عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

أشرف عبد الشافي يكتب عن محمد الباز: «شقيان وخدها فحت وردم»

محمد الباز
محمد الباز

انفرد موقع تحيا مصر، بخبر تولي الدكتور محمد الباز، منصب مرموق خلال الأيام المقبلة، ومنذ الإعلان عن الخبر أثيرت حالة من الجدل بين مؤيد ومعارض وحاقد، واستكمالا لذلك ينشر "تحيا مصر" شهادة الكاتب الصحفي أشرف عبدالشافي، عن محمد الباز، من واقع تجربة صحفية، تحيا مصر تنقل ما كتبه عبد الشافى عن الباز، فى هذه السطور:

"أنا قلت ده مجنون، جرنان يومي إيه اللى يطلع فى 4 أيام؟، كان هذا هو اللقاء الأول بينى وبين محمد الباز فى يناير 2017 فى 15 ش رستم بجاردن سيتى حيث مقر صحيفة الدستور كما تركها الأستاذ رضا إداوار على عروشها، مكان مقبض ومظلم وبلا مكاتب أو حتى حمامات.. ومحمد الباز بيقولى هنطلع بعد 4 أيام ؟!".

وأضاف: "بس يا عم وطلعنا فعلا بعد أربع أيام!! ومن دون أعداد تجريبية ولا يحزنون وبدون مكاتب أو حمامات حتى، من وقتها عرفت محمد الباز جيدا فتلك أول تجربة عمل بعد صداقة طويلة تخللتها لقاءات عابرة، وإن كانت قد تطورت بعد صدور كتاب "فودكا" وإصداره لكتابه المهم فى تأريخ المهنة كهنة المعبد، فقد تشابهت منطلقاتنا فى الكتابة عن الصحافة وكان هو الباقى لي في المهنة بعد أن تم حصاري تماما، فكنت اعتمد عليه فى تبييض وجهي أمام بعض المواهب الصحفية الشابة التى كنتُ أصادفها وأعجز عن توفير فرصة عمل لهم، فأرفع سماعة التليفون على صديقي محمود الشهاوي لأعرف إن كانت البوابة تحتمل أم لا، حتى لا أضع الباز فى حرج، وكثيراً ما أنصفنى الرجل فى وقت تنكر لىّ فيه الجميع".

وتابع: "بعد صدور الدستور فى ثوبها الجديد وإزالة آثار العدوان وترتيب المكاتب وتشطيب الحمامات، قرر محمد العسيري باعتباره رئيس التحرير الطموح أن يؤسس مدرسة للصحافة تستوعب خريجى كليات الإعلام وتبدأ من سوهاج، وكان على محمد الباز أن يكون متواجداً هناك لتسليم شهادات وأشياء من هذا القبيل، وسافر العسيرى وأنهى الباز الجورنال ولحق به ووصل فى السابعة صباحا تقريبا وتوليت إدارة التحرير فى هذا اليوم، واستيقظت مبكرا جدا فى اليوم التالى فهذا هو الغياب الأول للرجل الذى سيعود مرهقا بلا شك وقد يستريح يوما أو يومين، ولكننى وجدته أمامى متوقداً وفى كامل لياقته الذهنية ليكون بذلك قد ظل مستيقظا أكثر من ثلاثة أيام لم يتوقف خلالها عن العمل والمتابعة!".

واستكمل: "بعد فترة جاء برنامج 90 دقيقة، وكان متوقعاً أن يتغيب محمد قليلاً لإعداد نفسه ذهنيا وشراء كام بدلة على الأقل لزوم الشاشة، كما كان متوقعا أن ينشغل تماما عن الجرنال، مما أحدث ارتباكاً ذهنياً لدى إدارة التحرير كلها، فكيف سيواظب على اجتماع التحرير فى العاشرة صباحا ويواصل العمل حتى الخامسة على أقل تقدير ثم يذهب إلى مدينة الإنتاج الإعلامى ليقدم برنامجه من الثامنة؟!".

