قطر تتخوف من تقارب إثيوبيا والصومال.. سعي الدولتين لجذب الاستثمار الأجنبي إليهما يجلب الهدوء لدول القرن الأفريقي.. ينهي دور الدوحة في السيطرة وفرض النفوذ ودعم الإرهابيين.. ومقديشو والإمارات تتصالحان
ADVERTISEMENT
عكست تغطية الإعلام القطري للتقارب الجديد الحاصل بين أثيوبيا والصومال حالة من القلق لدى الدوحة من هذا التحول الذي قد يخفف التوترات في منطقة القرن الإفريقي.
وزار رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد الصومال حيث أعلن الجانبان عن خطط للاستثمار المشترك في أربعة موانئ على البحر الأحمر لجذب الاستثمار الأجنبي إلى بلديهما في أحدث خطوة للاستفادة من الموانئ المطلة على واحد من الممرات المائية الاستراتيجية في العالم.
وعشية زيارة أبي للصومال تعهدت الإمارات العربية بتقديم ثلاثة مليارات دولار لإثيوبيا مساعدات واستثمارات في تأييد كبير للقيادة الجديدة في إثيوبيا.
ويقول محللون إنه على مدى العقدين الماضيين، كانت قطر تستثمر التوترات في منطقة القرن الأفريقي لخلق ألعاب دبلوماسية من خلال وضع نفسها كمنسق نشط ووسيط بين دول المنطقة والحركات الإسلامية المتطرفة التي استثمرت الدوحة في دعمها ووفرت لها الملاذ الآمن والأموال و الإعلام لكسب النفوذ بالتعاون مع هذه الجماعات.
ومن أبرز الشخصيات التي منحتها قطر الملاذ الآمن، محمد سعيد أتم القيادي في حركة الشباب المتطرفة كما توسطت قطر بين الحكومة الصومالية، والمتشدد حسن طاهر أويس بتسليم نفسه مقابل الحصول على الأمان، وعدم محاكمته بجرائم حرب.
كما أن قناة الجزيرة القطرية تروج لحركة الشباب الصومالية بإجراء المقابلات مع قياداتها في مناطقهم وهو ما أثار علامات استفهام كبيرة في الصومال، وسط إجماع المتابعين على أن وصول مراسلي القناة القطرية إلى مناطق سيطرة حركة الشباب بكل سهولة وارتياح يدل على الارتباط القطري بحركة الشباب وترويج أفكارها المتطرفة تحت ستار حرية الإعلام.
ويؤمن الأستاذ الجامعي الصومالي بشير عبدالقادر في حديث لـ”إرم نيوز” الإماراتي بإمكانية نجاح مساعي أبي أحمد لنزع فتيل خلاف بين الصومال والإمارات في إطار سعيه لتحقيق سياسة صفر مشاكل في منطقة القرن الأفريقي.
وهذا ما يفسر في نظر عبدالقادر بروز مخاوف قطرية من الاتفاق الصومالي الإثيوبي الجديد، و مساعي أبي أحمد في تقريب وجهات النظر بين جيبوتي والصومال إريتريا و الإمارات وبالتالي وضع حد للتوترات في القرن الإفريقي.
ومن جهته يرى الصحفي الصومالي علي محمد لكيمان أن “الاستقرار السياسي والاقتصادي يخدم الجميع، وهو الأساس الذي يبنى عليه الأمن والتنمية والتعاون بين الدول، وتحرص دولة الإمارات وإثيوبيا على توسيع أفق التعاون بين بلدان منطقة القرن الأفريقي، والحد من التوترات الإقليمية، بدءا من تصفية المنطقة من التيارات المشبوهة، والسعي قدما نحو بناء منطقة القرن الإفريقي الجديدة ، مما يزيد القلق القطري من خسارة الجماعات المتطرفة المتحالفة مع الدوحة وتقارب إثيوبيا والحكومة الفيدرالية في الصومال”.