أثر أقوي عالميا من أن تتقدم بها دولة واحدة، وسيكون لها أثر أعمق لدي "الشريك المخالف" الذي لا يعبأ إلا بمصالحه مهما عبر الشركاء عن خيبة الأمل وسوء المنقلب.

نثمن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للسودان تثمينا عاليا، وتعد الزيارة بمثابة انطلاقة خاتمه للحسم عبر اتفاقات متوقعة علنيه وسريه يزكيها تعاون مثمر ومشاركة فاعله من الجانب السودانى الذي يعلم حجم مصر ودورها الأقليمي وطريقتها فى الدفاع عن مطالبها والالتزام بحماية أمنها القومى وحرصها على الاستجابة لنداءات مواطنيها.

النائبة

ألفت المزلاوى

عضو مجلس النواب

تابع موقع تحيا مصر علي