عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

جلسة الاستجواب الاستثنائية.. عبدالعال يقود البرلمان إلى مكاسب تاريخية.. طمأن الشارع .. أقلق الحكومة .. واختبر براعة الأمانة العامة.. المستشار محمود فوزى أثبت انه قائد لأوركسترا لم يصدر عنها نشاز واحد

جلسة البرلمان خلال
جلسة البرلمان خلال مناقشة الاستجواب ضد وزيرة الصحة

قاد رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال نوابه خلال أحد أهم الجلسات البرلمانية على مدار عقود كاملة، حيث استجواب طاحن لأحد وزراء الحكومة، تضمن سجال قوي ونقاش ثري تحت قبة البرلمان، خرج منه الجميع بمجموعة من الدروس الهامة في تلك المرحلة.

رئيس البرلمان الذي اعتاد منه الجميع على توجيه الرسائل الفعالة ذات المغزى الواضح، أكد لكامل التشكيل الحكومي الحالي أن المجلس "إذا أراد فعل"، لكننا نحرص على مساندتكم، ومساعدتكم على الوقوف على أرضية صلبة بهدف أوحد وهو "استقرار الوطن"، ووصول المركب إلى بر أمان وازدهار.

وشهد جميع من راقب جلسة البرلمان على مدار ما يزيد على 5 ساعات، لحنكة وبراعة رئيس البرلمان في مجاراة الوتيرة الحادة التي اتخذتها وقائع الجلسة أمس، فضبط الانفعالات، وهذب التصريحات وأثرى النقاش وبين نقاط الغموض الدستوري والقانوني واللائحي في أكثر من موضع.

ضرب رئيس البرلمان النموذج في كيفية الوقوف على مسافة واحدة من جميع الآراء، بداية ممن ساندوا مقدم الاستجواب وتعالت أصواتهم بضرورة الإطاحة بالوزيرة هالة زايد، مرورا بالمطالبين ببقاءها، وصولا إلى نواب المعارضة البرلمانية، الذي أتيح لممثلهم النائب ضياء الدين داوود مساحة كلامية تثبت إلى أي مدى هناك سقف سياسي مرتفع، وصدر لرئيس البرلمان رحب واتسع للجميع.

الصورة التي خرجت عليها جلسة البرلمان التاريخية والمشهودة، حملت بصمات الأمين العام الدؤوب لمجلس النواب، المستشار محمود فوزي، الذي كان بمثابة قائد لأوركسترا لم يصدر عنها نشاز واحد، لمختلف أمانات وقطاعات البرلمان، التي تولت العرض الصوتي والمرئي وتجهيز الأوراق والمستندات والمراجع المطلوبة، لتحقيق دور قوي معاون للنواب على خروج جلسة عاصفة ومؤثرة بهذا الهدوء والسلاسة في التنفيذ.

أدرك الجميع مدى أهمية الدور الذي تلعبه كتيبة الأمانة العامة للبرلمان، والتي يوجهها فوزي لتنافس في انضباطها وجودة مخرجاتها، أرقى وأعرق برلمانات العالم، فدورة العمل البرلمانية من أمانات المجلس، تثبت أن فوزي "دينامو" يضخ طاقاته في أي موقع يتواجد فيه وأي مهمة تسند إليه .

تكاملت الصورة بأداء احترافي من حزب "مستقبل وطن"، الذي خرجت قياداته بمواقف معلنة منذ البداية لم تتغير في مختلف الظروف، فانحيازهم الواضح من البداية للمواطن بتوجيهات يرسمها الرئيس عبدالفتاح السيسي لكافة مكونات العمل الوطني الحكومي والبرلماني والشعبي، فكانت الهيئة البرلمانية للحزب، حاسمة وحازمة مع الحكومة، بمزيج من التروي وإعلاء المسؤولية وضبط النفس.

عبر نواب الحزب بصراحة شديدة عن ان هناك "قصور فادح" في قطاع الصحة، وأبرزت مداخلات نوابه إلمام شديد بالواقع، وتماس مع مشكلات المصريين في القرى والنجوع، بلا أي انفصال أو ترفع عن الواقع، وهو مارفع من أسهم نواب الحزب في الشارع الذي يدرك بشكل يومي مدى اقتراب نواب الحزب من همومه ومشكلاته الواقعية.
تابع موقع تحيا مصر علي