الأزمة الليبية.. سنوات من المؤتمرات والدماء..تحيا مصر يرصد معاناة طرابلس بعد مرور 10 سنوات من الحرب الأهلية وسيطرة داعش..ومؤتمر برلين طوق النجاة لإنقاذها من قبضة اردوغان
ADVERTISEMENT
يومان فقط يفصلانا عن بدء المؤتمر الدولي الذي تستضيفه العاصمة الألمانية برلين لبحث الأزمة الليبية، التي تصاعدت مؤخرًا بعد انضمام تركيا لقائمة التدخلات الأجنبية في الدولة الليبية، على خلفية الحرب الأهلية التي تعانيها الدولة منذ اندلاع الأحداث في 2011.
كان التدخل الأجنبي بدأ في الأزمة، عندما انطلقت عمليات حلف شمال الأطلسي في مارس 2011، بمشاركة 13 دولة على رأسها الولايات المتحدة للضغط على نظام الرئيس السابق معمر القذافي.
ويرصد "تحيا مصر" أبرز القمم والمؤتمرات الدولية التي شهدها الملف الليبي.
-مؤتمر أصدقاء ليبيا
في الأول من سبتمبر 2011، وبعد انهيار النظام الليبي، شارك وفود 60 دولة في المؤتمر الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس باسم "مؤتمر أصدقاء ليبيا"، لمناقشة مستقبل ليبيا، إذ كان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي هو أول من اعترف رسميًا بالمجلس الانتقالي الليبي.
ووصف موقع "فرانس 24" المؤتمر، آنذاك، بأنه كان بمثابة منصة دولية يخاطب المجلس الانتقالي من خلالها العالم، وأن الرئيس الفرنسي وزعماء العالم حريصون على عدم تكرار الأخطاء التي وقعت في العراق بعد الإطاحة بنظام الرئيس العراقي صدام حسين.
وتمثلت أهم الملفات المطروحة في المؤتمر في كيفية دعم السلطة الانتقالية في ليبيا، وإعادة إعمار الدولة.
اتفاق الصخيرات
بعد عودة قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر إلى المشهد، علاوة على انتشار قوات الميلشيات المسلحة وتنظيم داعش، اختارت الأمم المتحدة الدبلوماسي الأسباني برناردينو ليون مبعوثًا إلى ليبيا، ليبدأ سلسلة من الاجتماعات في مدينة الصخيرات المغربية، إلا إنه استقال من مهمته بعد فشله في الوصول إلى اتفاق.
غير أن خلفه الألماني مارتن كوبلر نجح، في 17 ديسمبر 2015، في إبرام اتفاق بين أعضاء من البرلمان عرف ب"اتفاق الصخيرات" نص على تولية فايز السراج منصب رئيس الحكومة الليبية لمدة لا تزيد عن عامين، وهي الحكومة التي يدعمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عسكريًا، ويواجهها "حفتر" الذي اعتبر ، في تصريحات سابقة له، أن هذا الاتفاق "انتهت صلاحيته".
مؤتمر باريس
في مايو 2018، شارك كل من "حفتر" و"السراج" ورئيسا برلماني ليبيا في المؤتمر الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس، والذي انتهى إلى الاتفاق على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، في العاشر من ديسمبر من العام ذاته، وهو السيناريو الذي لم يتحقق، والذي وصفته صحيفة الجارديان البريطانية، آنذاك، إن الخطة التي تم التوصل إليها "خطة طموحة، وربما غير واقعية".
كان المشاركون تعهدوا أيضًا بإرساء الأسس الدستورية والقانونية اللازمة لإجراء الانتخابات، بحلول سبتمبر 2018.
مؤتمر باليرمو
عادت الدعوة إلى إجراء انتخابات في ليبيا مع انعقاد المؤتمر الذي انعقد في مدينة "باليرمو" الإيطالية، والذي شارك فيه طرفي النزاع الرئيسين "حفتر" و"السراج"، وعدد من الدول من ضمنها، مصر، وتونس، والجزائر، وفرنسا، وروسيا، كان أبرز ما جاء في المؤتمر، الدعوة إلى نشر القوات الرسمية، ووقف إطلاق النار، وتجريد الميلشيات العسكرية من أسلحتها.
وظهرت ملامح الانقسام الليبي في عدم حضور "حفتر" الاجتماع الرئيسي، مكتفيًا بعقد مباحثات على هامش المؤتمر، كان أبرزها مباحثاته مع "السراج"، كما شهد انسحاب تركيا من المؤتمر، متهمة بعض المشاركين بالعمل "لمصالحهم الخاصة".
ويأتي مؤتمر "برلين" بعد إعلان "أردوغان" إرسال قواته لليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني التي أعلنت قواتها تصديها لأي هجوم من الجيش الليبي على العاصمة طرابلس، وذلك بعد توقيعها لاتفاق مع "أنقرة" الشهر الماضي.