مصر تستعد لصيف 2025
مصر تتخذ خطوات استباقية لضمان استقرار منظومة الطاقة وتجنب سيناريوهات انقطاع الكهرباء

مع اقتراب صيف 2025، تتخذ مصر خطوات استباقية لضمان استقرار منظومة الطاقة وتجنب سيناريوهات انقطاع الكهرباء التي شهدتها البلاد سابقًا.
ولتحقيق ذلك، وضعت الحكومة خطة استراتيجية شاملة بالتعاون بين وزارتي البترول والكهرباء، بهدف تعزيز إمدادات الكهرباء وتلبية الطلب المتزايد خلال أشهر الصيف التي تشهد ذروة الاستهلاك.
مشروع الربط الكهربائي مع السعودية وتعزيز كفاءة الشبكة
في إطار الجهود المبذولة لتأمين احتياجات السوق المحلية من الكهرباء، تستعد مصر لمواصلة تحسين بنيتها التحتية، حيث من المتوقع أن يصل متوسط الاستهلاك اليومي إلى 29 جيجاوات خلال الصيف المقبل.
وأكد وزير الكهرباء، محمود عصمت، أن الوزارة تواصل استعداداتها لمواجهة ارتفاع الطلب، مشيرًا إلى التقدم الملحوظ في مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، والذي من المنتظر أن يكتمل بحلول يوليو 2025.
ويتضمن المشروع إنشاء ثلاث محطات تحويل كهربائي عالية الجهد، إلى جانب شبكة خطوط نقل تمتد لمسافة 1350 كيلومترًا، بما في ذلك كابلات بحرية تعبر خليج العقبة، مما يعزز موثوقية الشبكة الكهربائية ويتيح إمكانية تبادل الطاقة بين البلدين.
إجراءات لضمان استقرار الكهرباء خلال الصيف
تعتمد الخطة المصرية لصيف 2025 على عدة محاور رئيسية، أبرزها تنفيذ أعمال صيانة دورية لمحطات توليد الكهرباء لضمان كفاءتها التشغيلية.
كما تركز الاستراتيجية على زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لتغطية جزء من الطلب المتزايد، وذلك ضمن رؤية مصر للتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
تحديات إمدادات الغاز الطبيعي واستئناف الاستيراد
على صعيد آخر، تواجه مصر تحديات في قطاع الغاز الطبيعي، حيث تراجع الإنتاج المحلي إلى 4.35 مليار قدم مكعبة يوميًا، مما دفع الحكومة إلى استئناف استيراد الغاز المسال بعد توقف دام أكثر من خمس سنوات، مستندةً إلى خطط لتعزيز إمداداتها من مصادر مختلفة.
وتسعى مصر لاستيراد ما بين 155 و160 شحنة من الغاز المسال خلال العام المقبل، بتكلفة تقدر بنحو 8 مليارات دولار، وفقًا لتقارير رسمية.
ويأتي ذلك ضمن استراتيجية تهدف إلى تعويض النقص في الإنتاج المحلي وتلبية الطلب المتزايد في ظل خطط الحكومة لتوسيع شبكة الغاز الطبيعي للاستهلاك المنزلي والصناعي.
تعزيز إمدادات الغاز وتأجيل بعض الشحنات
لمواجهة هذه التحديات، كثّفت الحكومة جهودها لزيادة المعروض من الغاز الطبيعي، حيث تم الاتفاق على استيراد نحو 50 شحنة منذ أبريل الماضي، مع تأجيل وصول بعض الشحنات إلى الربع الأول من عام 2025 لضمان استقرار الإمدادات وفقًا لاحتياجات السوق.
استعدادات مكثفة لصيف أكثر استقرارًا
مع هذه الخطوات الاستراتيجية، تسعى مصر إلى تجنب الأزمات المرتبطة بالطاقة وتعزيز جاهزية البنية التحتية لمواجهة الطلب المتزايد خلال الصيف.
وتعد هذه الإجراءات جزءًا من رؤية أوسع تهدف إلى تحقيق أمن الطاقة وضمان استدامة الإمدادات الكهربائية والغازية في السنوات المقبلة.