التعاون المصري السعودي يثير رعب اردوغان

كشف تقرير صحفي عن وجود مخاوف تركية من تعاظم دور التحالف المصري السعودي، وتأثيره على المصالح والفوذ التركي في منطقة الشرط الأوسط.
ولفت تقرير نشره موقع (المونيتور) الأمريكي، إلى أنَّ أبرز مخاوف تركيا تتمثل في التحالف الذي تشكل بين القاهرة والرياض وواشنطن في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي ظهر جليا في وسائل الإعلام الموالية للحكومة التركية.
وتشهد العلاقات بين مصر وتركيا توترات شديدة منذ عام 2013.
واستند القرير إلى آراء سياسيين وباحثين في الشان التركي وعد هلال كابلان الباحث السياسي التركي، “أنَّ هذا التحالف يهدف إلى التخلص من النفوذ الإيراني في المنطقة عبر قطر وتركيا”.
وأضاف “كابلان” أنّ الدعم غير المشروط المقدم من تركيا لقطر أزعج الدول العربية، مطالبًا الدوحة بوقف دعم جماعة الإخوان المسلمين وقطع العلاقات مع إيران.
ورأي عثمان كورتورك الدبلوماسي التركي السابق، “إنّ التقلب المتزايد من منطقة الشرق سيشجع على تنامي السياسات التقليدية ضد تركيا”.
واعتبر أنه “يجب على تركيا تحرير نفسها من الاشتباكات الطائفية في المنطقة، والعودة إلى سياستها العلمانية الخارجية السابقة، والتي تمكنها من التحدث مع جميع اللاعبين الإقليميين بالشرق الأوسط بما في ذلك إسرائيل” وأوضح أنه “يمكنها الاضطلاع بهذا الأمر من خلال المساعي الحميدة بين السعودية وإيران”.
وقال موقع المونيتور الأمريكي إن أي دور لأنقرة في هذا الوقت بالشرق الأوسط لن يكون موثوقا فيه، خصوصًا أن تركيا تصر على الوقوف في الجانب الآخر من الدول العربية، فالسياسة العلمانية تعتبر خطا أحمر بالنسبة لحزب العدالة والتنمية الحاكم، والذي يبقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سعيدا بخطابه الإسلامي المتشدد.
وأشار إلى أن هذا التشدد دفع تركيا لقطع العلاقات مع مصر، بعد الإطاحة بالرئيس القادم من جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي من الحكم منتصف عام 2013، ويبدو أن أنقرة غير مستعدة لإصلاح العلاقات، لأن حزب العدالة الحاكم يشعر بالقلق الكبير بعد تصدع قاعدته في العالم العربي خصوصًا في مصر والسعودية.
وأكد الموقع الأمريكي أن تركيا تخلت عن الكثير من خياراتها بسبب حزب العدالة والتنمية الحاكم وتوجهاته التي لا تتلائم مع توجهات دول الشرق الأوسط حاليًا، فالحزب “استند في سياسته لافتراضات خاطئة بأن تركيا ستقود العالم الإسلامي، وهذا لم يحدث وتصدت له السعودية”.
وأشار التقرير إلى أن التغييرات التي شهدتها السعودية، إلى جانب استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري؛ أشعل الحرب بين إيران والمملكة من جديد، كما أن تعميق أمريكا وروسيا وجودهما في العراق وسوريا يضاعف من مخاوف تركيا.