فيديو.. زيلينسكي يقطع الاتصال مع ماكرون ويطلب منه الانتظار

في واقعة غير مألوفة تعكس طبيعة التواصل بين القادة في أوقات الأزمات، أقدم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على قطع مكالمة هاتفية من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء إجراءه مؤتمرًا صحفيًا، طالبًا منه الانتظار لبعض الوقت حتى يتمكن من معاودة الاتصال به لاحقًا.
الواقعة، التي التقطتها عدسات الكاميرات وانتشرت على نطاق واسع، جاءت خلال مقابلة صحفية كان يجريها زيلينسكي عندما تلقى مكالمة من ماكرون، فما كان منه إلا أن التقط الهاتف بوجه مبتسم واعتذر للرئيس الفرنسي بأدب قائلاً:
"آسف يا إيمانويل... لدي محادثة مع بعض الصحفيين فقط، هل يمكنني معاودة الاتصال بك بعد بضع دقائق، 15-20 دقيقة؟ من فضلك، شكرًا لك يا إيمانويل."
بعد إنهاء المكالمة، ووسط ضحكات الصحفيين، أوضح زيلينسكي أنه على اتصال يومي بماكرون، قائلاً:
"علاقاتنا وثيقة جدًا. إنه يساعدنا كثيرًا. أنا ممتن جدًا له. سأتصل به بعد محادثتنا."
هل كان ماكرون محرجًا؟ أم أن الأمر يعكس صداقة سياسية؟
رغم أن المشهد بدا عفويًا وودّيًا، إلا أنه أثار تساؤلات حول طبيعة العلاقات بين الزعيمين ومدى عمق التنسيق بين باريس وكييف. ففي الوقت الذي بدا فيه زيلينسكي مرتاحًا في التعامل مع ماكرون، تساءل البعض عما إذا كان الرئيس الفرنسي قد شعر بالحرج من إنهاء المكالمة بهذه الطريقة، خاصة أنها جاءت علنًا وأمام الصحفيين.
لكن مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن ماكرون وزيلينسكي يتواصلان بشكل يومي تقريبًا، ما يجعل هذا التصرف طبيعيًا بين قادة على اتصال دائم. كما أن أسلوب زيلينسكي المرح وطلبه من ماكرون الانتظار أظهر العلاقة الوثيقة التي تجمع بينهما، حيث يعد الرئيس الفرنسي من أبرز الداعمين الأوروبيين لأوكرانيا في مواجهة الحرب مع روسيا.
دلالات الموقف على العلاقات الأوكرانية – الفرنسية
هذه الواقعة لم تكن مجرد حادثة بروتوكولية عابرة، بل تعكس مدى انشغال القيادة الأوكرانية بوسائل الإعلام والتواصل المباشر مع الجمهور، في مقابل استمرار العلاقات القوية مع باريس.
فرنسا تعد أحد أبرز الداعمين العسكريين والسياسيين لأوكرانيا، حيث قامت بإرسال أسلحة متطورة، منها أنظمة دفاع جوي ودبابات حديثة، بالإضافة إلى مساعدات اقتصادية ضخمة. كما أن ماكرون كان من أوائل القادة الأوروبيين الذين زاروا كييف بعد اندلاع النزاع، في محاولة لحشد الدعم الأوروبي ضد روسيا.
إضافة إلى ذلك، فإن هذا المشهد يعكس الضغوط الكبيرة التي يواجهها زيلينسكي في إدارة الحرب، حيث يجد نفسه في سباق دائم بين التواصل مع الحلفاء، الإعلام، والقيادة العسكرية، وهو ما يفسر طبيعة هذه اللحظات التي تبدو غير مألوفة لكنها تحمل دلالات سياسية واضحة.
ماكرون وزيلينسكي.. اتصال يومي ولكن إلى متى؟
تصريح زيلينسكي بأنه يتحدث مع ماكرون يوميًا تقريبًا يطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين باريس وكييف، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الداخلية في فرنسا التي تدعو إلى تقليل دعم أوكرانيا والتركيز على الشؤون الداخلية.
على الرغم من أن فرنسا كانت من أوائل الدول الأوروبية التي قدمت دعمًا عسكريًا وسياسيًا لأوكرانيا، فإن الحديث يتزايد في باريس حول تكاليف استمرار هذا الدعم، وتأثيره على العلاقات الفرنسية – الروسية. كما أن ماكرون نفسه بدأ يخفف من لهجته تجاه موسكو، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت باريس ستبقى بنفس مستوى الدعم لكييف في المستقبل أم ستتجه نحو استراتيجية أكثر توازناً.