النائب حسانين توفيق يكتب..البنية التحتية للاتصالات بالمناطق النائية والصعيد.. هل من مُجيب؟
ADVERTISEMENT
تابعنا جميعا على مدار الأشهر الماضية، تقارير الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، بشأن جودة خدمات الاتصالات بمختلف أنحاء الجمهورية، والتي يتضح فيها بما لا يدعو مجالا للشك أن هناك عدة مناطق بالصعيد والأقاليم ما زالت تعاني سوء جودة الخدمة، وهو أمر محزن بالنسبة لي وإخوتي من المواطنين المقيمين بتلك المناطق.
أعتقد أن تعليمات رئيس الجمهورية بنشر منظومة التحول الرقمي، ومن بعدها آليات التنفيذ التي وضعتها الحكومة، ذكرت أن الحصول على الخدمات الرقمية لكافة المواطنين، ولم تحدد مواطني القاهرة والجيزة فقط، فكيف يحصل المواطنون المقيمون بتلك المناطق على خدمات رقمية بدون وجود بنية تحتية جيدة؟
حينما تحدثت مع بعض الخبراء في مجال الاتصالات، حول أسباب عدم وجود اهتمام بتحسين البنية التحتية للاتصالات بالصعيد والأقاليم، فسروا لي الأمر بأنه مرتبط بالجدوى الاقتصادية، حيث أن تطوير البنية التحتية يحتاج لتكلفة اقتصادية كبيرة من أجل مد كابلات وإنشاء أبراج وغيرها، في حين أن العائد من الاستثمار يكون ضعيفا، على عكس القاهرة والجيزة والمناطق المتطورة التي يعتمد المواطنون بها على خدمات الاتصالات بشكل رئيسي وبالتالي ينفقون أموالا كثيرة وبالتالي تستطيع شركات الاتصالات من تحقيق عوائد ضخمة.
هنا لن ألقي باللوم على أحد، ولكن من حقي أن أتوجه بمناشدات لكافة المسؤولين، وأتمنى أن تكون هناك استجابة، إذا أردنا تحقيق طفرة تكنولوجية حقيقية بمختلف أنحاء الجمهورية.
المناشدة الأولى للجهات الحكومية، فقد عرفت من بعض العاملين بقطاع الاتصالات أن جهاز تنظيم الاتصالات لديه إدارة تسمى "صندوق الخدمة الشاملة" ودوره الرئيسي ضخ استثمارات لتحسين البنية التحتية وخدمات الاتصالات بالمناطق النائية، فلماذا لا يتم توجيه إنفاق الصندوق بشكل مكثف خلال الفترة المقبلة نحو تلك المناطق من أجل إتاحة الخدمات التكنولوجية للمواطن المصري البسيط الذي يعيش بتلك المناطق، وهذا حقه وفقا للدستور المصري.
المناشدة الثانية لشركات الاتصالات، فهناك دور مجتمعي يجب أن تقوم به تلك الشركات، وإذا كانت تلك الشركات ترى أن العائد على الاستثمار في البنية التحتية بالصعيد والمناطق النائية غير مربح، فأدعوهم للتفكير في هذا الأمر من منظور مجتمعي.
المناشدة الثالثة للمواطنين المقيمين بالمناطق النائية، أدعوكم لتوعية بعضكم البعض بأهمية الاعتماد على التكنولوجيا، ومن ثم ستتأكد الدولة والشركات أن لديكم إصرار على التحول الرقمي وبالتالي سيتم الاهتمام بتطوير البنية التحتية بتلك المناطق.
قبل أن أختم مقالي، أريد أن ألفت انتباهكم إلى أن هناك شركات عملاقة مثل فيسبوك وسبيس إكس، أطلقوا مبادرات عالمية ضخمة لتوصيل الإنترنت الهوائي للمناطق النائية والفقيرة حول العالم، هل ستقوم تلك الشركات بهذا الأمر لمجرد خدمة البشرية؟ أعتقد أن الأمر أكبر من ذلك.
وختاما، أتمنى أن تنجح الدولة في إيجاد حلول مبتكرة خارج الصندوق، من أجل ضمان تحسين البنية التحتية للاتصالات بمختلف أنحاء الجمهورية، أملا في تحقيق مفهوم التحول الرقمي الذي سيضمن للمواطن الحصول على كافة خدماته بسهولة ودون تكبد أي عناء.