أسبوع على مؤتمر "برلين".. المشهد الليبي بين إصرار "أنقرة" والصراع في طرابلس
ADVERTISEMENT
شهدت الأزمة الليبية خلال الأسبوع الماضي الكثير من التطورات، في أعقاب المؤتمر الذي انعقد في العاصمة الألمانية برلين، بمشاركة 11 دولة، وأربع منظمات دولية، على رأسها الأمم المتحدة، والذي خرج بعدد من التوصيات التي اتفق عليها المشاركون، بهدف الوصول إلى تسوية للأزمة الليبية التي بدأت في 2011، وتشهد المزيد من التصعيد في الآونة الأخيرة.
وتعيش الدولة الليبية صراعًا مسلحًا بين قوات حكومة الوفاق الدولي التي يتولى رئاستها فايز السراج، وبين قائد الجيش الوطني خليفة حفتر الذي نجحت قواته في السيطرة على معظم الأراضي الليبية، وسط انقسام دولي حول الأزمة، خاصة بعد دخول تركيا إلى المشهد بإعلان تدخلها العسكري في ليبيا، على خلفية الاتفاق الذي وقعته مع حكومة "السراج" ديسمبر الماضي.
بحسب دويتش فيله، دارت أبرز نتائج المؤتمر، الذي لم يحضراه طرفي الصراع، حول التزام الدول المشاركة بعدم إرسال أسلحة إلى ليبيا، وبعدم التدخل في الشأن الليبي، وتشكيل لجنة عسكرية لمراقبة الأوضاع هناك.
إصرار تركي
في المؤتمر الصحفي الذي انعقد، أمس الجمعة، في اسطنبول بحضور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "حفتر" بانتهاك اتفاق إطلاق النار، مؤكدًا على استمرار بلاده في دعم حكومة الوفاق، قائلًا "قمنا بإرسال وفد عسكري إلى ليبيا، وسنستمر في القيام بذلك.. جنودنا هناك للمساعدة في تدريب قوات الوفاق الوطني".
كان الرئيس التركي، الداعم لحكومة "السراج"، نفى، بعد يوم واحد من انعقاد المؤتمر، إرسال قوات تركية إلى ليبيا، مؤكدًا أن بلاده قامت فقط بإرسال مدربين، على خلفية الاتفاق الذي وقعه مع "السراج" بشأن التعاون الأمني.
كان عدد من وسائل الإعلام، بينها الجارديان البريطانية، نقلت إرسال "أنقرة" مجموعات من المرتزقة القادمين من سوريا إلى الأراضي الليبية
محاولات أوروبية
رأت المستشارة الألمانية، في تصريحاتها أمس الخميس، أن القتال الدائر في ليبيا انحسر بعد مؤتمري "برلين" والاتفاق الذي أبرمته كل من تركيا وروسيا.
كما أن الدول الأوروبية، الذي عانت من الصراع الفرنسي الإيطالي في ليبيا، كان لها نصيب أيضًا من الإجراءات التي تلت المؤتمر فأعلن، على لسان مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي أكد موافقة الاتحاد على تعديل تفاصيل المهمة الخاصة بالعملية البحرية "صوفيا" لتصبح قادرة على مراقبة حظر الأسلحة في ليبيا.
صراع في طرابلس
استمر الصراع بين طرفي النزاع حول العاصمة الليبية طرابلس، بعد إسقاط الجيش الوطني الليبي لطائرة تركية في الجنوب، كما أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، الأربعاء الماضي، بتطبيق الحظر الجوي على العاصمة، مهددًا بإسقاط جميع الطائرات المحلقة سواء كانت مدنية أو عسكرية، قائلًا، في تصريحات نقلها موقع فرانس 24، أن مطار معيتيقة أصبح محطة لاستقبال المقاتلين القادمين من تركيا، غير أن الحكومة الليبية أعلنت بعدها إعادة فتحه.
يقول الخبير العسكري المصري اللواء عبد الرافع درويش، في حديث ل تحيا مصر، إن القتال تراجع نسبيًا بعد المؤتمر، ولكن هناك عدد من "الاختراقات التي يقوم بها ميلشيات السراج، والمقاتلين الذين قدموا من سوريا"، متهمًا الرئيس التركي بإرسال 5000 مقاتل تركي بعد مؤتمر "برلين"، واصفًا إياه بأنه لا يحترم قرارات المؤتمر، ولن يتنازل عن مشروعه التوسعي.
وفيما يخص فرض الحظر الجوي، أضاف "درويش" أن فرض هذا الحظر يحتاج إلى قوات جوية كثيفة، كما أن من السهل اختراقه، مضيفًا أن موقف دول الجوار الليبي أجبر "أردوغان" على عدم استخدام الطريق البحري في الصراع، ولذلك يلجأ إلى الطرق البرية.