لماذا دخل موكب السيسي خيمة منصوبة على باب "بلير هاوس"؟.. الفندق يدل على مكانة الضيف العالية.. أوباما استخدم الخيمة في زياراته للدول الحليفة.. أردوغان لجأ إليها في زيارته لواشنطن.. وهذه ميزاتها
ADVERTISEMENT
عندما وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في مستهل زيارة رسمية، أثير جدل حول فيديو وصول الموكب الرئاسي إلى منزل "بلير هاوس" حيث دخل الموكب إلى خيمة منصوبة على باب الفندق الذي نزل به قبل أن يغلق مرافقوه الخيمة بشكل كامل، في مشهد أثار التساؤلات.
تكهن كثيرون بادعاءات بينها أن يكون ذلك لدواع أمنية أو لإخفاء مرافقين لا يريد الرئيس إظهارهم، غير أن نصب خيمة أمام مدخل "بلير هاوس" أمر عادي، فقد سبق وأقيمت خيم أمامه في استقبال عدد من الزعماء والقادة لعل من أبرزها استضافته للرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما قبل تنصيبه رسميا بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية، العام 2009، وفقا لشبكة "سي.إن.إن" الامريكية.
ووفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن دعوة أي رئيس أو قائد دولة للنزول والمكوث في "بلير هاوس" يعبّر عن منزلة عالية للضيف وشرف له، باعتبار تاريخ المنزل الذي بني العام 1824 واستضاف العديد من المراسم المهمة.
بلير هاوس هو منزل وقصر تاريخي ملحق بالبيت الأبيض مقر الرئاسة الأمريكي، ويطلق على بلير هاوس قصر الضيافة الرئاسي، والمنزل يستضيف كبار ضيوف الولايات المتحدة، كما يستضيف هو وما يلحقه من منازل تاريخية أُسر رؤساء أمريكا.
ويقول أحمد محارم، المحلل السياسي ومنسق العلاقات بالنادي العربي بالأمم المتحدة، أن تلك الزيارة مختلفة عن الزيارات السابقة للرئيس السيسي للولايات المتحدة من حيث التوقيت، إضافة إلى أن إقامة السيسي هذه المرة في قصر بلير هاوس القريب جدا من البيت الأبيض، مما يعد قمة في استضافة الرئيس الأمريكي لرئيس أكبر دولة عربية في الشرق الأوسط.
يرجع تاريخ قصر بلير هاوس إلى عام 1837، وكان مملوكا لعائلة الصحفي فرانسيس بلير صديق الرئيس أندرو جاكسون، وقد اشتراه من جوزيف لفيل الجراح العام، الذي بناه عام 1824.
ومن عائلة بلير، اشترته الحكومة الاتحادية الأمريكية عام 1942، وضمته للبيت الأبيض، وفي عام 1943 اشترت الحكومة مبني ومنزل بلير لي، وفي الستينيات من القرن الماضي اشترت الحكومة منزلين آخرين، ليتكون هذا المجمع الملحق بالبيت الأبيض من أربع مباني تاريخية.
يتكون المنزل من 119 غرفة تاريخية، وأثاث أثري تاريخي. يضم لوح وقطع فنية تاريخية وفريدة، وبه مرايا منحوته، وعلى الجدران أفخر أنواع أوراق الحائط المغطاة بالزهور، وهو عبارة عن متحف تاريخي مذهل.
أما فكرة الخيمة فليست غريبة، إذ كان يلجأ إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما عندما يسافر إلى الدول الحليفة، ليبدأ مساعدوه على عجل في تجهيز "خيمة السرية"، المصنوعة من مادة معتمة لا تظهر ما بداخلها وتحتوي على أجهزة تشويش حتى لا يُعلم ما يجري بداخلها، في إحدى الغرف المجاورة لجناحه في الفندق الذي ينزل فيه.
وعندما يحتاج الرئيس إلى قراءة وثيقة غاية في السرية أو إجراء محادثة حساسة، يدلف إلى تلك الخيمة التي توفر له درعا واقيا من كاميرات التصوير وأجهزة التنصت السرية.
وقد سبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن استخدم الخيمة لدى وصوله إلى واشنطن في العام 2017، وقد كتب مغردون على تويتر أن ذلك لم يحدث مع زعماء آخرين منهم الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الياباني سينزو آبي.
وهناك صورة للرئيس أوباما وهو يتحدث عبر الهاتف في خيمة نصبت فوق سجاد الفندق خلال زيارته للبرازيل وذلك خلال حادثة الهجوم على مركز الاستخبارات الأمريكية في لبيبا ومقتل السفير الأمريكي هناك وقتها.
وكان أوباما يعتمد على هذه الخيمة وتسمى "سكيف" SCIF لمنع تسرب الاتصالات والتشويش، وتلبي الخيمة كامل الشروط الأمنية لتجنب اعتراض الاتصالات. وقد صممت لتأمين مناقشات تتمتع بسرية تامة لما يعرض من وثائق أوعلى شاشة كمبيوتر أو أي جهاز إلكتروني.
تمنع الخيمة دخول أو خروج أي انبعاثات والإشارات الإلكترونية من أجهزة الاتصالات والأجهزة الالكترونية ولا تسمح بمرور شيء سوى إشارات الاتصالات المشفرة عبر خط هاتفي مؤمن عبر الأقمار الاصطناعية. ورغم أن تفاصيل الحماية الدقيقة للخيمة هي معلومات تحيطها سرية تامة إلا أن بعض المعلومات العامة عنها تشير إلى أنها عازلة للصوت بنظام منع الاختراقات الالكترونية.
وقريب من ذلك وإن لم يكن لأغراض منع التجسس، أن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي كان يحرص على نصب خيمة في الدول التي يسافر إليها في زيارات رسمية، على غرار إيطاليا وفرنسا وروسيا، بينما فشل في نصبها خلال زيارته إلى نيويورك عام 2009 أثناء مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما رفضت السلطات الأميركية تمكينه من مكان في حديقة "سنترال بارك" بمنطقة منهاتن.
ومع ذلك، يعترف رجال المخابرات الأمريكية بعدم وجود أي شيء محصن بالمطلق ضد خطر التصنت بما في ذلك الخيمة الرئاسية ودائما هناك شخصا ما يسمعك أو يقرأ ما تكتبه.