محمد الباز .. أيقونة صحفية وإعلامية يسير "النجاح" في ظلها
ADVERTISEMENT
الدكتور محمد الباز هو أيقونة إعلامية مهنية صعدت بفضل خبرات علمية وعملية، حققت معادلة صعبة مكنته من تحقيق نجاحات متتالية في أوقات قياسية.
الخلفية الأكاديمية:
عند النظر إلى العاملين في المجال الصحفي والإعلامي حاليا، وبإجراء تقسيم بسيط، سنجد أنهم بين ثلاثة أجيال، الأصغر والأوسط منهم، تعامل مع الدكتور الباز سواء بشكل مباشر أو استفاد منه بشكل غير مباشر، فالرجل معروف جيدا لدفعات متتالية من أنجح وأمهر العقول الشبابية المصرية، فهو واجهة مشرفة لكلية الإعلام بجامعة القاهرة العريقة منذ سنوات طويلة، وأحد علمائها الأجلاء، الذي دوماً ماكان يُنظر إليه كنموذج طالما رغب الطلاب في أن يصبحوا عليه.
"الباز" في ثوبه الأكاديمي، كان يملك شخصية كاريزمية أثرت في كل من تلقى علي يديه مبادئ الصحافة، لم تكن محاضراته من النوعية التي يعزف عنها الطلاب، وإنما العكس تماما، حيث كان الجميع يترقبها ومن درس بكلية الإعلام يعرف جيدا أن الجميع كان يعمل "ألف حساب"، لمادة يدرسها محمد الباز، أو اختبار أشرف على وضعه شخصيا، وليس الأمر على مستوى القاعدة الطلابية العريضة التي كانت تنظر للباز بفخر وإعجاب بالغين، وإنما على مستوى أعضاء هيئة التدريس.
العلاقة التي كانت تجمع الباز بزملاءه في الوسط الأكاديمي، كانت تنبأ بما سيكون عليه مستقبلا، من حيث ذات الإجلال والتقدير الذي كان يلاقيه من زملاءه ومن هم أقدم منه سنا، وتجلى ذلك في عديد من المرات التي كانت تُشيد به وتسرد في حقه مزايا فريدة، أستاذة الصحافة المخضرمة عواطف عبد الرحمن، أحد أبرز الوجوه التاريخية لكلية الإعلام، حتى أنها كانت المشرفة على مشروع حصوله على رسالة الدكتوراة.
الجرأة الصحفية:
حينما كنت تجلس في هدوء لتبحث عما كان يميز الباز خلال مسيرته الصحفية الطويلة والزاخرة بالنجاحات والمشاكسات الصحفية، ستصل فورا إلى أنها "جرأته" التي كانت جزءا مميزا في موهبته الصحفية الواضحة، فالباز لم يكن يهاب أن يدخل أية معركة صحفية ويديرها باقتدار ويظفر بها في النهاية، مهما كانت الأسماء التي يجابهها أو ينال منها بالبحث والتقصي والتحليل، وله في هذه المسألة باع طويل، واقترن إسمه مبكرا بأسماء ورموز دينية وسياسية كبرى، كان الباز مشهودا له بالجرأة في تناول ملفات تخصهم.
وعند البحث عن أسباب تراجع أي مجال صحفي أو إعلامي في أي بلد أو سياق، سترجع السبب فورا لغياب الكوادر الصحفية التي تتمتع بالجرأة والإقدام، والقدرة على الاشتباك الصحفي بمهارة للخروج بـ"قصة صحفية" مميزة، ولذلك ساعد الباز طوال مسيرته، أنه كان يملك مخالب وأنياب صحفية لم يعطلها ولو لمرة واحدة، كان جريئا في قول الحق، وقتما كانت هناك أسماء كبرى تتوارى خوفا أو قلقا من التعرض لمسؤول أو شخصية ما.
الخبرة العملية:
مثلما أشرنا في السابق إلى الخبرة العلمية التي يتمتع بها الباز وساهمت في زيادة الثقل الذي يتمتع به في الوسط الإعلامي والصحفي، فعند النظر إلى المسيرة المهنية الطويلة التي خاضها، لاتملك إلا أن تشعر بأهمية وجود شخصية مثل "محمد الباز" في مشهدنا الإعلامي والصحفي، فالباز الذي لمع إسمه مع تجارب صحفية كانت صاعدة في سنوات ما قبل ثورة الـ25 من يناير، فالرجل لم يشق طريقه بمعاونة أحد أو بأظافر ناعمة، وإنما واصل مسيرة من الكد والمجهود الصحفي، حتى استطاع في سنوات قليلة أن يصل إلى أن يكون رئيسا للتحرير التنفيذي بجريدة البوابة، ثم انتقل بعدها رئيسا إدارة وتحرير مؤسسة الدستور للصحافة والنشر والتوزيع.
والباز أحد الشخصيات التي تتمتع بمواهب متنوعة، وقدرة على إنجاز أكثر من عمل في آن واحد، فكان أستاذا في كلية الإعلام، وأحد أركان أكثر من تجربة صحفية كبرى، وفي ذات الوقت صاحب إسهامات تنويرية عبر عدة مؤلفات دسمة دأب الرجل على إنتاجها، فله مؤلفات عديدة، من بينها: إسلاميات كاتب مسيحي (2010)، والإسلام المصري (2005)، وحدائق المتعة (2006)، وملوك وصعاليك (2011)، والعقرب السام (2012)، ورهبان وقتله (2018)، الصادر عن دار بتانة.
مرحلة النجاح المبهر:
وصل الباز حاليا على قمة ثلاثة من أكبر وأنجح الكيانات الصحفية والتجارب الإلكترونية الواعدة في الإعلام المصري حاليا "الوطن-الدستور-مبتدأ"، ولم يكن ذلك كما ذكرنا من خلال بوابة سهلة أو من قبيل الصدفة، وإنما بمسيرة طويلة متميزة من النجاحات على مستويات قلما استطاع أحدهم أن ينجح في تخصص واحد فيها، لتأتي خطوات الباز الجديدة، وسط ارتفاع مستحق في بورصة توقعات نجاح مبهر لأي مؤسسة أو كيان صحفي يكون إسمه مقترنا بـ"الدكتور محمد الباز".