نتنياهو يفكر في استئناف الحرب في غزة: ضغط على حماس أم تصعيد جديد؟
تشهد المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس طريقًا مسدودًا، وسط تقارير تفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يلجأ إلى استئناف القتال مؤقتًا في قطاع غزة للضغط على الحركة للقبول بشروطه. ووفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمني، فإن نتنياهو غير معني حاليًا بالانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، لكنه يرى أن الضغط العسكري قد يكون الوسيلة الأفضل لدفع حماس إلى تقديم تنازلات، خاصة فيما يتعلق بملف الأسرى والمختطفين.
خيارات عسكرية مطروحة على الطاولة.. هل يعود الجيش إلى الهجوم؟
بحسب مصادر إسرائيلية، فإن الجيش الإسرائيلي مستعد لاستئناف القتال وفق خطط جديدة، حيث يعتقد المسؤولون العسكريون أن الضغط العسكري المباشر قد يؤدي إلى إفراج حماس عن مزيد من الأسرى والمختطفين. ووفقًا لموقع أكسيوس، فإن نتنياهو سيعقد مساء اليوم جلسة حاسمة لمناقشة صفقة الرهائن وتحديد الخطوات القادمة، مما يشير إلى احتمالية اتخاذ قرارات مصيرية في الساعات القليلة المقبلة.
فشل المفاوضات في القاهرة.. أين تتجه الأمور؟
تأتي هذه التطورات في وقت لم تحقق المفاوضات الجارية في القاهرة أي تقدم يُذكر، بحسب ما نقلته وكالة رويترز عن مسؤولين إسرائيليين وأجانب. فالمحادثات التي تمت بوساطة مصرية وقطرية لم تؤدِ إلى أي اختراق يُذكر، حيث أصرّت حماس على تنفيذ الصفقة كاملة، بما يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، بينما عرضت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى فقط مقابل الإفراج عن مزيد من الأسرى الفلسطينيين.
وقال مصدر مطلع على تفاصيل المفاوضات: "نحن في طريق مسدود"، ما يعني أن الأمور تتجه نحو التصعيد ما لم يتم التوصل إلى تفاهمات خلال الساعات الأخيرة قبل انتهاء الهدنة.
حماس تصر على ضمانات دولية.. ماذا وراء الموقف المتشدد؟
بحسب مسؤول إسرائيلي، فقد أوضحت حماس لمصر وقطر والولايات المتحدة، بصفتهم الدول الراعية للاتفاق، أن عليهم ضمان تنفيذ إسرائيل لبنود الصفقة بالكامل، بما يشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وهو ما ترفضه تل أبيب حتى الآن.
وتنص الاتفاقية الحالية على أنه بعد انتهاء المرحلة الأولى، سيتم إجراء مفاوضات جديدة للوصول إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار، لكن إسرائيل ترى أن أي اتفاق نهائي يجب أن يشمل نزع سلاح حماس بالكامل وتفكيك بنيتها العسكرية، وهو ما تعتبره الحركة مطلبًا غير قابل للنقاش.
نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية وخارجية.. هل يُغامر بالتصعيد؟
بينما يلوّح نتنياهو بالخيار العسكري، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ضغوطًا سياسية داخلية وخارجية. فمن جهة، يطالبه المعارضون في إسرائيل بتجنب التصعيد والبحث عن حل سياسي، بينما يضغط عليه حلفاؤه في الحكومة لتبني نهج أكثر تشددًا تجاه حماس.
وفي واشنطن، تبدو إدارة بايدن مترددة في التدخل بقوة في المفاوضات، حيث ترى أن أي اتفاق يجب أن يضمن عدم عودة التصعيد مجددًا، في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة احتواء التوترات في الشرق الأوسط وعدم الانخراط في حرب جديدة.
ما هي الخيارات المطروحة أمام إسرائيل؟
وفقًا لتقارير إسرائيلية، هناك عدة خيارات يتم دراستها في اجتماع نتنياهو مع كبار المسؤولين العسكريين:
العودة إلى الحرب مؤقتًا: توجيه ضربات عسكرية مركزة ضد حماس بهدف زيادة الضغط عليها.
خفض المساعدات الإنسانية لغزة: تقليص كمية الغذاء والوقود المسموح بدخولها إلى القطاع، كوسيلة ضغط اقتصادي.
المراهنة على الوساطة الأميركية: إقناع إدارة بايدن بلعب دور أكثر فاعلية في الضغط على حماس.
تمديد الهدنة بشروط جديدة: محاولة فرض شروط أكثر صرامة مقابل إطلاق سراح مزيد من الرهائن.
تطبيق نبض