عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

وزير خارجية فرنسا يزور القاهرة لإنقاذ اتفاق باريس حول الأزمة الليبية

تحيا مصر

من المقرّر أن يصل وزير الخارجية الفرنسي، جون إيف لودريان، يوم الخميس المقبل، إلى العاصمة المصرية، القاهرة، في إطار زيارة تدوم ثلاثة أيام، و تشمل أيضًا كلًا من قبرص واليونان، و تهدف إلى إنقاذ اتفاق باريس حول الأزمة الليبية.

وأعلنت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، أن لودريان سيجري مباحثات بالقاهرة مع وزير الخارجية سامح شكري؛ لبحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي يأتي على رأسها الملف الليبي وجهود تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في هذا البلد، قبل نهاية العام الحالي.

وأكد مراقبون و متابعون، أن الوزير الفرنسي سيبحث خلال هذه الزيارة عدّة ملفات، على غرار الأزمة السورية و عملية السلام في الشرق الأوسط، لكن الملف الليبي سيكون محورها الرئيسي.

ورأى أحمد حجاجي، الخبير المختص في الشأن الليبي، أن الوزير الفرنسي يسعى من خلال هذه الزيارة إلى الحصول على دعم مصري واسع؛ لإنقاذ اتفاق باريس الأخير حول الأزمة الليبية، و العمل على توفير الظروف الملائمة؛ لإجراء الانتخابات البرلمانية و الرئاسية الليبية، في كانون الأوّل/ديسمبر المقبل.

وأضاف أن فرنسا أصبحت تخشى من احتمال انهيار اتفاق باريس، الذي لا يزال يرافقه جدل واسع من القيادات الليبية التي لا يخفي بعضها تحفظه على بنوده، لا سيما فيما يتعلق بموعد الانتخابات البرلمانية و الرئاسية.

من جانبه، اعتبر الباحث سفيان السعيدي في تصريح لـ “إرم نيوز”، أن عدّة معوقات تواجه عملية تنفيذ اتفاق باريس، خصوصًا من طرف تيارات فاعلة على الأرض تم تجاهلها وتغييبها عن الاتفاق.

وكانت ميليشيات مسلحة في الغرب الليبي، أعلنت في الآونة الأخيرة، عن تحفظها تجاه اتفاق باريس ورفضها لمضمونه، حيث اعتبر رئيس المجلس العسكري في مصراتة العميد إبراهيم بن رجب، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في باريس بشأن ليبيا “لا قيمة له؛ لأنه لم يتم توقيعه”.

ولم توقّع الأطراف الليبية على الإعلان السياسي، واكتفت بالالتزام ببنوده شفويًا؛ وذلك رغبة منها في التشاور مع قواعدها في ليبيا، قبل التوقيع على نص مكتوب، يدخل ضمن صلاحيات مجلس النواب ومجلس الدولة في ليبيا.

وفي هذا السياق، قال الخبير خالد بن عمر، إن فرنسا شعرت أن هناك فرقًا شاسعًا بين ما تم في باريس، في نهاية شهر مايو الماضي، بخصوص جمع القيادات الليبية الأربعة في المؤتمر الذي احتضنته باريس، و بين الواقع على الأرض في ليبيا، مرجّحًا أن يكون هدف زيارة الوزير الفرنسي إلى القاهرة مطالبتها بالضغط على بعض الأطراف الليبية؛ للالتزام بنتائج الاتفاق.

وأوضح الخبير التونسي، أن هذا الاتفاق لا يزال يصطدم بتعنّت الميليشيات المسلّحة، خاصة في العاصمة طرابلس ومدينة مصراتة، وبعضها موال لحكومة الوفاق الوطني الليبية، لافتًا إلى أنه كان متفائلًا أكثر من اللازم في ظل الانقسامات العميقة التي تضرب ليبيا، والانتشار الكبير للميليشيات المسلحة.

وكان القادة الليبيون قد اتفقوا، في 29 مايو الماضي، في باريس، على وضع إطار قانوني لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية، في كانون الأوّل/ديسمبر المقبل، وذلك في إطار اتفاق رعاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ لتحقيق الاستقرار في ليبيا، ووقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا من شواطئها.
تابع موقع تحيا مصر علي