عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

تامر أباظة يكتب: أردوغان ووهم الزعامة القاتل

تحيا مصر

تُحدث الأواني الفارغة، عادة، ضجيجا صاخبا، لكنها سرعان ما تتهشم بمجرد تعرضها لأي قوة خارجية، حتى الرياح قادرة على تفتيتها إلى 100 قطعة، كذلك أرى الرئيس التركي رجب أردوغان، رجل موهوم بالزعامة ومريض بالتسلط، وذلك ينعكس بشكل كامل على تصرفاته المتهورة وسياساته داخليا وخارجيا.

بدأ أردوغان حكمه للبلاد في 2003 وكان وقتها خطابه مليء بشعارات الديموقراطية واحترام الآخر ووعد بمساحات شاسعة للحريات داخل البلاد والعلاقات المبنية على الصداقة والتعاون المشترك مع جميع الدول، لكن هذه السياسات كانت مجرد وهم حاول به الخليفة المزعوم كسب شعبية واحترام من شعبه والقوى الإقليمية وخاصة دول الاتحاد الأوروبي.

لكن وجه السياسة التركية انكشف بعد حكم أردوغان بسنوات قليلة، حيث بدأ خطة طويلة الأمد لدعم التنظيمات الإرهابية في كافة بلدان العالم وتحديدا منطقة الشرق الأوسط واستخدمها لتحقيق أجندته التوسعية، كما شرع في عمليات عسكرية وعدوان مباشر على الدول المجاورة له أبرزها العدوان على شمال سوريا، والحرب في ليبيا، فضلًا عن سياسة "البلطجة" والسرقة العلنية لموارد الدول من الغاز والبترول في منطقة شرق المتوسط.

نجح أردوغان في بداية سنوات حكمه في بيع "الوهم" واستغل جماعته، تنظيم الإخوان الإرهابي، للترويج له باعتباره خليفة المسلمين الذي يرعى الحريات ويرحب بالمعارضة، لكن الـ10 سنوات الماضية، كشفت عن وجه ديكتاتور قبيح، فشل في إنقاذ اقتصاد بلاده من الانهيار الكامل، فزادت نسبة البطالة لمعدلات غير مسبوقة، وانخفض سعر الليرة أمام الدولار لأدنى مستوى، وتراجعت المشروعات القومية للدولة، وفي المقابل تجاوزت ثروة الرئيس التركي وأسرته في البنوك الأجنبية مليارات الدولارات.

وعلى مستوى الحريات، شهد عهد أردوغان أكبر عدد للمعتقليين من كافة الفئات سواء المعارضة أو القضاة أو الصحفيين وكل من يخالفه في الرأي هو وجماعته.
وعلى المستوى الخارجي، أطاحت سياسة أردوغان العدوانية اتجاه الدول ودعمه للإرهاب في اندثار حلم دخول تركيا للاتحاد الأوروبي، وأصبحت الدول الأوروبية تنظر لأنقرة باعتبارها مصدر قلق وإزعاج وسبب أساسي في عدم الاستقرار وإثارة القلاقل في المنطقة.

وخلال الأيام الماضية طالبت عدة دول تمثل قوى إقليمية ذات تأثير منها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا بضرورة وضع حد للاستفزاز التركي باستمرار التنقيب غير القانوني في مياه البحر المتوسط، لأن أردوغان ينقب عن الغاز داخل حدود دولتي قبرص واليونان ويتحدى كافة المواثيق الدولية المعترف بها لدى الأمم المتحدة.

وفي خضم كل تلك الأحداث، يحاول الرئيس التركي استفزاز مصر بكافة الطرق، فهو لا ينسى أن الثورة الشعبية العظيمة في 30 يونيو أسقطت مشروعه في المنطقة بشكل كامل، لكنه ورغم كل التصريحات العنترية التي يطلقها هو ومسؤوليه لم يتمكن على مدار السنوات الماضية حتى من الاحتكاك بمصر لا في مياه البحر المتوسط ولا في ليبيا، لأنه يعرف حجم البلد ومدى قوتها وقدرتها على صد أي عدوان عليها.

وأخيرًا.. مصر هى القوة الإقليمية العظمى في المنطقة، وهى الصخرة التي سيتحطم عليها وهم "الخليفة المزعوم" ويتلاشى للأبد.
تابع موقع تحيا مصر علي