هل تهزم المعارضة التركية أردوغان؟.. دعوة الرئيس لانتخابات مبكرة دليل على تلاشي براعته السياسية.. توقعات بفشله بالإحتفاظ بغالبية برلمانية.. كاتبان تركيان يؤكدان خوفه على شعبيته بسبب الاقتصاد
ADVERTISEMENT
هل للمعارضة التركية فرصة في هزيمة حزب الرئيس التركي أردوغان في انتخابات يونيو؟
سؤال متداول حالياً في الشارع التركي، وقد حاول الإجابة عنه، في موقع بروكينغز الأمريكي، الكاتبان كمال كيريشجي، مدير مشروع تركيا لدى مركز "توسياد" للأبحاث في السياسة الخارجية، وزميله في المعهد، كوتاي أونايلي اللذان لفتا إلى أنه بعد 15 عاماً من تسلمه السلطة، وخاصة منذ أن سمح له الانقلاب الفاشل في يوليو 2016، بتولي سلطات تنفيذية استثنائية، لم يكن الرئيس التركي قط أشد قوة.
البراعة السياسية لأردوغان تتلاشى
لكن مع دعوة الحزب الحاكم في تركيا، لانتخابات مبكرة ستجرى يوم 24 يونيو الجاري، ظهر أن البراعة السياسية التي سمحت لأردوغان بأن يقرر مسار السياسات التركية بدأت بالتلاشي.
ومع الحاجة لقراءة نتائج استطلاعات الرأي بعناية، يشير عدد منها لاحتمال أن تتقرر نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة في جولة ثانية، وبأن حزب أردوغان سيفشل في الاحتفاظ بغالبية برلمانية. وهذا بدوره سيولد حالة سياسية جديدة كلية سيكون فيها للمعارضة التركية صوت أعلى في صناعة القرار.
تحديات
ويشير كاتبا المقال لآراء عدد من الخبراء الذين قالوا إن قرار تقديم موعد الانتخابات أكثر من 16 شهراً كان خطوة استباقية اتخذها أردوغان ليتجنب احتمال أن يؤثر تدهور الاقتصاد التركي على شعبيته.
ولكن بالإضافة إلى تلك المخاوف الاقتصادية، لم يسبق لأردوغان، منذ توليه السلطة في 2003، أن واجه مثل هذا الكم من مرشحي المعارضة الأقوياء والجادين. ولا يشمل تحالف انتخابي جديد، يطمح لأن يزيح أردوغان عن كرسي الرئاسة، حزب الشعب الجمهوري من يسار الوسط، وحزب الخير من يمين الوسط فحسب، وإنما أيضاً فصيلاً إسلامياً، ممثلاً بحزب السعادة الصغير والنافذ.
هشاشة
ويلفت كاتبا المقال إلى أن مثل تلك الساحة السياسية العريضة هو بالذات ما تمناه أردوغان لتجنب دعوته لانتخابات مبكرة. ولكن تعاون أحزاب أخرى مع مرشحة حزب الخير، ميرال أكشينر، أتاح لها المشاركة في السباق الرئاسي.
وفيما استبعد الحزب الحاكم احتمال أن تتقرر نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا عبر جولة ثانية، قدم أردوغان نفسه مادة خصبة للمعارضة التي سخرت من تصريحاته، وجعلت منها شعارات ساخرة انتشرت عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
نقطة ضعف
وما يثير السخرية، حسب كاتبي المقال، أن حكومة العدالة والتنمية ذاتها هي التي كشفت نقطة ضعف أردوغان.
فعبر إقرار حكومة أنقره تغييراً دستورياً أدى لتركيز السطات التنفيذية في شخص الرئيس، مع إبقاء بعض الحقوق التشريعية وحق الاعتراض على القوانين بيد البرلمان، يبدو أن نواب العدالة والتنمية لم يأخذوا في الاعتبار احتمال أن لا يحصل حزب الرئيس على الأغلبية المطلوبة في البرلمان التركي.
ويختم الكاتبان رأيهما بأنه إذا فقد العدالة والتنمية الغالبية البرلمانية في أول جولة من الانتخابات، سيدخل أردوغان الجولة الثانية، وقد ضعفت بشدة هالته وبراعته في التحكم في السياسات التركية.