عاجل
الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
عمرو الديب

أردوغان يعادي أوروبا والأكراد من أجل الرئاسة.. كون هالينان يؤكد: الرئيس التركي ليس قويًا كما يبدو.. فوزه الضعيف في استفتاء العام الماضي يثير شكوك تزوير الانتخابات المقبلة مع تدهور الوضع الاقتصادي

تحيا مصر

عندما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في 24 يونيو، مقدماً موعدها أكثر من عام، رأى عدد من المحللين، ومنهم كون هالينان، كاتب عمود سياسي في موقع "كاونتر بانش"، أنها كانت خطوة ضرورية لضمان فوزه. فتركيا تعيش حالة طوارئ، وسجن أردوغان أكثر من 50 ألفاً من معارضيه، وسرح 140 ألف موظف، وسجن مرشحاً رئاسياً، وشن هجوماً ضد أكراد سوريا، وهو ما يؤيده معظم الأتراك.

ولكن، حسب كاتب المقال، ليس أردوغان قوياً كما يبدو، والخطوات التي اتخذها لضمان فوزه في الشهر المقبل قد تنعكس ضده على المدى البعيد.

وهناك خطر كبير في انتخابات يونيو المقبل، لأنه بالاعتماد على نتيجة استفتاء العام الماضي، ستنتقل تركيا من نظام برلماني إلى رئاسي تنفيذي. ولكن هامش فوز أردوغان في الاستفتاء على الدستور جاء بفارق ضئيل جداً، وتسود شكوك بحصول عمليات احتيال.

انتخابات مبكرة
من جانب آخر، يرى هالينان أن أردوغان لم يدع لانتخابات مبكرة لأنه قوي، بل لأنه قلق من ادعاء حزبه الحاكم AKP بأنه حقق لتركيا نهضة اقتصادية. لكن الأرقام تشير لارتفاع نسبة البطالة إلى 11٪، و21٪ بين الشباب فقط، وتراكم الديون وارتفاع نسبة التضخم إلى 21٪ في عام 2017، وهو ما ترك أثره على مستويات المعيشة في تركيا.

ويلفت كاتب المقال لاستناد سلطة AKP طوال 16 عاماً من حكمه على رفع دخل معظم الأتراك، ولكن الأجور هبطت أكثر من 2٪ في العام الماضي، وتراجعت قيمة صرف الليرة التركية بمعدل 7.5٪ في الربع الأخير، ما أدى لارتفاع قيمة السلع المستوردة.

إغراءات
ويقول هالينان إن الحكومة استطاعت استرضاء الناس عبر تقديم قروض بفوائد ميسرة، ودعم الاقتصاد بواسطة الإعانات، ومنح مكافآت للمتقاعدين. ولكن الديون ظلت تتراكم، وتقلصت الاستثمارات، خاصةً الأجنبية منها. ويبدو أن الاقتصاد التركي مرشح للانهيار، ويريد أردوغان ضمان رئاسته قبل ذلك.

إنهاك الناخبين
ولتفادي جولة ثانية من الانتخابات، يحتاج أردوغان للحصول على نسبة 50٪ من الأصوات. وتشير معظم استطلاعات الرأي لعدم إمكانية حصوله على تلك النتيجة، وذلك بسبب إنهاك الناخبين من حالة الطوارئ المستمرة. لكن ذلك يعكس أيضاً انصرافاً عن حرب الرئيس ضد الأكراد، محلياً وخارجياً.

يضاف إليه، حسب الكاتب، غض أنقرة الطرف عن عشرات الآلاف من مقاتلي داعش والقاعدة الذين عبروا الحدود التركية لمهاجمة الجيش السوري وأكراد سوريا. ولكن تلك السياسة جاءت بنتائج عكسية. فقد تمكن أكراد دعمتهم قوة جوية أمريكية من إلحاق الهزيمة بالتنظيمين الإرهابيين، ودعم الروس الحكومة السورية.

تنفير
ويلفت هالينان إلى دعم معظم الأتراك الغزو التركي لسوريا، عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات، من أجل محاربة الأكراد هناك. ولكن، لا العمليتينن أدتا إلى تنفير أكراد تركيا، الذين يشكلون ما بين 8 و20٪ من إجمالي سكان تركيا.

ويضاف إليه، حسب كاتب المقال، أغضب أردوغان أيضاً جيران تركيا. فقد توترت العلاقة مع اليونان بسبب جزر صغيرة في بحر إيجه.

أردوغان على خلاف مع عدد من الدول الأوروبية لأنها منعته من الترويج لحملته الانتخابية، في 24 يونيو، بين أوساط جاليات تركية. كما انتقد الناتو لإهانته تركيا، واعتبارها "دولة معادية" من خلال تدريبات أخيرة أجراها الحلف مؤخراً.

استعراض
ولكن، في رأي كاتب المقال، ليست هجمات أردوغان ضد أوروبا سوى لاستعراض قوته، خاصةً لعلمه أن القوميين في بلاده يرغبون بمناكفة الاتحاد الأوروبي والناتو، وأردوغان بحاجة إلى أصواتهم، عوضاً أن تذهب لصالح حزب الخير المشكل حديثاً، أو لحزب السعادة الإسلامي.
تابع موقع تحيا مصر علي