الإخوان والدولة.. ثنائية «التعنت والاعتذار» تجهض مبادرات عامين
ADVERTISEMENT
منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسى فى ثورة 30 يونيو، ودخول تنظيم الإخوان فى مسيرات وعمليات عنف كانت سببا فى القبض على الآلاف من أعضاء وكوادر الجماعة، قدم التنظيم على مدار عامين عدداً من المبادرات للمصالحة مع النظام، إلا أن جميعها قوبل بالرفض الشديد، وعدم الالتفات إليها، فضلا عن عدم التعامل معها.
«المصرى اليوم» ترصد إطلاق التنظيم مبادراته للمصالحة، والتى بدأت فى ميدانى رابعة والنهضة أثناء الاعتصام الشهير وحتى مبادرة يوسف ندا، القيادى الإخوانى بأوروبا.
مبادرات ما قبل فض رابعة:
بدأت أولى المبادرات فى 2 يوليو، أى قبل يوم من إعلان خريطة الطريق، عن طريق تحالف الإخوان المسمى «دعم الشرعية» وشملت البنود إكمال مرسى لفترة رئاسته مقابل إقالة حكومة هشام قنديل وتشكيل لجنة لتعديل المواد الخلافية بدستور 2012، وجاءت المبادرة بعدما تأكد نجاح ثورة 30 يونيو وعزل مرسى نهائيا وتعطيل الدستور، الذى كان قد تم إقراره فى عهد محمد مرسى، غير أن المبادرة رفضت تماما من جانب القوى الثورية والأحزاب المحركة لثورة 30 يونيو، وفى اليوم التالى تم عزل مرسى، ووضع خارطة طريق جديدة.
27 يوليو.. أطلق تحالف دعم الشرعية مبادرة أخرى نقلها طارق الزمر، القيادى بالجماعة الإسلامية، طالب فيها بعرض خارطة الطريق لاستفتاء شعبى، ولم يلتفت أحد لمبادرته.
9 يوليو.. أطلق حزب النور مبادرة للمصالحة تكون تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب، شيخ #الأزهر ، تقضى بعدم إقصاء الإخوان، ووضع خارطة طريق لإنهاء الأزمة مع الإخوان بمشاركة الإخوان فى الحياة السياسية وفيما لم يلتفت النظام للمبادرة من الأساس رفضها تنظيم الإخوان لأنها صادرة من حزب النور.
21 يوليو.. أعلنت الجماعة عن مبادرة على لسان محمد البلتاجى من على منصة رابعة، طرحت فيها عودة مرسى وعودة دستور 2012 ومجلس الشورى على استفتاء شعبى، وأن يتم إجراء تعديل على دستور 2012، إلا أن الحكومة بتشكيل لجنة حصر أموال الإخوان تمهيداً للتحفظ عليها.
25 يوليو.. أطلق هشام قنديل، رئيس الوزراء فى عهد مرسى، مبادرة نصت على الإفراج عن جميع المحبوسين بعد ثورة 30 يونيو ووقف وتجميد الأموال، وتشكيل لجنة تقصى حقائق مستقلة فى واقعة الحرس الجمهورى.
ومع وصول كاترين أشتون، ممثلة السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوربى، لمصر، أطلق أحمد كمال أبوالمجد ومحمد سليم العوا وعبدالمنعم أبوالفتوح ثلاث مبادرات، أبرز البنود فيها وقف العنف من الإخوان والدولة وإجراء حوار وطنى والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة إلاّ أن جميعها قوبل بالرفض من الجماعة لعدم تضمنها عودة مرسى.
الإخوان استغلوا دعوة أشتون للمصالحة الوطنية وأطلقوا بدورهم مبادرة تمثل شروطهم لإنهاء الأزمة السياسية، وقال عصام العريان، إن مبادرتهم تتمثل فى عودة مرسى والدستور ومجلس الشورى، وهو ما رد عليه الحكومة بـ3 شروط: الاعتراف، وقال الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء وقتها، إنه لا مجال عن الحديث عن مصالحات وطنية مع الإخوان إلا بعد اعترافهم بخارطة الطريق والاعتذار رسمياً للشعب المصرى.