وقال: "كل الأسئلة كأنها لم تكن ولم نشعر بأي تغيير من بعيد أو قريب، فالطاقة الذهنية التي منحها الله لهذا الرجل تفوق قدراتي أنا بشكل شخصي، ولم يمر الأمر مرور بالنسبة لإمبراطور كسل مثلي، فقد أدهشني هذا الحضور الدائم والقدرة على العمل بهذا الحب وهذا الشغف الذى فقدته تماما من سنوات، كان محمد الباز يتصل بى أحيانا فى الخامسة صباحا ليأخذ رأيي في الصفحة الأولى التي طرأت على ذهنه وشغلته وتخيلها ولم يحتمل انتظارا للصباح، ربما يكون الدكتور عيد رحيل بطاقم الإخراج ضحايا هذا الرجل الذي لا ينام!".

وأضاف: "لم تنته الدهشة عند حدود برنامج 90 دقيقة فقد جاء برنامج إذاعى ينطلق من مصر الجديدة ويبدأ البث المباشر له فى العاشرة صباحا، هل تظن أن شيئاً تغير؟ دهشتي فقط هى التى زادت عن حدها، ووصلت إلى ذروتها يوم أن رأيت رقمه بعد انتهاء حلقة البرنامج، فتوقعت إنه مرهق وسيطلب منى الاستيقاظ مبكراً كى يستريح بعض الوقت، لكننى وجدته يضحك محمد سلماوى ده غريب جدا يا أخي، محمد سلماوى مين يا محمد الساعة دي بس، مذكراته خلصت نصها وها اجيبها لك بكرة، طيب يا محمد تصبح على خير، الدهشة ليست فى كل ما سبق، ولكن فى الصباح عندما جاء محمد وقد أنهى المذكرات وكتب عنها كمان!
وخدنى على أقرب مستشفى يا جدع!! خلص برنامج الراديو فى مصر الجديدة، ورجع الجرنان وقفل الصفحة الأولى، وطلع على مدينة الإنتاج وقرأ مذكرات تزيد عن 300 صفحة وكتب عنها !! طب واحد زي حالاتي بيكتب المقال في ليلة يعمل إيه قدام الجبروت ده؟ اللهم لا حسد .. ولكن اعتراف بنعمة الكسل".

وأكد: "كنت أظنه يقرأ فى السياسة أكثر، لكنني وجدته يتخطاني فى الروايات كمان؟ يا نهار إسود، فقررنا الرهان على ما لم يقرأ، وما سأقدمه له من مفاجآت لم يسمع عنها، وفى معظم المرات وليس جميعها كان يأخذنى إلى مكتبته ويقدم لى نسخة أو نسختين من الكتاب اللى كان مفاجأة!".

وتابع: "دي لمحة سريعة عن هذا الدؤوب المثقف الذي فوجئت بأن البعض يستكثر عليه منصبه الجديد، لأنه نفسه يستكثر ذلك على نفسه ،فقد الذى عملت معه لمدة عامين كاملين من أمتع وأجمل مراحل العمل الصحفى فى حياتي، ومسيرى اكتب عنها إن كان فى العمر بقية ، لكن حبيت بس أقدم شهادة قصيرة جدا عن محمد الباز اللى خدها فحت وردم سنوات مرمطة وكفاح جعلته شريكا فى صناعة عددا كبيرا من التجارب الصحفية الفاشلة والناجحة أيضا ،فهو لا يخجل مما فشل فيه ولا يخجل من خطاياه بل يكتبها بشكل دائم ويعترف بها علنا ،شخص عادى جدا وطبيعى جدا ومزعج جدا .. اختلف معاه .. قطع شرايينه زى ما أنت عايز .. بس بلاش تستكتر على الشقيان يحصد عرق السنين من حلال ومن موقع واضح ومحدد".
تابع موقع تحيا مصر علي