اتفاق مصري سعودي لتعزيز كفاءة الطاقة وزيادة الإنتاج البترولي والتعديني بالتكنولوجيا الحديثة

في إطار الجهود المستمرة لتطوير قطاعي البترول والتعدين في مصر، تم الإعلان عن اتفاق مصري سعودي لإطلاق برنامج وطني لكفاءة وترشيد الطاقة، وذلك ضمن استراتيجية الحكومة لتعزيز الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية.
مشروعات جديدة في قطاع البتروكيماويات
أكد المهندس إبراهيم مكي، رئيس الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات، أن الشركة تمضي قدمًا في تنفيذ عشرة مشروعات صناعية ضخمة، من شأنها إضافة سبعة ملايين طن من المنتجات البتروكيماوية، ما يسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني بإيرادات تتجاوز 8 مليارات دولار.
وأوضح أن المشروعات تشمل إنتاج الأمونيا الخضراء بالتعاون مع شركة "سكاتك" النرويجية، إلى جانب مشروع وقود الطائرات الحيوي (SAF)، الذي يضع مصر في مصاف الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال، إذ يستهدف المشروع إنتاج 120 ألف طن في المرحلة الأولى، ترتفع إلى 240 ألف طن لاحقًا.
كما شدد مكي على أهمية الدور الذي يلعبه القطاع الخاص في دعم هذه المشروعات، من خلال استثمارات في صناعات مثل "الصودا أش" و"السيليكون"، التي تساهم في تعزيز القيمة المضافة للموارد الطبيعية المصرية.
التركيز على كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات
من جانبه، أكد الدكتور علاء البطل، المشرف على قطاع السلامة والبيئة وكفاءة الطاقة والمناخ بوزارة البترول، أن الوزارة تعمل على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية، بالتنسيق مع وزارة البيئة. وكشف عن تنفيذ 23 مشروعًا رئيسيًا لاسترجاع واستغلال غاز الشعلة كوقود، بالإضافة إلى التعاون مع مؤسسات مالية دولية مثل البنك الدولي وبنك الإعمار الأوروبي لتمويل مشروعات خفض الانبعاثات.
وأضاف أن الوزارة أطلقت حملة لاستبدال مولدات الديزل بأنظمة تعمل بالطاقة الشمسية في مواقع الإنتاج، كجزء من توجه أوسع نحو التحول إلى الطاقة النظيفة.
كما أشار إلى توقيع اتفاق بين مصر والسعودية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإنشاء برنامج وطني لكفاءة الطاقة، بالتعاون مع وزارتي البترول والكهرباء في مصر ووزارة الطاقة السعودية.
تعزيز الإنتاج باستخدام التكنولوجيا الحديثة
في سياق متصل، أوضح المهندس إيهاب رجائي، وكيل أول وزارة البترول لشؤون الإنتاج، أن الوزارة تواصل العمل على زيادة إنتاج الزيت الخام لتلبية احتياجات السوق المحلي، حيث شهدت الأشهر الماضية ارتفاعًا في عدد الحفارات العاملة من 40 حفارًا في يوليو إلى 53 حاليًا، في مناطق تشمل البحر المتوسط، الصحراء الغربية، وخليج السويس.
كما أكد رجائي أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بتبني التكنولوجيا الحديثة في تحسين الإنتاجية، من خلال التعاون مع كبرى الشركات العالمية، والاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير عمليات الاستكشاف والإنتاج، مثلما حدث في حقول الشركة العامة للبترول، حيث تم الوصول إلى طبقات جديدة وإنتاج النفط منها بنجاح.
وأشار أيضًا إلى أهمية الاكتشاف الأخير لشركة "إكسون موبيل" في منطقة غرب المتوسط، والذي يفتح آفاقًا جديدة لتنمية موارد الغاز في المنطقة.
إصلاحات في قطاع التعدين لتعظيم الاستفادة من الموارد
من جهته، استعرض الجيولوجي ياسر رمضان، رئيس الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، الجهود المبذولة لإصلاح قطاع التعدين، مشيرًا إلى أن التحديات السابقة، مثل تقادم التشريعات وعدم تطوير القطاع، تمت معالجتها بإصدار قانون جديد واعتماد استراتيجية شاملة تشمل سبعة محاور رئيسية، أبرزها الإصلاحات التشريعية والتنظيمية وتنمية القدرات البشرية.
وأكد رمضان أن الهيئة تسعى لتعظيم القيمة المضافة للثروات التعدينية من خلال التصنيع المحلي، بدلًا من تصديرها كمواد خام.
وفي هذا السياق، أشار إلى مشروع جديد بمدينة العلمين لتوطين صناعة السيليكون من خام الكوارتز المصري، والذي يعد عنصرًا أساسيًا في صناعة الرقائق الإلكترونية والخلايا الشمسية. كما أوضح أنه تم وقف تصدير الرمال البيضاء خامًا، لدعم إنشاء مشروعات تصنيع الخلايا الشمسية محليًا.
نحو مستقبل أكثر استدامة في قطاعي البترول والتعدين
تعكس هذه الجهود مجتمعة التزام مصر بتطوير قطاعي البترول والتعدين من خلال تعزيز الإنتاج، تبني التكنولوجيا المتقدمة، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، بما يسهم في تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.