أردوغان "سجان الصحفيين".. الرئيس التركي رفع 1845 دعوى قضائية بتهمة إهانته.. حرم 80% من الأقليات من التعبير عن آرائهم.. ويتهم دول أوروبا بالتعصب
ADVERTISEMENT
في تركيا التي يحكمها حزب العدالة والتنمية منذ 2002، يلفت بوراك بيكديل، صحفي تركي بارز، وكاتب رأي لدى معهد غيت ستون للسياسة الدولية، لعدم استطاعة 80% من أقليات البلاد التعبير عن آرائهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول 35% من هؤلاء أنهم يتعرضون لخطاب الكراهية عبر نفس المواقع.
ومنذ انتخابه رئيساً في أغسطس 2014، وحتى أبريل 2016، رفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دعاوى ضد 1845 شخصاً بسبب إهانتهم لشخصه، ما جعله يفوز بلقب "أكثر رؤساء العالم تعرضاً للإهانة".
وكان أردوغان قال عن أوروبا الغربية إن "التعصب ينتشر في أركانها كالطاعون"، وعن بيلاروسيا، التي تصفها دول غربية بأنها ديكتاتورية، قال إنها "بلد تعيش فيها جاليات من مختلف الجذور بسلام".
سجان الصحفيين
وحسب كاتب المقال، عندما اعتبرت تركيا، رسمياً، أكبر سجان للصحفيين في العالم، تقدم إسلاميون من حزب أردوغان بمشروع قانون لإطلاق سراح 3000 رجل تزوجوا من قاصرات، بمن فيهم رجال اغتصبوهن.
ويلفت الكاتب لما جرى في ديسمبر 2016، عندما احتفل "آلبيرين"، تنظيم عنيف للشباب يدعم أردوغان بحماسة، بأعياد الميلاد ورأس السنة في تركيا عبر الامساك برجل ارتدى ملابس بابا نويل تحت تهديد السلاح. وصدرت صحيفة إسلامية( موالية أيضاً لأردوغان) تحت عنوان: "هذا هو إنذارنا الأخير، لا تحتفلوا".
وكما يشير الكاتب، اعتقلت شرطة أردوغان، في 2017، أفراداً تابعين لمنظمة ليبرالية، واتهمتهم بالإرهاب لمجرد أنهم رفعوا لوحة كتب عليها: "يحيا نوري وسميح"، مدرسان أضربا عن الطعام احتجاجاً على صرفهما من العمل دون مسوغ قانوني.
وفي هذا السياق، يرى الكاتب أن تركيا في عهد أردوغان ربما أصبحت أول دولة في العالم يعد فيها "عدم تمني الموت لأحدهم" جريمة كبرى. وعام 2017 أيضاً، قرر وزير التعليم التركي، عصمت يلمظ، إسقاط" نظرية التطور" من المنهج التعليمي التركي في المدارس، وإضافة مفهوم "الجهاد" كجزء من القانون الإسلامي.
وحسب كاتب المقال، وصل الجنون إلى مستوى جديد. فقد انتقد ياسر يلدريم، نائب زعيم حزب قومي متطرف، أشد حليف لأردوغان في البرلمان، المعارضة التركية بسبب "محاولتها قلب نظام حكم الرجل الواحد، واستبداله بالديمقراطية". وقال: "هذا بالضبط ما تسعى المعارضة إليه. ويجب أن لا نسمح لهذا أن يحدث". ولم تكن تلك زلة لسان، حيث لم ينف يلدريم قوله، أو أن ذلك ما أراد قوله.
حرب سياسة وجودية
ويلفت كاتب المقال لتحويل أردوغان وشركائه القوميين المتطرفين انتخابات بلدية بسيطة إلى حرب سياسية وجودية. ودأبوا على التأكيد أن انتخابات يوم 31 مارس كانت قضية "إنقاذ وطني" لتركيا.
ولكن منذ ليلة الهزيمة في الانتخابات، يبذل أردوغان قصارى جهده لاحتواء الضرر ورفع معنويات أنصار حزبه. وقال" جئنا في المرتبة الأولى، وما زال لدى تحالفنا (مع متطرفين قوميين) أكثر من 50% من الدعم". ولكنه بدا متوتراً لأنه، في ظل إدارة جديدة، قد تبرز وثائق محرجة بعد حكم إسلامي دام في اسطنبول (أو في أنقره) 25 عاماً.
وهن المعادن
وبرزت عدة تفسيرات لهزيمة أردوغان في الانتخابات الأخيرة، حيث أُرجعت إلى عدة عوامل. ولكن هناك عامل محدد حذر منه أردوغان فور فوزه في السباق الرئاسي في 2018، عندما نبه إدارة حزبه إلى ما وصفه ب"وهن المعادن"، أو تأكسدها.
ويرى الكاتب أن أردوغان كان محقاً في ظنه. ولكن لم يتنبه إلى أن أحد أسباب ذلك "الوهن المعدني" يعود لاستبداده.
وحسب الكاتب، يدرك الرئيس التركي الذي تزامنت شعبيته السياسية مع معدلات نمو قياسية، أن مستقبله السياسي يعتمد إلى حد بعيد على أداء الاقتصاد. وكما قال مصرفي دولي طلب عدم ذكر اسمه: "جلبت إدارة اقتصادية سيئة أردوغان إلى الحكم، وقد تحرمه أيضاً من السلطة".