مبادرات ما بعد فض رابعة:
أكتوبر٢٠١٣.. أطلق أحمد كمال أبوالمجد مبادرة ثانية، والتقى خلالها عمرو دراج، القيادى الإخوانى، والدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب الوطن، للمصالحة بين الإخوان والدولة.
فبراير 2014.. أطلق الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مبادرة هاجمها الإخوان، ووصفوها، بالمخابراتية.
مبادرات بعد تولى #السيسى حكم #مصر :
ومع خروج قيادات حلفاء الإخوان من السجون، وعلى رأسهم البرلمانى محمد العمدة، أطلق بدوره مبادرة كانت سبباً فى تخلى الإخوان عنه واتهامه بأن خروجه صفقة مع النظام لإطلاق مثل هذه المبادرة. وأيضاً مع خروج على فتح الباب، البرلمانى الإخوانى، رفضتها الإخوان ببيان، ورغم أن فتح الباب أكد أن مبادرة شخصية منه لا تعبر عن الإخوان إلا أن القيادات الإسلامية فى الخارج أجبرت الإخوان على إصدار بيان برفضها ووصفها بـ«الهرتلة».
أطلق المستشار طارق البشرى، المؤرخ المصرى، مبادرة جديدة فى فبراير من العام الجارى، دعا فيها السعودية برعايتها إلا أن المبادرة لم تلق أى رد فعل من جانب الإخوان أو الحكومة، ولاقت هجوماً من المنشقين الإخوان مختار نوح وثروت الخرباوى وكمال الهلباوى، الذين قالوا إنهم حذروا #السيسى خلال لقاء جمعهم من أى مصالحة مع الإخوان.
وقبل أيام من احتفال المصريين بذكرى تنصيب الرئيس عبدالفتاح #السيسى رئيساً للجمهورية وذكرى ثورة 30 يونيو أطلق يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الدولية فى جماعة الإخوان، مبادرة مساء أمس الأول، تضمنت استعداد الإخوان للمصالحة على الوضع السياسى القائم، وهى نفس الدعوة التى أطلقها راشد الغنوشى، رئيس حركة النهضة الإخوانية بتونس، التى دعا فيها الإخوان والنظام إلى مصالحة برعاية السعودية.
وتسببت المبادرة الجديدة لـ«ندا» فى أزمة داخلية كبرى داخل الإخوان، الذى تعانى من حالة انقسام بين القيادات التاريخية فى مكتب الإرشاد، وجيل القيادات الجديدة الشابة بمكتب الإرشاد.
فى المقابل، أعلنت الحكومة فى 25 ديسمبر 2013 ببيان صحفى للدكتور حسام عيسى، نائب رئيس مجلس الوزراء، الإخوان جماعة إرهابية بعد يوم واحد من تفجير مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة.
5 مايو ٢٠١٤.. مع إعلان عبدالفتاح #السيسى ، وقت الترشح للانتخابات الرئاسية، أكد فى حوار تليفزيونى فى، أنه لا مصالحة مع الإخوان ولا تصالح على جرائمهم، إلا أن الرئيس #السيسى بعد أول حوار له خصه لوكالة أسوشيتد برس الأمريكية أكد أن المصالحة من حق الشعب وهو من يقرر أن هناك إمكانية للمصالحة بشرط نبذ الإخوان للعنف والالتزام بالسلمية.
وعقب الأحكام القضائية بإحالة أوراق مرسى وقيادات الإخوان، أكد محلب فى 28 مايو الماضى أنه لا مصالحة نهائيا مع الإخوان، وقال بالنص: «مصالحة مع من.. مع من يقتل أخى؟، لا مصالحة مع من تلطخت أياديهم بالدماء، نحن نبنى والبناء سيعلو رغم أى شىء».
وفى الوقت الذى يتقدم به الإخوان بكل هذه المبادرات إلا أنهم يؤكدون دائما أن النظام يسعى للتصالح معهم.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة